إعتدال سلامه من برلين: في السابق كان تصلب الشرايين يعد القاتل رقم واحد في أوروبا وأميركا، واليوم تغير الوضع الى حد ما بسبب السياسات الصحية والوقائية التي تتبعها حكومات مثل المانيا، وخاصة فيما يتعلق بزيادة الانفاق الحكومي على محاربة هذا المرض القاتل، وهذا جعل المؤشر في نزول، مع ذلك مازالت النسبة مرتفعة، والسبب في ذلك عدم تخليبعض المواطنين في المانيا عن عادة أكل اللحوم والدهون والوجبات الجاهزة.

وتسعى الحكومة الان الى سلوك ما أقدمت عليه قبل سنوات قليلة السويد التي كانت تحتل المركز الاول في العالم من حيث نسبة الاصابة العالية بمرض الشرايين التاجية وتصلب الشرايين، فبعد اتخاذها إجراءات صارمة تراجعت الاصابات بشكل إيجابي.

فلقد اتخذت الحكومة الالمانية عدة إجراءات حاسمة بشأن التوعية من مخاطر هذا المرض ووفرت ايضا ميزانية جديدة لتغطية تكاليف مقاومته بهدف تخفيض نسبة الاصابات به. كما سنت قانون حظر التدخين في الأماكن العامة على سبيل المثال وحملات التوعية في المدارس ما هو الا اجراء غير مباشر يصب في هذا الهدف. كما جندت أجهزة الاعلام من أجل التوعية بالاسباب وراء تصلب الشرايين وخطورته.

الى جانب ذلك يشهد قطاع جراحة القلب والشرايين تقدما واسعا جدا ما جعل المانيا وبالاخص ميونيخ رائدة في طب القلب والشرايين، وذلك بفضل التطور الكبير في الأدوات التكنولوجية والاجهزة الخاصة بالرعاية المركزة. ويمكن القول ان هذا التقدم العلمي ساهم بشكل فعال في إيجاد العلاج الجراحي لمعظم ان لم يكن كل الامراض بما فيها أمراض القلب والشرايين.

ولعل أحدث ما توصل اليه قطاع جراحة القلب في المانيا هو الجراحة التي تستخدم فتحات محدودة، خاصة لدى جراحة الشرايين التاجية حيث تتم دون تعطيل عنل القلب، أي من دون استخدام جهاز القلب الاصطناعي الذي له فائدة كبيرة للمريض. فهذه الطريقة تسرع في شفائه وتقلل من فترة الاقامة في المستشفى وتخفض التكاليف. والاهم من كل ذلك انها تخفض من الاعراض الجانبية لعملية القلب المفتوح خاصة اذا كان المريض متقدما في السن او يعاني من ضعف في عضلات القلب.

لكن كما يقول المثل الوقاية خير من الف علاج، تحرص حاليا صناديق الطبابة في المانيا على توزيع منشورات وكتيبات من أجل توعية المشاركين لديها من خطر تصلب الشرايين بشرح هذا المرض وكيفية تفاديه. وحسب شرح أحد المنشورات فان تصلب الشرايين مصطلح طبي يطلق على حالة تجمع
المواد الدهنية وتراكمها على طول جدران شرايين الجسم، وتلك المواد تصبح مع مرور الزمن كثيفة وقوية مسببة تضيق الشرايين وربما انسدادها، الامر الذي يؤدي الى ضعف تدفق الدم عبر هذا الشريان او ذلك الى العضو الذي يغذيه فيسبب ضعف حيويته ووظيفته.

أما اذ حصل انسداد كامل لهذا الشريان فان ذلك يؤدي الى موت العضو او ذلك الجزء منه المعتمد على هذا الشريان، مثل حدوث موت جزء من عضلة القلب نتيجة لانسداد الشرايين التاجي الذي يغذي هذه العضلة. وفي بعض الحلاات يؤدي تراكم الدهون على جدران الشرايين الى ضعف جدار الشريان وبالتالي تمزقه وحدوث النزيف مثل النزيف الذي يحدث في المخ، ويسبب السكتة الدماغية عند كبار السن. وفي حالات أخرى يؤدي تراكم الدهون على جدران الشرايين الى انفصال اجزاء صغيرة من هذه التراكمات وانتقالها عبر الدم محدثة انسداد لشرايين اخرى صغيرة وبالتالي حدوث جلطة في مكان بعيد عن مصدر هذه الجلطة.

وتصلب الشرايين من المشاكل الشائعة التي تصيب الشرايين حيث تتراكم الدهون والكولسترول على جدران هذه الشرايين، وهو يحدث لكل إنسان ضمن متلازمة التقدم في العمر والشيخوخة، لكن هناك اسبابا وعوامل تؤدي الى حدوث مبكر وشديد لتصلب الشرايين وبالتالي حدوث مضاعفاتها وعواقبها في سن مبكرة، ومن هذا العوامل والاسباب:

-التدخين
-البدانة او الوزن الزائد
-زيادة الدهون والكوليسترول في الدم
-قلة الحركة والرياضة كالتمارين البدنية
-مرض السكري

ومن الأمراض المرتبطة بالقلب وبالشرايين مرض ارتفاع ضغط الدم، ونسبة هذا المرض في ارتفاع مستمر وذلك مع زيادة وطأة التوتر والقلق في الحياة العصرية،وخاصة في المدن حيث الازدحام السكاني ومشاكل النقل وسوء ا لتغذية وتلوث البيئة ومشاكل الحياة المتنوعة. وعلى اقل تقدير فان شخصا واحدا من بين كل عشرين شخصا يعاني من ارتفاع ضغط الدم ويحتاج الى علاج.

لكن وللاسف فان نصف من يعاني من هذا المرض في الغالب لا يعرف ان ضغط دمه مرتفع ويحتاج الى علاج، واذا ما ظهرت عوارض مثل وجع الرأس والدوران يعيد الأسباب الى الارهاق أو أمور أخرى الى ان يستفحل به المرض. والمشكلة الاخرى ان الكثير من الذين يعلمون بمرضهم لا يتلقون العلاج اللازم له، لذلك ينصح الاطباء بشراء جهاز قياس ضغط من اجل قياسه كل اسبوعا مرة وخاصة لمن تجاوز سن الثلاثين او في حالات زيادة الوزن او في حالات توارث المرض بين افراد العائلة الواحدة.

وتقوم الشرايين بتنظيم الضغط وكمية الدم المارة بها عن طريق التمدد والتقلص المنتظم مع نبضات القلب، فاذا ما فقدت هذه الشرايين مرونتها لاي سبب من الاسباب عندها تزيد مقاومة الشرايين لمرور الدم فيرتفع ضغط الدم، ولذلك فان مقاومة جدران الشرايين لمرور الدم تعتبر عاملا هاما لمعرفة مستوى ضغط الدم والسيطرة عليه.

وهناك نوعان من الضغط يتم قياسهما، الضغط الانقباضي ويقاس عندما ينقبض القلب اثناء عملية الضخ، والضغط الانبساطي ويقاس عند استرخاء القلب لاستقبال الدم القادم من الجسم.