الأزمة القلبية أو أي قصور في القلب قد يعرض الانسان الى موت محقق في حال عدم السرعة في إنقاذ المصاب. قد يفاجئ المارة في الشوارع أو في المواصلات العامة بإنسان ما يقع فجأة على الأرض فاقداً الوعي وهو أمر بالغ الخطورة اذا لم تتوافر عند البعض الثقافة الطبية المتمثلة في القيام الفوري بإجراء الإسعافات الأولية حتى تأتي عربة الإسعاف التي تحمل المتخصصين لإسعاف المصاب فإنه قد يفارق الحياة.

تقول تقارير جمعية مرضى القلب الأميركية ان الدقائق التي تعقب وقوع الأزمة القلبية تبدو حاسمة فتدليك عضلة القلب هو أمر في غاية الأهمية لابد من إجرائه على الفور حتى يتم نقل المريض الى المستشفى، من ناحية أخري لاحظ الأطباء الذين يقومون باستقبال الحالات الحرجة في المستشفيات أن ثمة قصور او خوف من اجراء الإسعافات الأولية لدي المواطنين العاديين هو أمر لايمكن تفسيره ، ذلك انهم يخافون من الوقع في خطأ ما في إجراء إسعافات القلب ـ غير أن الحقيقة هي غير ذلك فحتى إجراء الصدمة الكهربائية للمصابين يمكن ان يقوم بها اي مواطن عادي فهي عملية بسيطة جدا وغير معقدة وباستخدامها يمكن بالفعل إنقاذ مصاب من الموت المحقق .

في ألمانيا يقع 400 شخص في اليوم الواحد عرضة لأزمات قلبية ويتم إنقاذ الكثيرين منهم خارج نطاق المستشفيات أو قبل الوصول اليها اعتمادا على الثقافة الطبية لدي الناس ، فكما يقول الأطباء فإن عامل الوقت هو مهم للغاية مع مثل هذه الحالات.

هناك اتجاه قوي يسود مختلف الأوساط الطبية الالمانية في محاولة لترسيخ فكرة الإسعافات الأولية ومدى أهميتها لدى المواطنين في ألمانيا، فهي قادرة على إنقاذ الكثير من الأرواح ،وهناك دورات مستمرة ومجانية لتعليم المواطنين كيفية تدليك عضلة القلب بشكل سهل ومبسط حتى لا يتردد الناس في الإسراع بتقديم هذه الخدمة دون التوجس من فعل شيء خاطئ ، في ذات الإطار دعت منظمة الصحة العالمية الى تسهيل وتبسيط إرشادات الإسعافات الأولية حتى لا يتردد الناس في تعلمها والقيام بها في حالات الضرورة .
يقول أحد المدربين الألمان أن ثلاثة امور يجب ان يعرفها المتدربين على الإسعافات الأولية في حالة الأزمات القلبية ـ ان يتم تأمين مرور الهواء الى الرئتين ثم تأمين التنفس وبعد ذلك يتم تدليك القلب بالضغط على القفص الصدري بقوة قد تصل الى عمق 5 بوصات .

أن أحد أهم الأجهزة المستخدمة في الإسعافات الأولية هو جهاز الصدمات الكهربائية ويتم تدريب الناس عليه فمن المهم استخدامه في حالة حدوث النوبة القلبية وتجري به صدمة كل دقيقتين ، فعنصر الوقت جد مهم ، وبعد إجراء الصدمة الكهربائية في اغلب الأحيان يعود القلب الى الخفقانمن جديد ، وبذلك يتم إنقاذ 90% من المصابين، هذا وتوفر الحكومة الألمانية أجهزة الصدمات الكهربائية هذه في محطات القطارات وفي المطارات والمباني الحكومية وغيرها.وأرشادات الجهاز للعمل بسيطة وغير معقدة ويكفي لان تفتح الجهاز حتى تجد ارشادات صوتية يقوم بها الجهاز بشكل تلقائي ليخبرك عن الخطوة القادمة التي يتعين علىك القيام بها.
يقول الدكتور quot;هانز بيتر موبكا quot; أننا نريد توسعة الثقافة الطبية لدي الناس حتى يشاركوا هم بانفسهم في إنقاذ الأخرين ، ويجب ان يتدربوا هم على سرعة توفير البدائل للعناية المركزة في حالات الطوارئ حتى يتم استدعاء المتخصصين .ويطمئن الدكتور بيتر موبكا المترددين من القيام بعمل الإسعافات الأولية بأنه ليس ثمة شئ خطير يواجه المصاب والمحتاج الى الإنقاذ من ان لا يجد من يسارع الى إسعافه وإنقاذه.