اعتدال سلامه من برلين: كل إنسان منا لا يريد أن يتقدم بالسن، ولو استطاع أن يبقى طفلاً من دون تحمل مسؤولية ما لما تردد وهذا يظهرعلى بعض الفتيات اللواتي يعشن طفولتهن من دون التفكير كثيرًا بأن هناك وقتًا سيأتي سيكبرن فيه، وعندما يأتي هذا الوقت وتحدث التغييرات الفيزيولوجية تنتابهن حالات نفسية صعبة، حتى أن بعضهن يفكرن بالانتحار نتيجة اول نكسة نفسية يصبنبها لأن الحواس والمشاعر في هذا السن تكون شفافة بشكل كبير جدًا. لكن وللأسف فإن القليل من الامهات بشكل خاص لا يدركن هذا الازمة الصعبة على الرغم من مرورهن بها من قبل، والتي تبدأ عند حدوث اول دورة شهرية للفتاة. فعندما تشاهدالفتاة اول نقطة الدم في سروالها، تعتقد بأن امرًا خطرًا قد حدث لها او أنها اصيبت بمكروهوسوف تموت، بخاصة اذا ما رافقت اول دورة شهرية آلام، وقد تتردد في ابلاغ والدتها بسبب الخوف.
وحول الموضوع اجرت ايلاف مقابلة مع الطبيبة النسائية غبريالا ربهولتس في عيادتها ببرلين .
*دكتورة ربهولتس كيف تقيمين وضع الفتاة وخوفها والحالات النفسية التي تصيبها مع اول علامات بأنها لم تعد طفلة بل دخلت مرحلة جديدة في حياتها؟
-الخطأ الكبيرة هو في قلة المعلومات التي تصلها حول تطورها الفيزيولوجي الطبيعي، لذا فإن التحوّل الذي يحدث يكون بالنسبة إليها مفاجئًا طالما انها لا تعرفه، لذا تبدأ بنسج قصص رعب عما اصابها. واذا لم يقدَّم لها تفسير لما حدث يزداد وضعها صعوبة خاصة عند بدء ظهور اولى علامة للبلوغ الجنسي كبروز الثديين والالم عند وضع اليدين عليهما، ومن اجل اخفاء هذا البروز تلجأ فتيات الى ارتداء ملابس واسعة.
*هل مرحلة التغيير والدخول في فترةالمراهقة امر يصعب على الفتاة الصغيرة تقبله؟
-المراهقة بحاجة ماسة في سن العاشرة او اكثر بقليل لمعلومات من الام والاب ايضًا، لإفهامها عن التطورات التي سوف تحدث لها، قبل دخولها مرحلة المراهقة اوالبلوغ. اذ من الطبيعي ان تقع المراهقة quot; الجديدةquot; تحت تأثير الصدمة النفسية هذه. وقد تصل الحالة لدى فتيات ان يحسدن الرجال، لأنهم لم يتعرضوا لمثل ما يتعرضن له، ويتمنين لو يصبحن رجالاً، وتأخر تلك التغييرات اليزيولوجية في بعض الاحيان ما هو الا بسبب حالة نفسية، لان الحالة النفسية كثيرًا ما تؤخر في العمليات البيولوجية التي تحدث في الجسم، وبالتالي يجب ان يكون العلاج نفسيًا وسلوكيًا ومعرفيًا ليزيل التراكم السلبي الذي يعلق في ذهن الفتاة واحلاله باتجاهات ايجابية نحو جنسها وفخرها بأن تكون اثنى.
*ما هو البلوغ الجنسي؟
-انه بمثابة بادرةالتحول والانتقال من مرحلة الطفولة الى مرحلة المراهقة، وتسبق هذا مؤشرات نمو جسمي سريع عند بعض الفتيات وبطئ عند اخريات. كما ان الغدد الجنسية هي اهم ما في هذه المرحلة من ظهور، والتبكير في النمو الجنسي كثيرًا ما يؤدي الى الخجلالذي يدفع بالتالي الى الانعزال عن بعضهن، اضافة الى ان الحالة النفسية والتوافق الشخصي والاسري يصيبه نوع من الاضطراب ايضًا، ويتأثر ايضًا مفهوم الذاتويصيب الفتاة الاضطراب والارتباك.
والمؤثرات التي تؤثر في موعد البلوغ الجنسي كثيرة، منها حالة الغدد لدى المراهقة، والحالة الصحية والاستعداد الجسدي ونوعية الغذاء الذي تتناوله الفتاة، اضافة الى الحالة النفسية والتربوية التي تتعرض لها اثناء التنشئة الاجتماعية.
*ما هي اهم ردود الفعل لدى الفتاة عن بلوغها جنسيًا؟
-هناك فتيات يتكتمن على بلوغهن جنسيًا ويحاولن بشتى الوسائل اخفاءه واخريات تنتابهن الحيرة والقلق لأنهن لا يعرفن ماذا حدث لجسدهن . لكن هناك من تسيطر عليهن حالة القلق والخوف من جراء ما طرأ من تغيير فييزولوجي عليهن نتيجة البلوغ، في المقابل توجد فتيات يفخرن ببلوغهن الجنسي ودخلوهن مرحلة المراهقة. الا ان الحالات الصعبة هي لدى الفتيات اللواتي ينكرن تلك الانوثة، ويحاولن التصرف مثل الفتيات الصغيرات او لبس السروال والتصرف مثل الصبيان تهربًا من وضعهن الجديد، وهذا يؤثر سلبًا على سلوكهن المستقبلي، وبشكل عام تعتمد هذه الحالات النفسية على مدى ثقافة المراهقة او حتى عدمها، كما يؤدي المحيط العائلي دورًا كبيرًا في التخفيف من حدة الدخول الى مرحلة جديدة في الحياة.
- آخر تحديث :
التعليقات