يبدو أن الطبيعة دائمًا ما تؤدّي دور المنقذ على المستوى العلاجي بالنسبة إلى بعض المشاكل التي يواجهها الإنسان، بعيدًا من الأدوية والعقاقير الاصطناعية. فلم يكد يمر يوم حتى تتأكد لنا صحة هذه الحقيقة، وها هو بحث أجرتهأخيرًا مجموعة لوريال الفرنسية المتخصصة في صناعة مستحضرات التجميل يُبَيِّن أن مركّبًا سكريًا يتم استمداده من زهرة استوائية هو أول كريم لمكافحة الشيخوخة ويُصَادق عليه علميًا.
ويُقال، تبعًا لما ورد في البحث، إن مركب الرامنوز الذي يُستَمَد من زهرة المخالب المُلقبة بـ quot;زهرة مخلب القطquot; تُجدِّد الجلد بنشاط، مما يجعل ملمسه أكثر سمنة وأكثر مرونة. ويُعتقد أن تلك المادة الكيميائية، التي يتم دمجها في أحد الكريمات، تقوم بتنشيط الخلايا لكي تنتج الكولاجين، هذا المكون الرئيس للأنسجة الضامة مثل الجلد.
وقالت صحيفة التايمز البريطانية في هذا الصدد إن هذا المُنتَج المُقاوِم للشيخوخة، والذي تم تجريبه على 400 سيدة، هو المُنتَج الذي تمخض عن زيادة سبل التعاون بين صناعة المستحضرات الصيدلانية وصناعة مستحضرات التجميل. وأُطلق على الجيل الجديد من العلاجات اسم quot;مستحضرات العناية بالبشرةquot;، حيث تم تصنيعها باستخدام تكنولوجيا البحوث من صناعة المستحضرات الصيدلانية. وفي تلك الحالة، تم استخدام برامج حاسوبية لفحص الآلاف من المواد الكيميائية التي تحدث بشكل طبيعي لتحديد المادة التي تُحَفِّز نوع معين من خلايا الجلد التي تنتج الكولاجين.
ثم يتم ترشيحها بعد ذلك على نطاق أكبر، لرؤية ما إن كانوا صغارًا بما فيه الكفاية لاختراق طبقة الجلد الخارجية المضادة للماء. ثم أجريت تجارب بشرية ضمت 400 سيدة تتراوح أعمارهن ما بين 50 إلى 70 عامًا. ولم يتم إلى الآن نشر كامل نتائج البحث، بسبب انتظار مجموعة لوريال الحصول على براءات الاختراع الخاصة بالمنتج الجديد.
ومع هذا، نقلت الصحيفة عن جولي ماكمانوس، رئيس قسم الشؤون العلمية في لوريال، قولها :quot; يُعَدّ هذا انجازًا بالنسبة إلينا، لأننا عثرنا على مركّب يمكنه أن يُنتِج تأثيرًا على تلك المجموعة شديدة الأهمية من الخلاياquot;. في حين قالت فيرونيك باتاي، وهي زميلة بارزة في البحوث السريرية المتعلقة بالأمراض الجلدية في كلية الملك بلندن: quot;لم يسبق أن سمع أحد مطلقًا عن الرامنوز. وقد وقع الاختيار عليه من خلال الفحص الذي أجرى لآلاف المركبات التي يمكن أن تحظى بتأثير على خلايا الجلدquot;.
التعليقات