حذر خبراء من ان الطفل الخجول أو الحزين قد يكون مصابا باضطرابات عقلية ويحتاج الى عقاقير قوية.
____________________________________________________________
قال أطباء نفسيون ان القواعد الجديدة التي يجري اعدادها في الولايات المتحدة ستدفع مزيدا من اليافعين الى اعتبار مشاكلهم التي تبدو شائعة أمراضا يتعين علاجها ولا يكفي الدعم والمساعدة في التخلص منها.
وأعرب الأطباء عن خشيتهم من ان التلميذ الهادئ في المدرسة قد يكون مصابا باضطراب القلق الاجتماعي في حين ان التلميذ الذي يصبح انطوائيا بعد نكبته بشخص عزيز عليه قد يكون مصابا بمرض الكآبة. كما ان الطفل الذي يرد على البالغين أو يفقد اعصابه بانتظام قد يكون مصابا بمرض التحدي المعارض.
ونتيجة لذلك كله فان عقاقير قوية مثل بروزاك أو ريتالين قد توصف للمصابين بهذه الاضطرابات العقلية للسيطرة على سلوكهم أو تغييره.
وقالت السكرتيرة العامة لجمعية الأطباء النفسيين التربويين في بريطانيا كيت فالون ان انماط السلوك تتطور على امتداد فترة طويلة من الوقت وكثيرا ما تقترن بجملة من الأسباب المعقدة ولا يمكن علاج السلوك غير المقبول بوصفة طبية سريعة. وعادة ما يحتاج هذا السلوك المرضي الى إدارة شديدة العناية من جميع البالغين المحيطين بالطفل.
ولفتت فالون الى ان الطفل الخجول قد يكون مصابا باضطراب القلق الاجتماعي والطفل الحزين أو المنطوي مؤقتا قد يكون مصابا بالكآبة. وقالت ان هذه هي الحالات التي من المرجح ان تُعالج بالأدوية وبسببها تُعطى عقاقير قوية للاطفال من دون فهم يُذكر أو من دون فهم على الاطلاق لما يمكن ان تؤدي اليه.
وأشارت فالون الى ان استخدام الأدوية لتحسين السلوك يكون مغريا في مجتمع يريد نتائج سريعة. ولكن هناك طرقا أخرى لتحسين سلوك الطفل تحتاج عادة الى وقت ومجهود من الآخرين.
وتوقعت فالون ان تُعد بحلول عام 2013 معايير جديدة لتعريف المرض العقلي في بريطانيا ، وأن تؤدي هذا المعايير الى إدراج مزيد من الأطفال في عداد المرضى عقليا.
وتبين الأرقام ان 650 الف طفل بين الثامنة والثالثة عشرة من العمر في بريطانيا يتناولون ريتالين لعلاج نقص الانتباه/فرط النشاط بالمقارنة مع 9 آلاف طفل قبل عشرين عاما فيما يوصف بروزاك للأطفال المصابين بالكآبة أو القلق. وأدت هذه الظاهرة الى انطلاق دعوات تطالب بالتحقيق في حجم المشكلة والأضرار التي يمكن ان تسببها على المدى البعيد.
اعداد عبد الاله مجيد
التعليقات