توجد في غرب أفريقيا فاكهة هي نوع من أنواع التوت البري لكنها تقوم بدور المخدر في تأثيرها على حاسة الذوق.
إن من يتناولالفاكهة العجيبة الأفريقية بمفردها لا يشعر ان فيها ما يبرر تسميتهاولكن حين يغطي عصيرها جدار تجويف الفم ثم يعقب ذلك تناول أطعمة ذات مذاق حامض مثل الليمون أو الخل أو البيرة فان الفاكهة العجيبة تحيلها أطعمة حلوة المذاق. وقال الباحث كايكو آبي من جامعة طوكيو ان مذاق البيرة يصبح كالعصير الحلو والليمون كالبرتقال الحلو.

ويستمر مفعول الفاكهة العجيبة مدة ساعة ، ويكون استهلاكها ممتعا في الحفلات الجماعية. لذا يبحث هواة الأكل عن حفلات تذوق يتناول فيها المشاركون حبات من الفاكهة العجيبة ثم يلتهمون أطعمة حامضة المذاق من كل صنف. وتتولى الفاكهة العجيبة تحويل مذاق البيرة الى مذاق الشوكولا والصلصة الحارة الى فطيرة حلوة.

وأجرى الباحث آبي وزملاؤه دراسات لكشف سر الفاكهة العجيبة بزراعة خلايا لاختيار متلقيات حاسة الذوق البشرية على مستويات مختلفة من درجة الحموضة أو القاعدية. وقال آبي ان العنصر الرئيسي في الفاكهة العجيبة هو بروتين معروف باسم ميراكيولين يرتبط ارتباطا قويا بمتلقيات المذاق الحلو في اللسان لكنه لا يقوم بتفعيلها حين يكون مستوى الحموضة أو القاعدية محايدا. وبوجود طعام حامض المذاق يغير البروتين ميراكيولين شكله بحيث يعمل على تفعيل متلقيات المذاق الحلو التي يرتبط بها فيثير احساسا بالحلاوة دون ان يؤثر في نكهات الطعام الأخرى.

وبعد ابتلاع الطعام الحامض يعود البروتين الى الشكل الخامل كيمياويا لكنه يبقى مرتبطا بمتلقيات الحلاوة مدة ساعة تقريبا يكون فيها مهيئا لاستقبال حامض آخر يطلق مفعوله من جديد. والرابطة القوية بين البروتين ومتلقيات المذاق الحلو هي التي تفسر استمرار مفعوله. وقال الباحث آبي ان قدرة البروتين ميراكيولين على تحويل الحامض حلوا اقوى من جميع مواد التحلية المعروفة تقريبا. ويكمن سبب الاهتمام الكبير بتطويره الى مادة تحلية تجارية في انه خال من السعرات الحرارية.