إن أفضل طريقة لتقوية جهاز المناعة لدى الأطفال تلك المعتمدة على الغذاء الطبيعي.

تحظى مسألة تعزيز جهاز المناعة لدى الأطفال بأهمية كبيرة لأنها تجنبهم الأمراض المختلفة من جهة وتجعلهم يستمرون في التواجد في مدارسهم وأماكن النشاط الاجتماعي التي يترددون إليها من جهة أخرى أما أفضل الطرق لتقوية جهاز المناعة لديهم فتكمن في الطريقة الطبيعية .

أكدت دراسة تشيكية حديثة أهمية تقوية نظام المناعة لدى الأطفال في منازلهم قبل إرسالهم إلى دور الحضانة أو المدارس لان من شأن ذلك أن يجنبهم الإصابات بالفيروسات والبكتيريا المختلفة .

ونبهت إلى أن توجه الأطفال إلى دور الحضانة أو المدارس أو ممارسة أي نشاط اجتماعي يتواجد فيه أطفال آخرون مع ما يرافق ذلك من استيقاظ مبكر وبذل الجهد العضلي واللعب مع الأطفال وإمضاء الوقت في الخارج وأحيانا في بيئة غير نظيفة يمثل عبئا كبيرا على جسم الطفل غير معتاد عليه ولهذا يتوجب إعداده وتحضيره لهذا الأمر مبكرا .

وأكدت أن الجسم يصبح أكثر ميلا للإصابة بالأمراض عند تغيير أسلوب الحياة والتعرض لاثقالات كبيرة ، مشيرة إلى أن الطفل يتعرض لأنواع جديدة من البكتريا والفيروسات في التجمعات الجديدة التي يتواجد فيها يحتم على نظامه المناعي التعود عليها وخلق المواد المضادة الكافية في الجسم لحمايته .
وأشارت إلى أن ما يساعد النظام المناعي للطفل هو نوعية الطعام الذي يتناوله ولذلك يقال بان الطعام المتوازن هو نصف الصحة، والتطعيم في الأوقات المحددة، ومراجعة الطبيب عند شعور أهله بضرورة ذلك .

وأكدت أهمية الحركة الكافية في الهواء الطلق ، و شرب السوائل بشكل كافي ومنح الجسم الراحة اللازمة ، والنوم لساعات كافية وعدم التواجد في الأماكن التي يتم التدخين فيها لأنه تم الإثبات علميا أن عدم تواجد الطفل في هذه الأماكن يقلل احتمالات إصابته بالأمراض التنفسية بنسبة 30% ، وأيضا تعويد الطفل على درجات الحرارة الأقل .

وأشارت الدراسة إلى أن التعود على درجات الحرارة المنخفضة يجب أن يكون تدريجيا لكن بشكل منظم حيث تنصح بتخفيض درجة حرارة الماء بمقدار درجة بعد كل عدة أيام إلى حين التعود على درجة العشرين درجة مئوية أما الاستحمام بالماء الباردة فيتوجب في البداية أن لا يستغرق أكثر من دقيقتين .
واعتبرت حليب الأم بأنه مفيد بشكل لا يمكن التعويض عنه عمليا بالنسبة للنظام المناعي للطفل كونه يمد الأطفال الرضع بالمواد الغذائية الضرورية ويحتوي على المواد المضادة التي تجعل الطفل يتعود على الوسط الخارجي .

ونصحت في حال عدم مقدرة الأمهات على الرضاعة أو أن رضاعتهم غير كافية بتزويد الطفل بالأطعمة المغذية الخاصة بالرضع لأنه ثبت بأنها تقوي النظام المناعي للطفل كون محتواها قريب من محتوى حليب الأطفال . وشددت على أن تناول الطعام الصحي له تأثير على النظام المناعي ليس فقط للأطفال وإنما للكبار أيضا لأنه يتضمن الفيتناميات والمواد المعدنية الكافية ونصحت بدلا من تقديم الحلوى للأطفال بدعم تناولهم للخضار والفواكه المطحونة مشيرة إلى أن ذلك يمكن أن يتم بحف الجزر والتفاح ثم إضافة عصير البرتقال للطحينة الناشئة أما إذا كان عمر الطفل عاما فيمكن إضافة ملعقة من العسل إلى ذلك .

وأكدت أن الأطفال يتبادلون الأمراض فيما بينهم ولهذا يشعر الأهل أحيانا بان الأمر لا نهاية له ومن هنا تأتي أهمية تعزيز نظام المناعة لديهم لإبداء مقاومة أكبر في التقاط الأمراض من نظرائهم . وشددت على أهمية عدم إعادة الطفل إلى المدرسة أو الحضانة عندما لا يكون قد شفى تماما من المرض الذي أصيب به ليس فقط لأنه بذلك يمكن له أن ينقل العدوى إلى رفاقه ومن ثم يلتقطها منهم وإنما لان ذلك يمكن أن يعرضه أيضا لمرض غير مسر.
وأشارت إلى أن الإصابة بالرشح مثلا يمكن له أن يضعف جهاز المناعة ولذلك فان الأمر يصبح فقط مسألة وقت بالنسبة لمعاودة المرض مجددا منبهة إلى أن هذه الدورة لا تساعد صحته ولهذا يتوجب ترك الطفل في المنزل إلى أن يتعافى تماما بدلا من أن يمرض من جديد بعد أسبوع .

وتؤكد الدراسة أن زيادة مرض الأطفال بعد ترددهم إلى دور الحضانة أو المدارس أو حلقات الهوايات المختلفة هو أمر طبيعي وهو أيضا مفيد بالنسبة لهم عندما يتم بمستوى مقبول لأنه يعزز وينشط جهاز المناعة لديهم مشيرة إلى أن الدراسات العلمية المختلفة أكدت أن المحافظة على الطفل في quot; وسط معقم quot; غير ممكن عمليا من جهة ولان هذا الأمر يجعل الطفل لاحقا يواجه مشاكل صحية أكبر من جهة أخرى.