قد يحملون فيروسه المرضي على ملابسهم
هل البشر على موعد مع إنفلونزا الكلاب؟
أشرف أبوجلالة من القاهرة: بعد الظهور الأخير لإنفلونزا الخنازير أولاً في المكسيك، ثم انتقالها بعد ذلك بسرعة البرق إلى عدد كبير من دول العالم، بدأ يتبادر إلى أذهان كثيرين هواجس عن احتمالات انتقال فيروس الإنفلونزا إلى حيوانات أخرى بعد ظهور مرض إنفلونزا الطيور من قبل. ولدى تفشي مرض إنفلونزا المكسيك، خرج البعض ساخرًا ليقول أنه لم يعد يبقى إلا أن يشهد العالم عما قريب ظهور أنواع أخرى من تلك العدوى الفيروسية في حيوانات أخرى من بينها القطط والكلاب على سبيل المثال. وعلى الرغم من أن وباء إنفلونزا الكلاب ليس بجديد، حيث سبق له الانتشار بين الكلاب على نطاق الولايات المتحدة قبل سنوات عدة، إلا أن المخاوف من تداعياته الخطرة قد طفت أخيرًا على السطح، بخاصةً بعدما أكد العلماء على أنه وباء خطر يؤدي إلى الموت.
ويقول العلماء أن هذا المرض الفيروسي يُعرف اختصارًا بـ H3N8 ، ويعتقدون أنه انتقل من الخيول إلى الكلاب منذ خمسة سنوات على الأقل، لكنه لم يُصِب البشر على الإطلاق حتى الآن. وقد أعلنت وزارة الزراعة الأميركية الأسبوع الماضي عن مصادقتها على أول عقار معالج لهذا المرض. وفي معرض تقريرها المطول الذي أفردته للحديث عن تداعيات هذا المرض، قالت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية أنه في الوقت الذي بدأت تنتقل فيه مخاوف الإنسان من الإصابة بوباء الإنفلونزا إلى إنفلونزا الطيور H5N1 المميت، ثم إلى مرض إنفلونزا المكسيك A/H1N1 ، فإن مرض إنفلونزا الكلاب H3N8 يسير بصورة خفية وغير ملحوظة في الولايات المتحدة منذ أن تفشى وإلى الآن، كما أنه نادرًا ما كان يخضع للنقاش إلا فيما بين الأطباء البيطريين وأصحاب الكلاب في المناطق القليلة التي يظهر فيها المرض بصورة خطرة: ومنها فلوريدا، وضواحي مدينة نيويورك الشمالية، وفيلادلفيا، ودينفر.
ومن خلال ما هو معروف عن الفيروسات، فإن الشيء الوحيد المتوقع عن فيروسات الإنفلونزا هو أنه لا يمكن التنبؤ بها، فقد أثارت إنفلونزا الكلاب دهشة وحيرة كل من حاول تقفي أثرها. من جانبها، قالت سيندا كروفورد الباحثة في كلية الطب البيطري بجامعة فلوريدا: quot;لا أعتقد أننا نعلم طبيعة الآثار التي سيخلفها هذا الفيروس مستقبلا ًquot;. فعندما عكفت دكتور سيندا على دراسة الفيروس في يناير عام 2004، لاحظت ظهوره في صورة سعال غامض والتهاب رئوي تسبب في هلاك ثلث كلاب الصيد رمادية اللون. وبحلول العالم التالي، وجدت سيندا أنه انتقل لسبعة ولايات، وتبين أنه قد ينتقل بوساطة الكلاب الذين يقومون فقط بحك أنوفهم في الشوارع أو يتقاسمون مع غيرهم شرب المياه من نفس الأطباق، وتبين لها أيضاً أن البشر قد يحملون هذا الفيروس على ملابسهم. وظهرت وقتها موجة من الخوف من أنه قد يتسبب في هلك نسبة تتراوح ما بين 1 إلى 10 % من الـ 70 مليون كلب الذين ينتشرون في البلاد.
كما ثبت من خلال الأبحاث التي أجرتها دكتور سيندا أن هذا المرض مرض مميت، حيث يتسبب في هلك 5 % من الكلاب التي تصاب به. بالإضافة لحالات الوفاة التي تحدث في الملاجئ التي تقوم بالتخلص من الفيروس عن طريق قتل جميع كلابها وتطهير أقفاصها، ما يؤدي لارتفاع معدل الوفاة إلى 8 %. وتأتي تلك المعدلات لتتناقض تمامًا مع المعدلات الخاصة بحالات الوفاة التي وقعت عند ظهور مرض الإنفلونزا الإسبانية عام 1918، حيث كانت نسبة الإصابة في البشر حوالي 2 % فقط. وبالرغم من ذلك، لم يأتي انتشار إنفلونزا الكلاب على النطاق الواسع التي كانت تتوقعه سيندا. فهو منتشر الآن في ثلاثين ولاية، لكنه يظهر بوضوح في الأماكن التي تتجمع فيها الكلاب بشكل مكثف مثل الملاجئ ومتاجر الحيوانات الأليفة وبيوت ومدارس الكلاب.
أما دكتور إيدوارد دوبويف، الباحث بكلية الطب البيطري في جامعة كورنيل وأحد مكتشفي الفيروس، فقال أن هذا الفيروس يتحول خمسة مرات كي يُسمح له بالانتقال إلى الكلاب من الخيول، وإذا ما حدث له تحول أو تحولين آخرين، فإنه قد يصبح غاية في الخطورة. ومثلما ثبت أن البدانة تمثل عنصرًا خطرًا على صحة الأشخاص الذين يصابون بالإنفلونزا البشرية بسبب الوزن الزائد على صدورهم، فإن تربيتهم للحصول على جهاز تنفسي قصير ومحني يعتبر أمر خطر بالنسبة إلى الكلاب. وختم دكتور دوبويف حديثه بالقول: quot;يضع ذلك قدرًا من الضغط في واقع الأمر على قدرتهم الخاصة بالتنفس. ولا يكون باستطاعتهم إدخال وإخراج الهواء من وإلى رئاتهمquot;.
التعليقات