تؤكد دراسة حديثة أن الحديث عن الأمور الجنسية مع الطفل بأسلوب مبسط وسهل أمر ضروري لاشباع التساؤلات التي ترد الى أذهان الطفل في عمر مبكر.


أصبحت قضية التربية الجنسية من القضايا التي تهتم بها الكثير من المعاهد التربوية في كوستاريكا، لما لها من أهمية على مجرى حياة البنات كما الصبيان في المستقبل، لذا تناولت احدى الدراسات التي وضعها فريق من المتخصصين بالتربية والأخلاق لدى الأطفال والأولاد في جامعة سان خوسيه هذه المسألة، وتوزع حاليا في العديد من المدارس وعلى الأهالي.

تقول دراسةحديثة ان الطفل كائن بسيط غير معقد يعبر عن حاجاته ونزعاته وعواطفه بالضحك حين يكون مرتاحا، والبكاء والصراخ والضرب بالايدي حين تختطف منه شيء او يمنع عن الحصول على ما يريد، لكن يمكن بالتدريب وصبر الوالدين الطويل مساعدته بصورة تدريجية على تعديل سلوكه والتعبير عن نزعاته وعواطفه بأساليب ملطفة دون ان تسيء الى الآخرين بشيء. وكذلك يجب ان لا يختلف افهام الوالدين للطفل الامور الجنسية عن تدريبهما اياه على الاكل والشرب والنوم وبقية الاعمال الحيوية الاخرى.

فمثلا نحن نعوده على ضبط رغباته بين الوجبات وتحديدها في أوقات منتظمة ومن السهل أيضا ان نطلب منه ان يضبط رغباته الجنسبة كيما تتلاءم مع سنه وتنسق مع التقاليد والبيئة دون ان تزعج الاخرين. لكن هذا التدريب يجب ان يتصف بنفس اللين الذي نتذرع به في توجيهه الى مشاطرة اخوته او الاخرين ألعابهم، اي بالرقة وبعيدا عن العنف.وبدلا من ان نغضب او نصرخ في وجهه اذا خرج عاريا او لعب باعضائه الجنسية، يجب ان نكتفي بافهامه ان الناس المهذبين لا يظهرون عراة او يخرجون أعضائهم الجنسية للعب بها، لانها اعضاء يجب ان تستر عن العيون والمحافظة عن نظافتها كما المحافظة على نظافة باقي أعضاء الجسم. لكن يجب ان لا نكثر في الحديث عن هذا الجانب وكأنه الاهم في الحياة، وبطريقة تجاري مفاهيم الطفل، ان كان صبيا او بنت.

لكن قبل ذلك على الوالدين ان يقبلا الجنس بانه امر طبيعي وليس رذيلة كما يعتقد البعض، وان الاعضاء التناسلية يجب ان لا تهمل لان كل عضو له وظيفة طبيعية. وحسب النصيحة للام عليها ان تاخذ بيد طفلها وتفهمهم ضرورة الحفاظ على صحة اعضائه التناسلية، فتكون بذلك قد لقنته بشكل بسيط اول درس في الجنس، فدروس الثقافة الجنسية لا تقتصر على طور ومرحلة معينتين بل تتوزع على كل المراحل من الطفولة وحتى أول الرجولة. والمهم، لا يجب تلقينها عن طريق والدين غير ملمين ببعض قواعد التربية وتتوفر لديهما صفة الصراحة في الحديث.
لكن ايهما افضل ان تقوم الأم أم الاب بافهام الطفل بالشوؤن الجنسية؟

تقول الدراسة اذا كانت الاسرة قد درجت منذ البداية على التحدث عن هذه الامور بدون حرج، فان هذه الحرية بطبيعة الحال تستمر مدى الحياة، لذا فان الطفل الذي ينمو نموا سليما، يقل ميله شيئا فشيئا الى بحث امور كهذه مع امه لانه على اطلاع بها بالشكل الذي يتناسب وعمره.
ومن المرغوب فيه ان يتحدث الأب مع ابنه والام مع ابنتها عن التبدلات الجسدية، لعلم كل واحد منهما باموره الجنسية الخاصة به، فمثلا يمكن للاب ان يحدث ابنه عن امور ستطرأ في ظروف معنية مثل الانتصاب والاحتلام والعادة السرية وعن علاقاته بالفتيات، ومن المهم جدا أيضا عند البلوغ ان يستغني الصبي عن الاعتماد على امه وغيرها من النساء ( اخواته مثلا) في المنزل والقيام بامور تخصه.

وحيال الذين يخشون ان يكون اطلاع الصغار على الامور الجنسية، حافزا لهم على تجربتها ببعضهم البعض، تشير الدراسة الى انها أجرت عن كثب الكثير من التجارب وراقبت تصرفات الأطفال وأولاد في سن الحداثة مطلعين على الامور الجنسية بالشكل الصحيح والذي يتناسب مع أعمارهم، فتبين ان الاهتمام بالامور الجنسية أمر طبيعي.

فالولد الذي يتمتع بحالة طبيعية لا يستطيع ان يعيش دون ان تخطر على باله أسئلة كثيرة لها علاقة بالجنس، فهو يراه في الشارع او عبر التلفاز او في الافلام او المجلات وأي وسيلة أخرى، اذا لا يمكن تحاشي هذه الأشياء، لذا فالغاية من مصارحة الأولاد هي تقويم هذه الافكار التي امتلأت بها أذهانهم ومساعدتهم على تلمس سبلهم وسط هذه الاحاجي والاسئلة الكثيرة عن الجنس. وهنا من واجب الوالدين فيما يتعلق بالجنس كما هي الحال بالنسبة لاي شيء آخر، ان يساعدوا أولادهم دوما على تفهم ما غاب عليهم، وابداء استعدادهم للمساعدة في اي وقت كان.

ولقد تبين بدراسة تطور الصغار ان الاولاد الذين يتعلمون الامور المتعلقة بالجنس، ببساطة وبصورة طبيعية ويفسح لهم المجال لطرح الاسئلة بحرية ومن دون ان يخشوا التقريع، هم ابعد من غيرهم عن ممارسة الامور الجنسية في سن مبكرة جدا وبطريقة غير سليمة، من اولئك الذين ادخل في روعهم ان التفكير او التساؤل عن مثل هذه الامور هو في حد ذاته نوع من الخطأ والخطيئة.