تعاني ألمانيا من انتشار حشرة بق الفراش التي غالبا ما ينقلها السواح الالمان لدى عودتهم من رحلاتهم السياحيةالبلاد. وكثيرا ما تتسلل تلك الحشرة الى ملابسهم وأمتعتهم. وللتخلص التام من هذه الحشرة الضارة يمكنغسل كل الملابس والمراتب بالكيروسن الأبيض.

حشرة بق الفراشفي أعوام الخمسينات كان قد تم القضاء على حشرة بق الفراش في أوروبا التي عانت كثيرا منها ،خاصة بعد إكتشاف مادة ال DDT التي ساهمت الى حد كبير في القضاء على هذه الحشرة المزعجة . لكن ثمة أمور حديثة ساعدت مرة أخرى في إنتشار هذه الحشرة على نطاق واسع ليس في أوروبا والمانيا وحدهما ولكن في دول متقدمة أخرى كأميركا وإستراليا وبخاصة في أماكن التجمعات مثل المستشفيات والفنادق الرخيصة ورياض الأطفال ،أهم هذه الأمور وفق ماجاء في دراسة الميجور طبيب أندرياس كروجر العامل في الجيش الألماني أن السبب الوحيد في ظهور تلك الحشرة في المانيا هو السفر السياحي للألمان خارج حدود الوطن ،فالألمان من أكثر الشعوب سفراً وسياحة ، وكثيرا ما تتسلل تلك الحشرة الى ملابسهم وأمتعتهم وتعود معهم الى البلاد ، وفي هذا الإطار تحذر مصادر طبية ألمانية دائما المواطنين الألمان من السفر الرخيص وتعتبره هو المسؤول الأول عن جلب تلك الحشرة الي البلاد ، فعندما لايكلف سفر سائح اكثر من 40 يورو الى لندن وليس اكثر من 35 يورو الى مدريد إضافة الى النزول في فنادق رخيصة ، عندئذ لابد وأن يحسب المرء حساب وجود تلك الحشرة المقززة في حجرات تلك الفنادق الرخيصة .

البق في حقائب السياح

إن أكثر السياح العائدين من رحلاتهم لايعرفون انهم يعودون ومعهم تلك الحشرة الى منازلهم، فهي حشرة نشطة ليلاً ، وعند وجودها في مكان ما فإنها قد تتسلل بكل سهولة في الظلام الى أمتعة السائح وتعلق فيها.

لاتعاني ألمانيا وحدها من ظهور بق الفراش بشكل كبير ولكن دولاً مثل إستراليا وأميركا تعاني هي الأخرى ففي أستراليا على سبيل المثال يمكن وصف بق الفراش فيها بانه وباء متوطن فيها ، وهي تتسبب في خسارة 100 مليون دولار أسترالي (75مليون دولار) في . وفي الولايات المتحدة أظهرت بيانات الفنادق وأجهزة مكافحة الحشرات زيادة نسبتها %20. وكانت الرابطة القومية للتحكم في الحشرات المنزلية بالولايات المتحدة الأمريكية قد اعلنت ارتفاع نسبة الاصابات بحوادث لدغ البق السريري إلى %60 خلال الأربع سنوات الأخيرة. أما في المانيا فقد كان كان قبل عشر سنوات يتم إبلاغ مكاتب مكافحة الحشرات المنزلية بمعدل من 2 الي 3 مرات في الشهر أما الأن فإن الإ بلاغ يكون بمعدل من 3 الي 4 مرات في الاسبوع وهو ما يؤكد إنتشارها في المانيا.

كثيرون من الذين يتعرفون علي الحشرة في أمتعتهم أو في منازلهم من السياح يتجنبون الخوض في الحديث عن ذلك تجنباً للإحراج الشديد ، إذ أن وجود تلك الحشرة لدي بعض الأسر قد يسبب لهم حرج إجتماعي كبير.
بق الفراش بصفة عامة هو حشرة صغيره (غير مجنحة وطولها (4 - 7مليمتر) ولونها يميل إلى البني الداكن وبيضاوية الشكل) تمص الدماء أثناء الليل وتسبب الحكة الشديدة والحساسية والارهاق بسبب عدم النوم، تتغذى على الدم خصوصا أثناء نوم الإنسان ليلا أو نهاراً في الغرف المظلمة، وتضع الانثى حوالي (200) بيضة طوال فترة حياتها. وتحتاج الحشرة من 2-3 شهور كي تكتمل دورة حياتها و يمكن ان تعيش من 12-18 يوم بدون طعام، وتكفي وجود أنثى واحدة بالمنزل لكي تتواجد بؤرة اصابة جديدة.

صعوبة التخلص من الحشرة في المنازل

الحساسية التي تخلفها الحشرةلكن كيف يتخلص الألمان من تلك الحشرة البغيضة ؟ تقول إرشادات الوقاية من تلك الحشرة ـ أن الوقاية هي خير من العلاج ففي حالة تمكنها من منازل بعض الأسر فإنه يصعب التخلص منها، وقد يأخذ ذلك وقتاً طويلاً ، ويقول بعض الذين لديهم خبرة في ذلك المجال ان التخلص لايكون بالأمر السهل إذ أنها تختفي في الشقوق والشروخ وتختار أماكن غير مرئية ، كما انها تختفي وراء الصور المعلقة على الحائط ،وفي حالة اكتشافها فإنه يلزم إعادة محاولة التنظيف لضمانة التخلص منها بشكل كافي . البق يمكن أيضا أن يعيش في الفراش، وفي ثنايا وتحت الحواف وفي زوايا المراتب والأسرة. ويتطلب التفتيش الدقيق تفكيك الأسرة تماماً، بهدف البحث الدقيق. وللتخلص التام من هذه الحشرة الضارة كما يمكن غسل كل الملابس والمراتب بالكيروسن الأبيض وكذلك رش الحوائط والشقوق والأبواب والشبابيك وكل ما هو مصنوع من الخشب بالكيروسن الأبيض الذي يقضي عليها فورا
علامة أخرى على وجود البق هي البقع الصدئة أو المائلة للإحمرار لبقع الدم من جراء عض البق على الملاءات أو المراتب، كما أن التفشي الكثيف بتلك الحشرة يصحبه في غالبية الأحوال رائحة مميزة تنبع من أماكن تجمع الحشرات، إلا أن تلك الرائحة ليست واضحة دائماً. كذلك يمكن ملاحظة البقع الصغيرة الداكنة الكثيفة التي هي فضلات البق الجافة، إضافة إلى البويضات وقشور البويضات والقشور المنسلخة من الحوريات الناضجة والحشرات ذاتها بالطبع.

شكوك حول نقلها مرض الكبد الوبائي

أكثر طرق وصولها الى البلاد هو في الغالب تسللها الى حقائب المسافرين لهذا تنصح الدوائر الطبية الالمانية السياح الألمان بسرعة تغير الفندق في حالة اكتشاف الحشرة لان استمراره في سكن ذات الفندق سيتسبب في وصول الحشرة بشكل او بآخر اليه، لكن بعض السياح يخلطون بين لدغات بق الفراش ولدغات الناموس او الحشرات الأخرى فهي الى حد كبير متشابهة .

لا يعرف ان بق الفراش يسبب أمراضا خطيرة للإنسان لكن الطبيب اندرياس كروجر يقول في دراسته انه ربما يكون لها دور في نقل الالتهاب الكبد الوبائي ب .

الحشرة في الغالب تتغذى بثققب الجلد بمنقارها الطويل المجوف الذي تسحب من خلاله الدم ، الإشباع يستغرق من 3- 10 دقائق، إلا أن الشخص نادراً ما يشعر بالعض. تختلف الأعراض من شخص لآخر، فالبعض قد يشعر بتورم خفيف مع احمرار وحكة في مكان اللدغة. بينما الآخرون لا يشعرون بشيء أو الأثر يكون قليلاً.