يبدو أن نمط الحياة الذي تفرضه العزوبية على العديد من الناس يزيد احتمالات إصابتهم بالسرطان بنسبة الضعف، وهذا تبعا لإحصاءات الوفيات به على مدى أكثر من أربعة عقود.

__________________________________________________________________

بعد فحصهم معدلات الوفاة نتيجة الإصابة بالأورام الخبيثة على مدى أكثر من 40 سنة، وجد باحثون أوروبيون أن اولئك الذين يظلون عزّابا، لسبب أو آخر، من الرجال والنساء أكثر عرضة للإصابة بواحد من 13 من أكثر أنواع السرطان انتشارا. وتشمل هذه الأنواع سرطانات الرئة والثدي والبروستاتا. ولاحظ الباحثون أيضا أن معدلات الوفاة من هذه الأورام الخبيثة ظلت ترتفع بشكل خاص - وإلى مستويات مقلقة - وسط الرجال عقدا بعد آخر وأنها تصل ذروتها لدى بلوغهم سن السبعين.

ويقول العلماء في جامعة أوسلو إن اولئك الذين شُخّصوا بالسرطان وهم بلا زواج (والحديث هنا ليس عن المطلقين أو الأرامل) رفعوا نسبة الوفيات من 18 في المائة إلى 35 في المائة (الضعف تقريبا) وسط الرجال ومن 17 في المائة إلى 22 في المائة وسط النساء. وكانت إحصاءات سابقة قد أظهرت أن المتزوجين يتمتعون عموما بصحة جسدية وعقلية أفضل ويعيشون حياة أطول مما يتمتع به العزاب. وأحد الأسباب الرئيسة لهذا الوضع هو أن أهل هذه الفئة الأخيرة ينحون للتدخين وتعاطي الكحول بمستويات عالية بالمقارنة مع الأزواج. كما أن هؤلاء الأخيرين ينحون من جهتهم لزيارة الطبيب بمعدلات أفضل وبالتالي فإن تشخيصهم بأي أورام خبيثة، وعلاجها تاليا، يحدث في مراحل مبكرة نسبيا. ويقول العلماء إن هذين عاملان رئيسان، في ما يبدو، لنتيجة البحوث التي تقول إن العزوبية تضاعف احتمال الإصابة بالسرطان.

ووفقا للباحثين فقد ظل معدل الوفيات بأمراض السرطان يرتفع وسط العزاب بمتوسط 3.4 في المائة في كل عقد من بداية الفترة التي غطتها الدراسات وحتى الآن، وهذا إذا افترضنا نظريا أن معدل الإصابة بها صفر في المائة وسط المتزوجين. وتؤكد العلاقة بين هاتين الفئتين تلك الفئة الوسطى المؤلفة من المطلقين والأرامل. فقد اتضح من الأرقام المتصلة بها أن مستويات وفيات الأمراض السرطانية فيها ترتفع قليلا عنها لدى المتزوجين لكنها لا تبلغ مستوياتها لدى العزاب.