إعداد عبد الاله مجيد: مع بدء السنة الدراسية الجديدة واقتراب موسم الرشح والزكام يزداد قلق الآباء من شبح انفلونزا المكسيك وتربصه بعائلاتهم. فتصبح كل عطسة وكل سعلة موضع تدقيق وتمحيص بدافع الخوف من ان تمتد يد المرض الى افراد العائلة. ولا يعود الآباء يعرفون متى يهدأ لهم بال ومتى ينبغي مراجعة الطبيب. للاجابة عن هذه وغيرها من الأسئلة كتبت تارا باركر بوب تقريرًا في صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; يتضمن معلومات عن طبيعة المرض لعلها تساعد على التعامل مع الانفلونزا الموسمية وغير الموسمية عن معرفة.

عندما ظهرت السلالة الجديدة من الانفلونزا بفيروس ايش 1 ان 1 في الربيع الماضي اثار ظهورها مخاوف من ان يتبع المرض نمط وباء الانفلونزا الذي حصد ملايين الارواح في عام 1918 ، وكان أشد الأوبئة فتكا في العالم. فإن سلالة ذلك الوباء ايضًا بدأت فيروسًا ربيعيًا معتدلا لكنها عادت بشكل أخطر في الخريف.

السلالة الجديدة من فيروس ايش 1 ان 1 لا تتبع هذا النمط. وفي حين انها كانت السبب وراء انتشار الفيروس في نصف الكرة الجنوبي فانها تعمل وكأنها انفلونزا موسمية ، بحسب الدكتور نيل فيشمان الاختصاصي بالأمراض المعدية في جامعة بنسلفانيا.

وقال فيشمان إن السلطات الصحية تنفست الصعداء لأن الفيروس لم يتحول quot;ومن حسن الحظ ان انفلونزا المكسيكquot;التي نشهدها ما زالت مرضًا خفيفًا يسلك سلوك الرشح الموسمي المعهودquot;. ولكن الدكتور فيشمان اضاف ان من المتعذر التنبؤ بما سيفعل الفيروس وان تحوله ما زال ممكنًا. ودعا الى التحلي باليقظة والحرص على غسل اليدين وملازمة الفراش إذا ظهرت اعراض المرض.

حتى الانفلونزا الاعتيادية ينبغي ألا يُستهان بخطرها. ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال يُعالج نحو 200 ألف شخص سنويًا من الاصابة بالانفلونزا الحادة ، ويقتل المرض 36 الفًا.

الفارق الرئيس بين انفلونزا المكسيك والانفلونزا الموسمية ان الأشخاص الذين تزيد اعمارهم على الستين عامًا يتمتعون على ما يبدو بقدر من المناعة ضد انفلونزا المكسيك على عكس الأشخاص الأصغر سنا. ولأن الصغار والبالغين الشباب يتخالطون على الأرجح في مجموعات ـ في المدارس والكليات ـ فهم يكونون اكثر انكشافًا الى أصناف شتى من الانفلونزا. وبالتالي ، في حين ان المرض لا يبدو أشد من الانفلونزا الموسمية فالأرجح ان يكون عدد الشباب والصغار الذين يصابون به كثيرًا على نحو غير متناسب.

وكما في حالة الانفلونزا الموسمية ، سيعاني بعض الأشخاص من الاصابة الشديد بانفلونزا المكسيك ويتوفى آخرون بسببها. وتشير تقارير السلطات الصحية في الولايات المتحدة الى ان 36 طفلا على الأقل توفوا بمرض انفلونزا المكسيك غالبيتهم كانوا مصابين بأمراض عصبية مثل الصرع أو النمو المعوَّق. ولكن بعض هؤلاء الأطفال كانوا اصحاء وتوفوا جراء التهابات جرثومية اصابتهم بعد الانفلونزا. ويتوقع اطباء ان الأطفال الذين يعانون أمراضًا عصبية وعضلية لا يستطيعون السعال بقوة كافية لفتح المجاري الهوائية ، الأمر يزيد خطر تعرضهم الى مضاعفات.

تتحوط السلطات الصحية بتوفير جرعات كافية من المصل المضاد للمرض. وهي توصي به عادة للموظفين الصحيين والمسعفين وفئة الاطفال والبالغين الشباب من ستة اشهر الى 24 عامًا والحوامل والأشخاص الذين يعتنون برضيع يقل عمره عن ستة اشهر.

وقد يتطلب المصل جرعة ثانية بعد ثلاثة اسابيع على الجرعة الاولى ويمكن ان يحتاج الجسم الى اسبوعين آخرين لبناء مناعته كاملة ضد المرض. ويعني هذا ان الذين يتلقون جرعات المصل المضاد للانفلونزا في منتصف تشرين الاول/اكتوبر لن يكتسبوا مناعة كاملة ضده حتى اواخر تشرين الثاني/نوفمبر.

في ما يتعلق بأعراض انفلونزا المكسيك ومتى تصبح في عداد الطوارئ فان نواقيس الانذار عند الاطفال تشمل التنفس السريع أو صعوبة التنفس وتحول لون البشرة الى الزرقة أو الرمادي والتقيؤ المستمر أو الحاد. وإذا كان الطفل لا يتناول ما يكفي من السوائل ويلاقي صعوبة في الاستيقاظ ولا يتفاعل أو يكون عكر المزاج بحيث لا يريد ان يلمسه أحد فيُنصَح بالاتصال بالطبيب في هذه الحالة.

الاطفال الذين يعانون مشاكل عصبية ينبغي ان يكشف عليهم الطبيب بسرعة إذا كانت لديهم حمى. اما الاطفال الاصحاء فان الاعراض الرئيسة تتمثل في ما يبدو من تحسن يطرأ على حالة الطفل ثم ينتكس بحمى عالية. ويشير هذا الى التهاب جرثومي يتعين علاجه بالمضادات الحيوية. ورغم ان مثل هذه الالتهابات نادرا ما تكون حادة ، ينبغي ان يعرض المصاب على طبيب اطفال بأقرب وقت ممكن.

في غضون ذلك ينصح الاطباء بأخذ المصل المضاد للانفلونزا الموسمية لحماية افراد العائلة من آلام الجسم والسعال والرشح والزكام واتقاء هم واحد على الأقل من هموم الحياة.