يشكل العجز او الضعف الجنسي هاجسا وتحديا كبيرا لكل الذين يعانون منه من الذكور، ولا عجب ان ينفق العالم سنويا أكثر من خمسة مليارات دولار لمكافحته أو التخفيف من مشاكله. فهو لا ينتشر في بلاد دون غيرها، ولا وسط عرق دون غيره، ولا خلال فترة زمنية معينة. كما وانه ليس مرض كبار السن فقط بل ينتشر وسط الأصغر سنا وان بنسبة قليلة، كما وان العجز الجنسي لا يقتصر على الرجال فقط بل يطال النساء ايضا، لذا يعتبر المشكلة الاكبر في القرن الواحد والعشرين.

____________________________________________________________________________________

أبرز أسباب العجز نفسيةركز مؤتمر ريو دي جانيرو الذي عقد منتصف هذا الشهر على أبرز أسباب العجز الجنسي وسبل علاجه. المؤتمر عقد بتنظيم من الجمعية العالمية لأبحاث العجز الجنسي وعلاجه، ومن أهم المتحدثين فيه كان البروفسور الدكتور فريدريكو زيلار أحد أشهر أطباء امراض العجز الجنسي في أميركا الجنوبية، حيث قال في مداخلته ان النوع الرئيسي للعجز الجنسي هو عدم قدرة العضو الذكري على الانتصاب، وهناك خمسة عوامل أساسية لضمان عملية الانتصاب، وهي عضو كامل وصحي وتوفر هورمونات معينة لدى الرجل وخلايا عصبية وأوعية لنقل الدم وقدرة على الإثارة والراحة النفسية.

وذكر بان هناك أنواعا أخرى من العجز الجنسي مثل القذف المبكّر وعدم القدرة على القذف ومرض او موت المنويات، لكن عدم الانتصاب هو النوع الرئيسي، كما انه هو الاساسي، اي ان الانواع الاخرى أقل اهمية، أو لاتوجد في غياب الانتصاب، لكن في الجانب الآخر فان غياب الانتصاب لايعني عجزا جنسيا كاملا، لانه الطب الحديث اصبح قادرا على إيصال الحيوانات المنوية للرجل الى بويضة المرأة بدون انتصاب، وهذا حل لمن يريد الانجاب.

ومن وجهة نظر البروفسور زيلار فان العجز الجنسي بصورة عامة هو متابعة للعوامل الاساسية الخمس السالفة الذكر يضاف اليها اسبابا اخرى هي التالية:
السبب الاول:مرض العضو الذكري نفسه أو مرض المسالك البولية.
السبب الثاني: خلل في الشبكة العصبية التي تربط العضو الذكري بالمخ
السبب الثالث: توقف او عرقلة ضخ الدم الى العضو
السبب الرابع: نقص الهورمونات لأسباب عضوية او نفسية
السبب الخامس: الاصابة بمرض السكري او ارتفاع ضغط الدم او الكولسترول
السبب السادس: مرض البروستاتا أو عملية ازالتها لأسباب منها تضخمها او إصابتها بمرض خبيث
السبب السابع: مرض الكلى والكبد
السبب الثامن: إصابة العمود الفقري، وهنا يقلل الكثير من المرضى من شأنها وتأثيرها على القدرة الجنسية
السبب التاسع: مرض الغدد
السبب العاشر: أمراض نفسية
وعن السبب الأخير تحدث الدكتور الارجنتين في تفصيل عن الامراض النفسية المسببة للعجز الجنسي فقال، ان هناك خلط وسط عامة الناس ووسط بعض الاطباء بين الاسباب العضوية والنفسية للعجز الجنسي، ويعتبر القلق أهم الاسباب النفسية والقلق نوعان:
نوع بعيد المدى، مثل القلق من مجريات الامور قصيرة المدى وبعيدة المدى أيضا، أو القلق لاسباب مالية او عائلية او سياسية. ونوع فوري مثل القلق على العملية الجنسية التي يمارسها الرجل او يريد ان يمارسها. هذه حلقة مقفلة، اي ان اية ذرة قلق ربما تبطيء الانتصاب او حتى تمنعه. في البداية يقلق الرجل على ذلك، فيبطئ الانتصاب أكثر، ثم يزيد القلق على ذلك، وهكذا، يدخل الرجل في دوامة القلق ولا يصل في النهاية الى عملية الانتصاب التي يرغب بها.

كما وان هناك قلق له علاقة بسن الرجل، اي ان الرجل يشعر ان الانتصاب في سن متقدمة خاصة بعد الخمسين أقل قوة منه عندما كان في سن أصغر، ومن دون إرادة يقارن بنشاطه الجنسي فس سن الشباب ونشاطه مع تقدم السن.

وركزالدكتور زيلار على النقطة الأخيرة بالقول، ان تقدم السن عامل نفسي رئيسي وهناك زاويتان لهذا العامل، الاولى، نظرة الشخص لنفسه مع تقدم سنه، والزاوية الثانية هي نظرة المجتمع الى الشخص الكبير في السن، وهناك تشابه ربما في كل المجتمعات وكل الثقافات على ان هذا الشخص اصبح وكأن لا فائدة جنسية منه.

وهذه النظرة السلبية يصعب التخلص منها حتى في الدول الاكثر حضارة وتقدما، وذلك للاعتقاد بان النشاط الجنسي يختفي مع تقدم السن .لكن الطب الحديث أثبت عكس ذلك، وهناك احصائية توضح ان سبعين في المئة من الرجال الذين تزيد أعمارهم عن الستين سنة ليسوا مصابين بعجز جنسي.

لكن المشكلة هي في إقناع هؤلاء الرجال بذلك وكذلك الزوجة، ثم توفر الجو المناسب. وحسب خبرة البروفسور الارجنتيني الطويلة فان تراجع القدرة الجنسية هي ايضا نتيجة عملية جراحية، خاصة ازالة غدة البروستاتا، وشرح اسبابا ذلك بالقول، ان المرض يمكن ان يبدأ في المخ عندما تتأثر خلايا معينة، او في العمود الفقري او في الشرايين الدموية. اما العملية الجراحية لازالة البروستاتا فيمكن ان تؤثر في شرايين الدم او شبكة الاعصاب القريبة من العضو الذكري، وبالتالي تؤثر في العضو نفسه. كما تلعب الحوادث التي يصاب بها الرجل دورا في الاصابة بعجز جنسي مثل إصابة الحوض في حادث سيارة او مرور، لكن ما اثبت علميا ان 70 في المئة من الاصابات بالعجز الجنسي، لدى الشباب ايضا سببها الادمان على المخدرات والكحول ومرض الكلى والشلل الجزئي والسكري، حتى الادوية التي يتعاطيها الرجل قد تكون وراء عجزه الجنسي، مثل ادوية ضغط الدم وادوية القلق والاحباط وبعض المسكنات والمهدئات.
ولم يخرج المؤتمر بوصفة موحدة لمعالجة العجز الجنسي، لان كل حالة لها خصوصيتها، خاصة وان تقدم الطب سمح بتواجد علاجات منها ما يحقن ومنها ما يبلع، ومنها ما يعالج ميكانيكيا، لكن المستقبل حاليا يمكن ان يكون للعلاج الجيني. ويتناول حاليا أكثر من خمسين مليون رجل حبوب الفياغرا، وهي الأسهل والأكثر فعالية، لكن يجب ان يخضع تناولها الى مراقبة طبية، لانها تسبب عوارض جانبية مثل الصداع واضطراب المعدة. عدا عن ذلك حذر المؤتمر من تناول الفياغرا لمن يخضع لعلاجات اخرى، بسبب صلة الفياغرا بالادوية التي تحتوي على مادة نايتريت التي تستعمل لعلاج بعض الأمراض الصدرية، وربما تسبب الموت. لكن الافضل ان يبدأ الرجل بعلاجات نفسية، وتفهم زوجته لحالته، فهذا يساعد كثير على التغلب في الكثير من الحالات على عدم الانتصاب.