اضحى العنف الاجتماعي في الاردن ظاهرة تستوجب النقاش، سيما بعد تعرض 1453 حالة الى العنف الجنسي والجسدي، دفع ثمنه أطفال ونساء. وفي حديث لـ quot;إيلافquot;، كشف مدير ادارة حماية الاسرة التابع لمديرية الامن العام الاردنية عن تفاصيل أوفى لكافة أبعاد الازمة وطرق حلها.
عمان: قال مدير ادارة حماية الاسرة التابعة لمديرية الامن العام الاردنية العميد محمد الزعبي إن: quot;الاردن يعاني كغيره من دول العالم من مشكلة العنف الاسري سواء أكان جسديا ام جنسياً، إذ ان ضحايا العنف هم النساء والاطفال، مشيراً الى ان اشكال العنف متهددة غير أن ابشعها هو العنف ضد الاطفال، عبر ضربهم وتعذيبهم وحبس حريتهم، واحتجازهم في غرفة داخل المنزلquot;.
واضاف الزعبي في لقاء خاص مع ايلاف ان quot;ادارة حماية الاسرة سجلت منذ بداية العام الحالي وحتى شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري 782 قضيةً ايذاء جسدي، و181 قضية ايذاء جنسي ضد النساء. فيما بلغت ارقام العنف ضد الاطفال خلال الفترة الزمنية ذاتها 368 قضية جنسية، بالاضافة الى قضايا اعتداء جسدي بلغ عددها 82 قضية، ويجري نظر هذه القضايا امام القضاء.
ويشير الزغبي الى ان ابرز اسباب العنف الاسري المتزايد يعود للظروف الاقتصادية مثل الفقر والبطالة، بالاضافة الى اسباب اجتماعية مثل غياب الجو الاسري والحوار مع الاطفال، وكذلك تعاطي الاب الكحول والمخدرات. وفي محاولة من ايلاف لوضع النقاط على الاحرف فيما يتعلق بتفشي ظاهرة العنف الاجتماعي بالاردن كان لها هذا الحوار.
بات العنف يهدد امن المجتمع الاردني فهل لك شرح حول ابرز قضايا العنف التي يشهدها الاردن وكيفية تعامل الادارة التي تقودها معها؟
بداية اقول ان العنف يهدد كل المجتمعات وموجود فيها وبما ان الاردن جزء من المجتمعات العالمية فلا بد من الحذر والانتباه لهذه الظاهرة المنتشرة في مجتمعنا، إذ ان خطورة هذه المشلكة تعمل على تفكيك المجتمع خصوصا الاسرة بصفتها اللبنة الاساسية للمجتمع.
نعترف بوجود المشكلة، لذا أسست الاردن وبتوجيهات الملك عبدالله الثاني ادارة حماية الاسرة منذ عام 1997، حيث بات لدينا العديد من المراكز في كافة محافظات المملكة لتقديم الحماية لكل ضحية تتعرض للعنف. ويعتبر الاردن الدولة العربية الوحيدة التي اسست ادارة متخصصة للعنف وأضحت مركزا اقليميا لتدريب كوادر الدول العربية في مجال العنف الاسري.
وكون العنف ظاهرة موجودة تم سن قانون الحماية من العنف الاسري رقم 6 لسنة 2008، ويتضمن كل حالات العنف. بالاضافة الى جانب اجرائي اخر هو انشاء مؤسسات معنية بقضايا العنف سواء أكانت حكومية او خاصة للحد من هذه الظاهرة، إذ توجد دُور رعاية اجتماعية لدى وزارة التنمية الاجتماعية، كما ان هناك دار رعاية خاص هو الوفاق خاص بالنساء، وكذلك دار الامان الخاص بالاطفال التابع لمؤسسة نهر الاردن.
وفيما يتعلق بأبرز قضايا العنف الاسري، تستقبل الادارة حالات وقضايا العنف الجنسي او الجسدي واكثر الفئات عرضة في الاردن النساء والاطفال.
شهد عام 2010 ارتفاعا في عدد قضايا العنف الاسري؟
نعم هناك زيادة نتيجة للوعي والانتشار الواسع للادارة والشركاء اضافة الى عامل مهم وهو الثقة والسرية التامة التي تتعامل بها الادارة مع الضحايا وتوفر الحماية والرعاية لهم.
وتعاملت الادارة مع قضايا عنف جسدي وجنسي للاطفال او النساء المتزوجات او غير المتزوجات منذ بداية العام الحالي لغاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر، إذ بلغت تلك القضايا 782 قضية ايذاء جسدي، و181 قضية ايذاء جنسي للنساء. فيما بلغت ارقام العنف ضد الاطفال خلال الفترة الزمنية ذاتها 368 جنسية، و 82 قضية جسدية، وجميع تلك القضايا تم تحويل الجناة فيها بعد التحقيق الى المدعي العام.
ولعل ابرز اشكال العنف في الاردن وابشع الحالات والاعتداء الجنسية على الاطفال وتعذيبهم عبر اطفاء السجائر في اجسادهم، او ضربهم بالعصي وكوابل الكهرباء.
اي المناطق التي تعتبر بؤراً ساخنة ينتشر فيها العنف الاسري في مناطق المملكة؟
العاصمة عمان في الصدارة، وكل من محافظات الزرقاء ومحافظة اربد حسب الشكاوى المقدمة الى الادارة.
ما هي اليات استقبال الشكاوى؟
هناك عدة طرق تكون عبر الضحايا مباشرة او ذويهم من خلال المراكز الامنية، والخط الساخن على مدار الـ 24 ساعة، فضلاً عن البريد الالكتروني للادارة، وكذلك الوزارات والمؤسسات الحكومية والمنظات غير الحكومية او اي جهة تعنى بهذا الموضوع.
كيفية التعامل مع الضحايا؟
السرية التامة، مراعاة الخصوصية، والظروف الاجتماعية، ثم عقد لقاءات في غرف متخصصة لذلك مع الاطفال والنساء من قبل ضباط شرطة نسائية مؤهلات، واجراء الفحص الطبي للضحايا وتقديم خدمات الدعم والارشاد الاجتماعي لهم، وكذلك خدمات الدعم والعلاج النفسي للمتضررين.
ما اسباب العنف الاسري في الاردن؟
الاسباب عديدة منها البعد عن الدين وغياب الوازع الديني عند الجناة، بالاضافة الى السبب الاقتصادي والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن، فضلاً عن التفكك وعدم الترابط الاجتماعي والاسري، ولا ننسى البطالة التي تعاني منها معظم العائلات خصوصا رب الاسرة، وغياب الابوين عن المنزل والاطفال مما يخلق فجوة وتباعد بين الاباء والابناء، وتعاطي رب الاسرة في احيان كثيرة للكحوليات والمخدرات، وعدم تخصيص الاب والام وقت خاص للجلوس مع اطفالهم والتحدث اليهم وغياب المناقشة والحوار، وكذلك غياب الرعاية والاهتمام والمتابعة الاسرية للاطفال.
خصوصية المجتمع الاردني انه عشائري يرفض الحديث عن الظواهر السلبية، فماذا عملت الادارة لكسب ثقة الضحايا بالتوجه اليكم وحل المشكلات، وماهي الصعوبات والعراقيل التي تعيق عمل ادارة حماية الاسرة؟
العشائرية ليس لها اي تاثير ولا تشكل اعاقة لعملنا بل تخدم ما نقوم به بحكم ان العادات والتقاليد في الاردن ضد العنف والتعذيب للنساء والاطفال، وخصوصا ان شيخ العشيرة دائما يكون ملجأ لحل الخلافات وانهاء حالات العنف ويساعد في حلها.
كانت هناك معوقات لعملنا في البداية، إذ واجهت فكرة وجود ادارة متخصصة لعلاج ظاهرة العنف رفضا بالغاً، خصوصا في ظل الخجل والخوف عند النساء من تقديم شكوى ضد الزوج او الاب او الاخ، وكيفية متابعة القضية امام القضاء او مكاتب الخدمة الاجتماعية، كما كان من المعوقات السابقة عدم انتشار فروع للادارة في المملكة، ولكن هذه السلبية باتت في حكم الغائبة إذ بدأ الانتشار والوصول الى معظم المحافظات منذ عام 2003، ووصل عدد المكاتب العاملة في هذا المجال الى تسعة مكاتب، سيتم اطلاق مكتب جديد منها الشهر القادم. كما ان الادارة تقدم الخدمات الاجتماعية وتعمل كذلك على تحسين الظروف الاقتصادية للضحايا وتساعدهم قدر الامكان.
تقوم ادارة حماية الاسرة بتقديم خدمات الحماية لرعايا الدول الاجنبية المقيمين على الاراضي الاردنية، هل لك ان توضح هذه الخدمات وعدد القضايا للرعايا الاجانب التي تعاملت معها الادارة؟
نعم، بحكم ان من يقيم على الارض الاردنية تطبق عليه القوانيين الاردنية، وفعليا سجلت الادارة الكثير من الحالات للرعايا الاجانب خصوصا الخادمات حيث العنف قد يكون جنسي او جسدي، لكن بعض منها يكون كيدي ضد الخادمات من باب رفض دفع مستحقاتهنَّ المالية، اي خلافات على مسألة الاجور فقد يلجأنّ الى الانتحار.
وعملت كذلك الادارة على اعداد منشور خاص يتم توزيعه على سفارات الدول الاجنبية في المملكة، يتضمن الحالات التي تتعامل معها الادارة واليات التعامل مع الضحايا.
عدد الحالات التي تعاملت الادارة فيها مع قضايا اجنبية؟
بلغت القضايا للرعايا الاجانب عربا واجانب 76 حالة عنف جنسي، فيما بلغت حالات العنف الجسدي 51 حالة.
ما هي الخطط المستقبلية للادارة؟
الاستمرار في حملات التوعية في وسائل الاعلام المختلفة لتعريف الزوجة والاطفال بحقوقهم، وافتتاح مزيد من مكاتب الادارة في المحافظات غير المغطاة بخدمات الادارة، وكما سنعمل على انشاء مركزا جديدا ونوعيا سيكون الاول في المنطقة العربية هو مركز خدمات ضحايا العنف الاسري يضم كافة الشركاء وكل الخدمات في مركز واحد.
التعليقات