كامل الشيرازي من الجزائر : تشهد موائد الرحمن في رمضان الجزائر هذا العام صرامة كبيرة تتوخاها الدوائر الصحية هناك، احترازًا من وباء أنفلونزا المكسيك، حتى وإن كان الأخير منتشرًا على نحو محدود هناك، إذ أحصيت إلى غاية 24 من الشهر الجاري، 34 إصابة غالبيتها لمغتربين اتوا من دول غربية دون أي حالة خطرة أو وفاة، لكن الجزائر فضلت التعامل بحذر مع اتساع الوضع الوبائي للداء، وتحذير مسؤول رفيع في منظمة الصحة العالمية من أن العالم سيشهد انفجارًا في عدد حالات الإصابة.
وبعدما كانت مهددة بشبح الإلغاء لتفادي مخاطر الهجمة المكسيكية، شهدت موائد الرحمن الممتدة عبر المحافظات الجزائرية، سلسلة من التدابير الوقائية كمنع استخدام المكيفات الهوائية وتفادي إبقاء الفضاءات المخصصة لموائد الرحمن مغلقة، مع توزيع الأقنعة الواقية لجمهور المؤطرين والطهاة، إضافة إلى الآلاف من قاصديها الذين يجري إلزامهم بمراعاة التوصيات الصحية، والعمل بما تنص عليه من احترام قواعد الوقاية والنظافة كالغسل المنتظم و الدائم للأيدي بالصابون السائل قبل كل وجبة، فضلا عن استخدام المناديل الورقية ذات الاستعمال الواحد سواء للعطس أو السعال، علما أنّ هذه الخطوات أتت انسجامًا مع توجيهات منظمة الصحة العالمية حول سائر أماكن التجمعات كالملاعب والقاعات ودور العرض على غرار قاعات السينما والحفلات والملاعب.
وفي جولة قادت quot;إيلافquot; عبر عدد من موائد الرحمن في وسط العاصمة الجزائرية وضواحيها، أبرز لنا عدد من المتطوعين بهذه المطاعم، الاهتمام المفرط بتوفير شروط النظافة، وهو امر شجّع نحو ثلاثمائة شخص من المعوزين وكذلك عابري السبيل على القدوم يوميًا إلى مطعم الرحمة في شارع حسيبة بن بوعلي، إضافة إلى مئات الآخرين بأحياء quot;بلوزدادquot;، ساحة الشهداء، quot;باب الواديquot; وغيرها.
بيد أنّ ما أثار المخاوف بشكل مضاعف، هو التواجد الكبير لأعداد ضخمة من الصينيين والافريقيين، حيث طالب الجزائريون بإبعاد هؤلاء من هذه المطاعم، خشية من السكان المحليين من انعكاسات هذا quot;الاجتياحquot;، خصوصًا مع ما يظهر على ملامح الصينيين والافريقيين من عدم اعتناء بنظافتهم، وهو ما يفجّر المخاوف من حدوث ما لا تُحمد عقباه، خصوصًا في ظلّ تأكيدات مراجع صحية لاحتمال تطور داء (أتش1أن1) ودخوله منعطفًا جديدًا مطلع الخريف.
وقامت الجهات الحكومية المختصة بوضع نحو 60 كاميرا حرارية على مستوى المطارات والمرافئ ومختلف المنافذ البرية للكشف المبكر عن أي حالات إصابة، وكبح انتقال العدوى المحلي وحصر انتشار الفيروس، ويتحدث quot;سليم بلقاسمquot; المستشار الإعلامي لدى وزارة الصحة الجزائرية، عن توفير ما يقارب 6.5 ملايين علبة من دواء تاميفلو و20 مليون قناع.
- آخر تحديث :
التعليقات