ميرفت أبو جامع من غزة : قال حسن خلف وكيل وزارة الصحة المقالة في قطاع غزة، إن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ 3 سنوات، فاقم معاناة المرضى وهدد حياة الكثير منهم بسبب نقص الأدوية والمعدات الطبية اللازمة، بخاصة لمرضى الكلى والأمراض الخبيثة كالسرطان وغيرها مشيرًا أن ضحايا الحصار في ازدياد وانه وصل عددهم إلى 344 مواطنًا، وأضاف خلف أن الحصار على الرغم من سلبياته الكثيرة، إلا انه كان سببًا في خلو قطاع غزة من الإصابة بإنفلونزا المكسيك التي اجتاحت العالم. وفي ما يلي نص الحوار معه:

*كيف تقيم الواقع الصحي في قطاع غزة في ظل الحصار؟
-لا يزال الواقع الصحي مؤلم، الحصار والاحتلال يضع أمامنا صعوبات كثيرة منها نقص كبير في الأدوية والمعدات الطبية وتعطل أجهزة كثيرة بسبب عدم وجود قطع غيار لها وهذا كله، يعرقل عملنا بشكل كبير، فضلاً عن تعطيل قسم العلاج بالخارج بالدرجة الأولى أضاف معاناة طبية فنية ونفسية على المواطنين والطواقم الطبية التي تجد نفسها عاجزة أحيانًا عن مساعدة المرضى. رصيد مستودعات وزارة الصحة من الأدوية صفر، هناك 100 صنف من الأدوية اللازمة للمرضى ممنوعة من الدخول لغزة.

*كيف أثر تدهور الوضع الاقتصادي في غزة على صحة المواطنين؟
-هناك مؤشرات صحية بسبب الوضع الاقتصادي مثل فقر الدم عند الأطفال والأمهات، واضطرابات نفسية وتأثر بعض مرضى الكلى والمرضى الذين زرعوا كلى صناعي بسبب منع دخول جزء كبير من الأدوية اللازمة لهم، وكذلك مرضى السرطان بسبب منع لأدوية السرطان وعدم تواجدها. إضافة إلى أن عدم توفر بعض التحاليل الطبية المخبرية ساهم فيظهور أمراض معينة مثل مرض الغدة الدرقية الوراثي عند الأطفال، لعدم توفر التطعيم والفحص الذي يفحص تلقائيًا لدى المواليد، وأصبح يصعب اكتشاف هذه الأمراض في مراحل مبكرة ويتأثر بها الأطفال في سن لاحق، هذه حالات متفرقة ومعدلها أكبر كثيرًا مما كانت عليه قبل الحصار. طالبنا من خلال الإدارة العامة للتأمين الدولي بتأمين الأدوية هذه بصورة سريعة حتى لا يزيد الخطر على أطفالنا.

* ما الذي تركته الحرب الإسرائيلية على الصحة في غزة ؟
-التدمير المباشر لبعض المرافق الصحية واستهداف الطواقم الصحية والاسعافية، وإرهاق واستنزاف المقدرات الصحية, وصل عدد الشهداء من الحقل الصحي وسائقي الإسعاف 16 شهيدًا و38 مصابًا ضمن الطواقم الطبية خلال فترة الحرب.

* هناك تخوف من المواطنين بسبب استخدام الاحتلال الإسرائيلي لغاز الفسفور المشع في حربه على غزة ؟ هل هذا التخوف بمحله ؟
-الفسفور أثر على البيئة والمرضى ولكن تأثيراته المزمنة لم تتضح بعد ولا يزال الخوف موجود ليس فقط من الفسفور هناك اليورنيوم المخضب وغير المخضب وهناك مواد كيميائية مختلفة ليس سهلاً معرفة ما هي النتائج حتى اللحظة.

* هل هناك دراسات علمية أجريت لمعرفة هذا التأثير؟
-ليس هناك دراسة كاملة أو متابعة ما يحدث لأن هذا الأمر من تخصص سلطة البيئة ونحن في وزارة الصحة نسجل ملاحظات يمكن من خلال البحث عن الأسباب تكون ناتجة عن الفسفور أو اليورنيوم أو المواد الكيميائية.

* هل لديكم الجاهزية للتعامل مع أي ظروف طارئة؟
-لا أحد يتمنى حدوث حرب ولا نستطيع أن نقول عندما تأتي الحرب نحن جاهزون لها في وزارة الصحة هذا أمر ليس من شأننا أن نتحدث عنه ولكن وزارة الصحة أهلكت بالحصار والحرب. لدينا خطط طوارئ وتركيز في الإمكانيات وسنتعامل مع الحدث بجاهزيتنا وخططنا ولكن مرة أخرى لن نقول أننا جاهزون لحرب.

* كيف اثر الانقسام بين غزة والضفة على عملكم ؟
-هذا الوضع مؤلم جدًا، لم نكن نتمنى أن يحدث هذا الانقسام، فوزارة الصحة هي التي تلقت الصفعة القوية من quot; الانقسام quot; , عندما بدأت الضربات المسيسة وتعطيل العمل الصحي وبدأ الشقاق يحدث داخل القسم والعيادة الواحدة. فهذا بالتأكيد هو مؤلم لنا،على الرغم من محاولاتنا أن نكون مهنيين محايدين ورفعنا صوتنا عاليًا بتحييد العمل الصحي، نحن مع المواطن الفلسطيني مهما كان انتماءه ومهما كان ولاءه. وقد استطعنا بحكمة أن ندير الأمر ونحافظ على المؤسسة الصحية.

* ما طبيعة العلاقة بينكم وبين وزارة الصحة في الضفة الغربية ؟
-ليس هناك تعامل رسمي بين الجهات الرسمية في وزارة الصحة برام الله ،لكن التعامل من خلال المانحين في الأدوية واللوازم الطبية مثل منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر, التنسيق على مستوى أقل من مدراء لمتابعة مجريات بعض الأمور للتأكد من تسليمها واستلامها.

* هل توجد حالات إصابة بإنفلونزا المكسيك بغزة؟
-لم توجد في غزة أي حالة إصابة بأنفلونزا المكسيك, أحاديث الإعلام واختلاف بعض الناس في وجود حالتين إصابة بأنفلونزا المكسيك هذا ليس صحيحًا. كانت هناك حالة حولت للعلاج بعملية جراحية في مستشفيات إسرائيل، لكنها أصيبت هناك هي وابنتها بالمرض وتم حجزها داخل إسرائيل.

* ما هي احتمالية وصول المرض لغزة مستقبلاً؟ وما احتياطاتكم لذلك الفيروس ؟
-كما يقال quot; رُب ضارة نافعةquot; الحصار ساهم في الحد من وصول المرض إلى قطاع غزة. ولا تسجل في غزة أي حالات إصابة بأنفلونزا المكسيك حتى اللحظة.
ثم المستقبل بيد الله , نحن نأخذ احتياطاتنا منها, مراقبة معبر رفح أيام افتتاحه عبر التلفزيون الكاشف لمتابعة المرضى كذلك هناك طواقم الطب الوقائي والمسح الميداني لأي احتمالية , تجهيز الأقسام في المستشفيات في حالة استقبال حالات مشابهة.

* ما هي التحديات والصعوبات التي تواجه عمل الوزارة ؟
-التحديات كثيرة , أولاً الحصار بحد ذاته ونواتجه،الوضع النفسي يجب أن نحتك بالعالم الخارجي من علم وتعلم وتطوير واستيراد الحديث من العلم والأجهزة، انفتاح الطواقم الطبية على العالم، تحديث أجهزتنا الطبية, استكمال مشاريعنا هناك مشاريع كثيرة متوقفة بسبب الحصار, هناك تطويرات متوقفة لإمكانياتنا الضئيلة .

*كيف تقيم المساعدات الطبية التي تقدم من الدول العربية والمجتمع الدولي إلى غزة وهل هي كافية ؟
-بالتأكيد المساعدات غير كافية، هناك ميزانية لوزارة الصحة يجب أن تكون متواجدة لسهولة التواصل مع العالم في شراء ما نحتاجه من أدوية وأجهزة ومعدات طبية , لا أذكر بأن أحدًا تبرع لنا بصندوق دواء من هنا أو جهاز حديث من هناك, حتى لو كان بتنسيق الوزارة بحاجة إلى ميزانية وتحتاج إلى متابعة وتحتاج إلى استقرار وفتح معابر.

*كيف تقيم وفود الأطباء العربية التي كانت تأتي لغزة ؟
-هذه تعتبر من الإشراقات المضيئة خلال الحرب, عندما يكسر هؤلاء المتخصصون الحصار ويأتون إلينا حاملين أرواحهم على أكفهم ويخاطرون بأنفسهم ليقدموا لنا مساعداتهم هذا شيء كبير, استفدنا استفادة كبيرة من هؤلاء الوفود, وهناك تنسيق بيننا وبينهم لكن الحصار يمنع التواصل بشكل مستمر ويحول دون أن يقدموا لنا ما يريدون أن يقدموه.

* بماذا تفسر تزايد الأخطاء الطبية للمواطنين المرضى بغزة؟
-أولاً : الأخطاء الطبية هذه موجودة في كل مكان في العالم ، عدد الوفيات في أميركا أكثر من 10آلاف وفية في السنة بسبب الأخطاء الطبية، على الرغم من أنها دول متقدمة ولها قانون طبي جنائي وهناك متابعات, لكن نحن نستقبل شكاوى المرضى ولا مهمل أي شكوى أو أي لفتة تساعدنا في تطوير العمل الطبي, وإحقاق الحق وتصحيح المسار الطبي, ولا أرى أن هناك زيادة حقيقية في الأخطاء الطبية ولكن هناك تضخيمًا في حجمها, هناك وحدة الشكاوى التي تستقبل شكاوي المواطنين وتحقق في كل شيء.

* دخلت أخيرًا منشطات جنسية إلى غزة فضلا عن تزايد الإقبال على الأدوية المخدرة quot; كالترامال وغيره quot; عبر الأنفاق وتباع في الصيدليات دون أدنى رقابة ؟ ما هو دوركم كوزارة صحة في ذلك؟
-هذه ظاهرة الوزارة اهتمت بها كثيرًا ، وتعقد ورش علمية بهذا الخصوص ما بين الإدارة العامة للصيدلة و إدارة المستشفيات ووزارة الداخلية والجمهور, واتخذت وزارة الصحة ووزارة الداخلية إجراءات للحد من هذا الأمر, لا أظنه أمر أصبح بدرجة خطرة ولكن نحن في مجتمع محاصر في بعض الظواهر يكون لها جوانب إيجابية وجوانب سلبية ولكن العيب على من يحاصرونا ويمنعون سيطرتنا على المعابر بشكل كامل، ويريدون قتل هذا الشعب,

*كيف تعاملتم مع هذه الظاهرة؟
-هناك إجراءات مع الصيدليات الخاصة ومتابعة من الأمن والمباحث والرقابة الطبية, تعاون كامل هناك سيطرة على المعابر ومتابعة لكل ما هو متداول في السوق، سلطة التراخيص ووحدة التفتيش والترخيص الصيدلاني منتشرة في مختلف مدن القطاع وتتابع الصيدليات.