إكتشف علماء خمسة متغيرات جينية ترفع خطر الإصابة بمرض الزهايمر في العمل، وهو الكشف الذي من شأنه أن يلقي أضواءً جديدة على تلك الحالة المرضية الخطيرة.

وبموجب النتائج التي أبرزها هذا الكشف، وصل العدد المعروف للجينات المرتبطة بالزهايمر إلى عشرة، وجميعها مسؤول عما يقرب من 300 ألف حالة إصابة بالمرض في بريطانيا اليوم. وتزيد تلك النتائج من احتمالية إجراء اختبارات مبكرة والتوصل لعلاجات أفضل لحالة مرضية تُكلِّف المملكة المتحدة 23 مليار إسترليني سنوياً في برنامج رعاية طويل المدى وكذلك فقدان في الإنتاجية، وفقاً للتقرير المتعلق بمرض الخَرف الذي تم تمويله العام الماضي من جانب إدارة بحوث الزهايمر.

واكتشف الباحثون الجينات الخمسة بعد مقارنة التركيبة الجينية لعشرات الآلاف من المرضى بالتركيبة الخاصة بمتطوعين أصحاء. وثبت أن الجينات مسؤولة عن نسبة تتراوح ما بين 60 إلى 80 % من فرص إصابتنا بالزهايمر في وقت متأخر من حياتنا، وتأتي النسبة المتبقية من نمط الحياة وعوامل بيئية. ومن المعروف أن ارتفاع ضغط الدم في مرحلة منتصف العمر يزيد من خطر الإصابة في وقت لاحق من الحياة.
وتم وصف هذا الجهد البحثي في دراستين تم نشرهما مؤخراً، بقيادة جولي ويليامز من مركز علم الوراثة العصبي بجامعة كارديف وغيرارد سكيلينبيرغ من كلية الطب بجامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا. وأوردت صحيفة الغارديان البريطانية في هذا السياق عن جولي ويليامز، قوله quot; لو كنا بوسعنا القضاء على الآثار الضارة لجميع المتغيرات الجينية العشرة، لكنا تمكنا من القضاء على 60 % من مرض الزهايمرquot;.

وأوضحت الصحيفة في الإطار ذاته أنه من المرجح أن يكون لدى المرضى المصابين بالزهايمر إصدارات من الجينات التي تؤثر على الجهاز المناعي والطريقة التي تتعامل من خلالها أدمغتهم مع الكولسترول، والبروتينات التي تشكل لويحات وعقد حول الخلايا العصبية. ويُبَيِّن البحث الجديد الجينات التي تتحكم في الطريقة التي تقوم من خلالها الخلايا بامتصاص واستخدام الجزيئات، وهي العملية التي لم تكن مرتبطة بالمرض من قبل. وهنا، عاود ويليامز ليقول quot; تخبرنا النتائج التي تم التوصل إليها مؤخراً على هذا الصعيد بالاتجاه الصحيح الذي يتوجب علينا أن نمضي فيهquot;.

ومن خلال فهم الطريقة التي تتسبب من خلالها الجينات في الإصابة بمرض الزهايمر، قالت الصحيفة إن العلماء يأملون أن ينجحوا في تحديد أدوية أو تغييرات في نمط الحياة يمكن أن تواجه آثارها السيئة وأن تعمل على درء هذه الحالة المرضية.وأوردت الصحيفة في الختام عن سوزان سورنسين، رئيس قسم البحوث بالجمعية الخيرية المنوطة بمعالجة مرض الزهايمر في بريطانيا، قولها quot;بحلول عام 2021، سوف يصاب مليون شخص بالخَرف، ولا تزال الحكومة تنفق حتى الآن أموالاً على البحوث الخاصة بمرض الخَرف تقل ثماني مرات عن الأموال التي تنفقها على أبحاث السرطانquot;.