ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال مؤخرًا أن سقوط بشار الأسد أدى إلى تعطيل إمبراطورية مخدرات الكبتاجون في الشرق الأوسط. كانت هذه التجارة غير القانونية التي تقدر بمليارات الدولارات تديرها حكومة الأسد بدعم من جماعات مسلحة مثل حزب الله. وقد أدى الكشف عن هذه العملية إلى تكثيف التدقيق في دور النظام الإيراني في دعم شبكات الاتجار بالمخدرات وتمويل الأنشطة المسلحة في المنطقة.

إمبراطورية مخدرات الكبتاجون: تمويل الحرب وعدم الاستقرار
لقد جلب سقوط الأسد تغييرات عميقة على المشهد السياسي والأمني في سوريا، بما في ذلك التأثيرات الكبيرة على تجارة المخدرات غير المشروعة. ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، كانت إمبراطورية الكبتاجون أحد مصادر الدخل الأساسية لنظام الأسد. لم تدعم هذه التجارة المربحة الأسد فحسب، بل عززت أيضًا جماعات مثل حزب الله وميليشيات إقليمية أخرى تابعة للنظام الإيراني.

لقد لعب الكبتاجون، وهو منشط واسع الانتشار في الشرق الأوسط، دوراً محورياً في تمويل الحروب والتمردات. وقد أدى الكشف عن علاقات هذه الشبكة بنظام الأسد إلى زيادة الضغوط على إيران، التي دعمت تاريخياً حزب الله وغيره من الفصائل المسلحة. وقد أثارت هذه الاكتشافات دعوات من الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لاتخاذ إجراءات أكثر حسماً ضد تجارة المخدرات غير المشروعة.

التداعيات الأوسع نطاقاً على ديناميكيات القوة الإقليمية
قد يؤدي سقوط الأسد إلى إعادة تنظيم القوى في الشرق الأوسط. إن إضعاف حزب الله والجماعات الأخرى المتحالفة مع إيران يقدم فرصاً لتعزيز الجهود الدبلوماسية والأمنية لمواجهة نفوذها. بالإضافة إلى ذلك، قد يمهد هذا التحول الطريق لتركيز متجدد على الحد من الاتجار بالمخدرات وتخفيف آثاره المزعزعة للاستقرار على الأمن الإقليمي.

دور إيران في سوريا: العسكرة والتغيرات الديموغرافية والاتجار بالمخدرات
لقد كان تورط إيران في سوريا عاملاً حاسماً في إطالة أمد الصراع وتفاقم معاناة الشعب السوري. منذ بداية الثورة السورية، نشرت إيران ميليشيات مثل زينبيون وفاطميون وحركة حزب الله النجباء تحت قيادة قاسم سليماني، وخاصة في منطقة حلب. وقد دعمت هذه الميليشيات الحملة الوحشية التي شنها نظام الأسد ضد معارضيه.

وبعيداً عن التدخلات العسكرية، شملت تصرفات إيران في سوريا جهوداً لإعادة تشكيل التركيبة السكانية للبلاد، وتعزيز أجندتها الإيديولوجية، والسيطرة على الموارد الاقتصادية. وشمل ذلك:

• إجبار السكان على النزوح في مناطق مثل شرق حلب وتوطين الميليشيات الإيرانية في مكانها.

• إنشاء مراكز ثقافية ومدارس تابعة للنظام الإيراني، وتحويل المساجد إلى حسينيات.

• السيطرة على طرق النقل الرئيسية للتهريب، وخاصة طريق دمشق-حمص والطرق التي تربط سوريا بالعراق ولبنان.

من خلال حزب الله، سهلت إيران عمليات التهريب، بما في ذلك المخدرات، بين سوريا ولبنان. وكشفت المعارك الأخيرة عن مصانع وورش عمل للمخدرات في مواقع مرتبطة بنظام الأسد والميليشيات الإيرانية.

أصوات سورية ضد التدخل الإيراني
سلط أبو فراس الحلبي، وهو صحفي سوري من حلب، الضوء على التدخل الإيراني الشامل في مقابلة مع قناة سيماي آزادي (الحرية) التلفزيونية الإيرانية المقاومة. ووفقاً له، لعبت الميليشيات الإيرانية دورا بارزا في قمع الثورة السورية، واحتلال مناطق رئيسية، والانخراط في الفظائع.

وشرح بالتفصيل كيف سعت إيران إلى الهندسة الديموغرافية، ومنح الجنسية لأعضاء الميليشيات، وتأسيس وجود ثقافي لترسيخ نفوذها. كما أكدت عمليات التهريب وإنتاج المخدرات على استغلال إيران الاقتصادي للصراع. وبالرغم من هذه التحديات، أكد الحلبي أن معركة الشعب السوري كانت ضد ميليشيات النظام الإيراني، وليس الشعب الإيراني.

فصل جديد لسوريا
يمثل سقوط نظام الأسد نقطة تحول بالنسبة إلى سوريا. ومع هزيمة الميليشيات المدعومة من إيران وقوات الأسد، اقترب السوريون من تحقيق تطلعاتهم إلى الحرية والكرامة. إنَّ هذه التطورات قد تبشر بمرحلة جديدة من التعاون الدولي لاستعادة الاستقرار، والحد من تجارة المخدرات، ومعالجة التداعيات الأوسع نطاقاً لسنوات من الصراع.

إنَّ كفاح الشعب السوري بمثابة تذكير قوي بقدرة أولئك الذين يكافحون من أجل تقرير المصير ضد القوى القمعية على الصمود. إن جهودهم لإعادة بناء بلدهم واستعادة مستقبلهم تسلط الضوء على الروح الدائمة لأمة تسعى إلى السلام والعدالة.