رؤية جديدة توصل من خلالها علماء بريطانيون إلى الأسباب التي تقف وراء عقم الرجال، ما قد يُستَغَل مستقبلاً في تطوير علاجات جديدة للأزواج الراغبين في إنجاب أطفال.


بينما كان يتم التغاضي بشكل كبير عن مسألة الخصوبة لدى الرجال حتى وقت قريب، حيث كان يتطلب معظم العلاجات تناول السيدات عقاقير معينة أو الخضوع لعمليات مكلفة، فقد تبين، وفقاً لدراسة حديثة، أن ما يصل إلى نصف المشكلات التي يعانيها الأزواج خلال محاولتهم إنجاب الأطفال تكون ذات صلة بالخصوبة لدى الرجال.

حيث تمكن علماء من جامعة برمنغهام البريطانية، بموجب تلك الدراسة البحثية التي أجريت بخصوص الطريقة التي تسبح من خلالها خلايا الحيوانات المنوية، أن يحددوا العلاجات الجديدة المحتملة التي تحظى بالقدرة على شحن خلايا الرجال الإنجابية. وقد اكتشف العلماء المركبات الكيميائية التي تزيد من قدرة خلايا الحيوانات المنوية على السباحة، وعبروا عن اعتقادهم أن ذلك قد يساعد على تعزيز عدد الخلايا القادرة على الوصول لبويضات السيدات.

وأفادت في هذا السياق صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية بأن العلماء يستخدمون الآن تلك المركبات لتطوير مادة هلامية جديدة يأملون أن تزيد من فرص حمل الأزواج بصورة طبيعية دون الحاجة للاستعانة بعلاجات مكلفة مثل التلقيح الاصطناعي. وتابعت الصحيفة بقولها إن تلك الدراسة الجديدة قد تساعد الأطباء أيضاً على انتقاء الخلايا الصحية لاستخدامها في الطرق التي تساعد على حدوث الحمل مثل التلقيح داخل الرحم وأطفال الأنابيب. وأوردت في هذا الإطار عن دكتور جاكسون كيركمان- بروان، وهو واحد من أبرز المحاضرين في مجال البيولوجيا الإنجابية في جامعة برمنغهام ومدير مركز علم الإنجاب البشري في برمنغهام، قوله :quot; تشتمل علاجات الخصوبة في الأساس على مساعدة الحيوانات المنوية لكي تصل للبويضاتquot;.

وتابع جاكسون حديثه بالقول :quot; وتنطوي أغلبية تلك العلاجات على فعل شيء غير جراحي تماماً للمرأة، حتى إن كانت في أتم صحة في كثير من الأحيان. وإن تمكنا من منح الحيوانات المنوية قدراً أكبر من الحركة، فإننا قد نساعد على مواجهة مشكلة الخصوبة بطريقة تستدعي قدراً أقل من التدخل الجراحي وبشكل أرخصquot;.

وواصل قائلاً :quot; ولدينا الآن بعض المركبات، التي ما زالت في مراحل اختبارها الأولى، والتي قد تُمَكِّن مزيدا من الحيوانات المنوية على السباحة من خلال مخاط عنق الرحم، وهو ما يعني إدخال قدر أكبر من الحيوانات المنوية إلى داخل الرحم. وهو ما يجب أن يزيد من مستوى الخصوبة الطبيعيةquot;. كما أثنى دكتور آلان باسي، محاضر علم الذكورة البارز في جامعة شيفلد ورئيس جمعية الخصوبة البريطانية، على تلك الجهود البحثية الأخيرة في هذا المجال، وإن طالب بإجراء مزيد من الأبحاث.