في وقت يفترض فيه أن تعمل فحوصات السرطان التي يخضعها لها بعض الأشخاص بين الحين والآخر على إنقاذ حياتهم، إلا أن الخبراء منقسمون فيما بينهم بشأن جدوى تلك الفحوصات، ومدى أهمية الخضوع لها بانتظام للحماية من المرض اللعين.


رغم سماعنا بشكل متكرر عن أهمية الخضوع لفحوصات الكشف عن السرطان، من منطلق أن تحديد الأورام في بداياتها يُحَسِّن من طرق مواجهة المرض، إلا أن خبراء بدؤوا يتحدثون مؤخراً عن أن هذا الفحص قد لا ينقذنا بالضرورة من السرطان. واتضح، وفقاً لما ذكرته مجلة quot;التايمquot; الأميركية بهذا الخصوص، أن تلك الفحوصات على أقل تقدير قد لا تنقذ بالضرورة قدر كاف من الأشخاص على مستوى السكان، بما يبرر تكاليفها، على صعيد المضاعفات الصحية وكذلك بالنسبة للاختبار نفسه.

وبالإضافة للشكوك التي أثيرت من قبل حول هذا الموضوع، أضافت دراسة حديثة، هي متابعة لدراسة سابقة أجريت عام 2009، شكوك أخرى حول النقاش الدائر بشأن الفحوصات. حيث تبين أن الرجال الذين يخضعون بانتظام لذلك الاختبار الذي يعرف اختصاراً بـ (PSA ) لا يعيشون مدة أطول عن الرجال الذين لا يخضعون للفحوصات المنتظمة.

وقالت المجلة في هذا السياق إن تلك النتائج الجديدة من شأنها أن تسبب حالة من الفوضى والغضب، خاصة وأنها تسير عكس المنطق القوي الذي يقف وراء الفحوصات الطبية. كما تأتي تلك النتائج في وقت بدأ يتحدث فيه عدد متزايد من الخبراء الطبيين عن أن إجراءات الفحص، في بعض الحالات، قد تضر أكثر مما تفيد. وذلك لأنها قد تأتي في بعض الأحيان بنتائج غير واضحة، ولأنه قد تبين أيضاً أن البعض قد يموت في نهاية المطاف نتيجة أسباب أخرى قبل مدة طويلة من تحول السرطان لتهديد. واتضح أن تقنيات الفحص الحالية لا يمكنها التمييز بشكل جيد بين سرطانات البروستاتا التي ستصبح خطرة عما قريب وبين تلك التي لن تصبح كذلك.