حوار مع الشيخ مجاهد القهالي:

1لم أكن لاجئاً سياسياً في الإمارات ولم أتقدم بطلب اللجوء إلى أي دولة أخرى
2لست ناصرياً ولكني تحالفت معهم بعد الوحدة اليمنية
3دعوة الحوثي متخلفة وتتبنى وجهة نظر إقليمية غير يمنية
4علاقتي بالرئيس علي عبدالله صالح بدأت منذ وقت مبكر وكان مبرزاً
5علي ناصر محمد لم يحاول إثنائي عن العودة للوطن
6سأبذل قصارى جهدي للعفو عن الرائد عبدالله عبد العالم وإعادته للوطن
7قال لي الأخ الرئيس أن اليمن يتسع للجميع واليمن يفتح ذراعيه لكل أبنائه
8مستعد للذهاب إلى العقيد القذافي وإقناعه بعدم دعم الحوثي

محمد الخامري من صنعاء: أكد الشيخ مجاهد القهالي الذي عاد مؤخراً من خارج اليمن بعد غياب دام 13 عاماً انه لن يتردد في الذهاب إلى الجماهيرية الليبية لمقابلة العقيد معمر القذافي الذي قال أن علاقته القديمة به انتهت منذ 13 عاماً، ومطالبته بإيقاف دعمه لحركة التمرد القائمة بمحافظة صعده quot;شمال اليمنquot; التي يقودها القائد الميداني لتنظيم الشباب المؤمن عبد الملك الحوثي، مشيراً إلى أن تلك الحركة التي وصفها بأنها دعوة متخلفة، حيث بدأت بتكوين الميليشيات المسلحة واختتمت بممارسة العمل المسلح بشعارات شبيهه لشعارات مشابهة لبعض الدول الإسلامية المجاورة أعطتها إطارا ضيّقا في المجتمع اليمني، وأنها غير مفهومة الأهداف السياسية التي تناضل quot;من وجهة نظرهاquot; أو تتمرد quot;من وجهة نظرناquot; من اجلها.
وأضاف الشيخ القهالي الذي قال أن علاقته بالرئيس علي عبدالله صالح تعود إلى ما قبل حركة 13 يونيو عندما كانا عضوين في مجلس قيادة الظل انه عاد إلى اليمن بناء على اتصال تلقاه من صالح يوم عيد الأضحى المبارك، وهو الاتصال الذي قال انه ترك الأثر الكبير في نفسه والدافع المعنوي الكبير لاتخاذ قراره بالعودة.
ونفى الشيخ مجاهد أن تكون إقامته في الإمارات العربية المتحدة لجوءاً سياسياً، موضحاً انه كان يقيم بصورة عادية بما تربطه من علاقات حميمية ببعض الشخصيات الإماراتية التي سهلت له الإقامة ودراسة أبنائه ومن ثم انتقالهم إلى المجال العملي كأصحاب مشاريع استثمارية كبرى هناك، مؤكداً انه لم يتقدم بأي طلب لأي دولة كانت بطلب حق اللجوء السياسي، وان مسالة عودته كانت مرتبطة أولا وأخيرا بأبنائه ودراستهم وبعض المتعلقات الشخصية الأخرى.
وتحدث القهالي في هذا الحوار الخاص بإيلاف حول العديد من القضايا التاريخية بدءا بعمله السياسي منذ وقت مبكر مرورا بأحداث القاضي الإرياني الذي حكم اليمن منذ 67-74م ثم حركة الرئيس الأسبق إبراهيم الحمدي 74-77م ونزوحه بعدها إلى عدن quot;جنوب اليمن سابقاًquot; بعد تعيينه سفيراً في إحدى الدول الغربية، وشهادته على أحداث يناير 86م التي عاصرها إلى غيرها من القضايا التي تناولها الحوار التالي:


إيلاف: هل يمكن أن توجز لنا قصة 13 عاما قضيتها خارج اليمن؟
القهالي: أولا سعيد كل السعادة بالتحدث إلى موقعي المفضل إيلاف الذي كنت أتابعه بصورة يومية وأنا خارج الوطن وكان يمثل لي النافذة السحرية لمعرفة كل ما يدور في العالم دون تحيُز لنظام معين أو أيديولوجية محددة، أما فيما يتعلق بسؤالك عن المدة التي قضيتها خارج الوطن وكيف كانت، فقدت وجدت نفسي بعد أحداث 1994م في جمهورية مصر العربية، وحينها لم يستوقفني الظرف الذي أمر به أو الذي وصلت إليه فبدأت بالتفكير الجدي لتأهيل الأبناء واختيار مجال الدراسة والتخصصات المناسبة التي تؤهلهم للعمل المهني بشكل مباشر بعد تخرجهم من الكلية، وهذا بالتشاور معهم وانخرطوا في الهندسة الصناعية وتمكنوا ولله الحمد من التخرج بنجاح وتفوق.
وطبعا طوال بقائي في مصر كنت منشغلا أيضاً بمتابعة أخبار الوطن وما يجري فيها من تطورات على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية , وكنت على تواصل مستمر مع العديد من الإخوة والكثير من الزملاء الذين كان يربطني بهم علاقات سياسية وودية وأخوية بمختلف مشاربهم، كان لي تواصل معهم أثناء تواجدي بمصر، وأيضا انشغلت بالقراءة والكتابة والرياضة ومتابعة هموم بعض الأخوة الذين كانوا يأتون إلى مصر لغرض العلاج قدر ما أستطيع.
بعد أن ذهبت إلى الإمارات عام 2001م حاولت أن انشغل بنفس المواضيع والاستمرارية في التواصل مع الكثير من الأخوة والزملاء وأبناء الوطن والكثير من الأقارب و كنت على تواصل حي ومستمر ومتواصل وتمكن أولادي فعلا من إيجاد أعمال مناسبة وفقاً لتخصصاتهم والحمد لله حققوا نجاح ملموس.

إيلاف: كيف كانت عودتك إلى الوطن هل حاولت الاتصال أم كانت هناك وساطات لدى الرئيس علي عبدالله صالح لعودتك؟
القهالي: كانت هناك سلسلة من الاتصالات، ومن المساعي الحميدة الطيبة للكثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية كما هو معروف عن اليمنيين أنهم دائما وسطاء خير وتعاون، ولكن الكثير من هذه الاتصالات لم يُكتب لها النجاح، ولقد كان لاتصال الأخ الرئيس يوم عيد الأضحى المبارك الأثر الكبير في نفسي والدافع المعنوي الكبير لاتخاذ قرار العودة، وكان هذا الاتصال رداً على اتصال مسبق مني في نفس اليوم quot;عيد الأضحىquot; لتهنئة فخامة الأخ الرئيس بالعيد المبارك وتمنياتي له بدوام الصحة والسعادة، وفوجئت عقبه باتصال الأخ الرئيس حمل في طياته معاني كثيرة وعكس هذا الاتصال عمق المحبة الصادقة من قبل الأخ الرئيس لأبناء الوطن وليس لشخص مجاهد القهالي فقط، وكانت دعوته ذات المسؤولية الرفيعة والروح الوطنية الكبيرة بعودتي قائلاً أن اليمن يتسع للجميع واليمن يفتح ذراعيه لكل أبنائه وأنت واحدٌ ممن ساهموا وشاركوا في بناء الوطن وأهلا بك بين أخوانك وزملائك ولا تتردد في هذا، فكان لهذه الكلمات أثر كبير في نفسي لاتخاذ قرار العودة بما تحمله من معاني كبيرة وعظيمة وعميقة تعكس المستوى الرفيع للمسؤولية التي يتمتع بها فخامة الرئيس والتواصل مع كل أبناء الوطن أكانوا موالين أم مخالفين له في الرأي وهذه ميزة تميزه عن غيره من الزعامات العربية الأخرى.

شيخ أم عميد
إيلاف: بما تفضل أن أخاطبك بالشيخ أم بالرتبة العسكرية باعتبارك قائداً عسكرياً؟
القهالي: quot;يضحكquot; .. أنا حاليا خارج القوات المسلحة وبالتالي لم يبق لي إلا موقعي الاجتماعي الذي توارثته عن آبائي وأجدادي، ولا تزال لي رتبة في القوات المسلحة ولكني غير عامل حالياً فيها.

إيلاف: لماذا لم تستفد من قرار العفو العام وتعود كغيرك من نازحي حرب 1994م خصوصاً بعد قطع الشيخ زايد رحمه الله الإعانات عن السياسيين اليمنيين؟
القهالي: هناك فرق .. بالنسبة لي فقد كان لي الشرف الكبير أن حضرت اللقاء الذي تم في سفارة الجمهورية اليمنية في أبو ظبي تحت رعاية الأخ الرئيس الذي تحدث فيه مع كل الموجودين في الإمارات ورحب بهم جميعا بالعودة إلى أرض الوطن وناقشنا الكثير من المصاعب التي كانت تقف عائقا أمام العودة إلى الوطن وذللها جميعها، وبالتالي عادوا جميعاً، إنما أنا فلم أكن مشمولا من ضمن من الذين كانوا ضيوفا على دولة الإمارات العربية المتحدة ومسألة قرار العفو العام فأنا شخصياً اعتبرته قراراً حكيما ساهم في لم عائلة الوطن والعمل السياسي ما جمع شمل أبناء الوطن وما حقق الخير لكل أبناء الوطن فالقرار كان حكيم، شرّف اليمن خارجة وداخلة ولكني لم أكن ممن صدرت بحقهم أحكام ولم يكن أمامي أي عوائق دستورية أو قانونية تحول دون عودتي، وبات قرار عودتي قراراً شخصيا حيث كان هناك بعض المهام والأمور الشخصية المتعلقة بعائلتي وأولادي بعملهم ودراستهم وترتيب أوضاعهم حتى بالنسبة لبعض المسائل الإدارية المتعلقة بوثائق سفري إلى آخره.

إيلاف: إذن لم تكن لاجئا سياسيا في الإمارات؟
القهالي: على الإطلاق .. أنا لم أكن لاجئا سياسيا في الإمارات ولم أتقدم بطلب حق اللجوء إلى آية دولة أخرى على الإطلاق، ولكني عشت فيها فترة زمنية محددة أعتز بها، وكانت فترة بقائي في هذا البلد طيبة لم أشعر فيها بأي منغصات، واستطعت فعلاً أن أكوّن العديد من العلاقات مع بعض الشخصيات الاعتبارية الإماراتية في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها، ولم أشعر بأي شئ، بالعكس الواحد يعيش في الإمارات حياة مطمئنة كريمة ولم أشعر في يوم ما بأني غريب فيها أبدا وهذا من طيب ودماثة أخلاق أهل تلك البلاد.

إيلاف: اختيارك للإقامة في إمارة الشارقة .. هل كانت لأسباب سياسية بما أن حاكمها يتمتع بميول سياسية ناصرية مثلاً؟
القهالي: لا توجد أي أهداف أو أسباب سياسية دفعت باتخاذي قرار البقاء في إمارة الشارقة، لكن بما أن الأنظمة والقوانين وطبيعة القوانين والحياة في إمارة الشارقة مماثلة لطبيعة الحياة في اليمن وفي نفس الوقت تبعاً لرغبة الأولاد وعملهم واختيارهم إمارة الشارقة لذلك أقمت فيها بعيداً عن أي أسباب أخرى.

العمل السياسي من البوابة العسكري
إيلاف: هل يمكن أن تحدثنا عن بداية انخراطك في العمل السياسي؟
القهالي: انخرطت في العمل السياسي مع مجموعة من الزملاء الضباط وعلى رأسهم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حينما بدأنا بتكوين بعض الأفكار التصحيحية لتصحيح الأوضاع عام 1972م quot;في عهد الرئيس الإريانيquot; وكنا قد بدأنا مجموعة من القيادات العسكرية من أجل تقديم عدد من المقترحات التصحيحية لتصحيح الأوضاع داخل القوات المسلحة وخارجها، زفي حينها كنا قد بدأنا فعلا تكوين هيئة صغيرة توسعت إلى حين تكونت مجلس قيادة الظل الذي بدوره ...........

إيلاف quot;مقاطعاًquot; قيادة الظل هل هي نفسها التي كانت قيادة التصحيح خلال حكم الحمدي؟
القهالي: نعم هي نفسها مجلس القيادة التي تمكنت من قيادة حركة 13 يونيو 1974م بقيادة الرئيس إبراهيم الحمدي رحمه الله quot;1974-1977مquot;، وهو المجلس الذي كان يُناقش الكثير من القضايا الكبيرة ويقرها ....
أعود إلى سؤالك وهو متى بدأت الانخراط في العمل السياسي .. تحديداً عام 1972م حينما كوّنا هيئة صغيرة من عدد من الضباط كنت احدهم كما سبق وأوضحت، وتقدمنا بمقترحات تصحيحية لتصحيح الأوضاع في القوات المسلحة وخارجها وبالذات الأوضاع المالية والإدارية ورفعنا هذه المقترحات إلى رئيس الجمهورية آنذاك وهو القاضي عبد الرحمن الإرياني وكانت معروفة ونشرت في مختلف الأوساط السياسية والاجتماعية وكان معروف من يقف وراءها وهم عدد من ضبا الجيش منهم الرئيس الحمدي والرئيس الغشمي والرئيس علي عبدالله صالح وقناف زهرة عبدالله الحمدي واحمد فرج وأنا وعدد آخر من القيادات العسكرية.
توسعت الهيئة إلى أن كونت مجلس لقيادة حركة 13 يونيو وتمكنت بالقيام بحركة 13 يونيو التي أطاحت بالرئيس الإرياني رحمه الله تلافياً للخلاف حين ذاك الذي كان بين الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي كان رئيس البرلمان والرئيس عبد الرحمن الإرياني حول عدد من القضايا والهموم ذات الطابع اليمني وخشية منا أن يتفاقم الصراع ويصل إلى حد الخروج إلى الشارع والوصول إلى مرحلة العنف، تدخلت القوات المسلحة بقيادة الرئيس إبراهيم الحمدي حين ذاك وتمكنت من الحسم لهذا الخلاف وتقدم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر باستقالته كما تقدم الرئيس عبد الرحمن الإرياني باستقالته وتشكل مجلس القيادة المعلن حينذاك عام 1974م.

إيلاف: مجلس القيادة هو نفسه مجلس الظل؟.
القهالي: لا .. الظل كان يختلف عن هذا .

إيلاف: أنت كنت عضوا في الظل وعضو في المعلن؟
القهالي: لا .. أنا كنت عضواً في مجلس الظل فقط .

الرئيس علي عبدالله صالح
إيلاف: متى بدأت علاقتك بالرئيس علي عبد الله صالح وكيف هي الآن قبل وبعد عودتك من الإمارات؟
القهالي: علاقتي بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح توطدت بشكل أكثر قرباً حينما تم تعييننا الاثنين في نفس اليوم، أنا تم تعيني قائدا للواء الأول مشاه بمحافظة تعز، وهو تم

يتحدث الى مراسل ايلاف محمد الخامري
تعيينه قائدا للواء تعز وكان لقائي به يتم بصورة شبه يومية بحكم العمل وتعمقت علاقتي به وتعززت أكثر فأكثر خصوصاً وانه أصبح قائدي المباشر quot;عسكرياًquot; لان قائد اللواء يشمل كل الوحدات العسكرية الموجودة في اللواء، كما تعززت علاقتي معه أثناء لقاءاتنا الدورية في مجلس القيادة عام 1974م .

إيلاف: علاقتكم كانت عسكرية بحت أم أنها كانت تشمل العمل السياسي؟
القهالي: علاقاتنا كانت مميزة كجميع العلاقات آنذاك، فكانت تأخذ الجانب العسكري والسياسي والأخوي وغيرها من أوجُه العلاقات المُميزة، والأخ الرئيس في حينها كان يمتاز بقدرات وبذكاء كبير.
وللأمانة كان يختلف عن غيره كثيراً، وكان عنده طاقة هائلة وإمكانية كبيرة فعلا بحل الكثير من القضايا والهموم التي تعاني منها وحدات القوات المسلحة والموجودة في لواء تعز وكان منشغلا بكل هموم تلك الوحدات ......

إيلاف: كان في الثلاثينيات من عمره؟
القهالي: تقريبا في هذا الحدود .

إيلاف: هل كنت تلمس فيه طموح إلى الزعامة أو القيادة أو أن يكون رئيساً؟
القهالي: قدراته التي كانت تميزه عن غيره من القادة العسكريين كانت مؤشرا بان هذا الإنسان سوف يكون له مستقبل غير عادي.

إيلاف: اقصد في الجلسات الخاصة وفي مقائل القات .. هل كان يصرح ببعض طموحه الذي يسعى إليه مثلاً؟
القهالي: لم يكن الرئيس علي عبدالله صالح يفكر في حينه أن يصل إلى السلطة من خلال انقلاب عسكري أو أي شئ من هذا القبيل، لكنه كان يتميز عن غيره بمستوى العمل الكفء والقدرات الكبيرة التي كان يتميز بها في الأداء العملي سواءً كان على الصعيد العسكري أو الاجتماعي أو الشخصي أو السياسي، وكان يحظى باحترامنا جميعاً نحن كضباط الجيش وقادة الوحدات العسكرية وهذا ليس نابعاً من كونه قائدا عسكريا لنا ولكنه لما يتمتع به من صفات طيبة جعلتنا نحترمه ونقدره ولأنه كان يمتاز بالقدرات والأخلاق الحميدة والتعاون والمحبة الصادقة لكافة الضباط والأفراد في مختلف الوحدات.

إيلاف: هل اختلفت معه فيما بعد؟
القهالي: لم اختلف معه على الإطلاق وكان بالنسبة لي يعتبر مرجعاً أعود إليه في العديد من القضايا .

الرائد عبدالله عبد العالم
إيلاف: لماذا يستثنى الرائد عبدالله عبد العالم quot;قائد قوات المظلاتquot; من أي قرار عفو وهل عملت في السابق أو ستعمل على إعادته إلى الوطن؟
القهالي: علاقتي بالأخ عبدالله عبد العالم علاقة زمالة حيث كان معنا في مجلس قيادة الحركة وكما فهمت أن الأخ الرئيس علي عبدالله صالح حاول تذليل كافة الصعاب من اجل عودته إلى ارض الوطن والكثير من الإخوة في قيادات الأحزاب والزملاء في العمل السياسي يبذلون جهودا لتذليل كافة الصعاب التي تعترض عودته، وأنا سأبذل جهدي في هذا المجال وقد حاولت قدر استطاعتي قبل 1994م أما بعدها فلم يكن لدي القدرة على ذلك حيث كما تعرف كنت خارج الوطن.

إيلاف: هل أنت على تواصل معه إلى الآن؟
القهالي: الحقيقة كنت على تواصل معه منذ فترة ولنا سنوات لم نتواصل.

إيلاف: هل لمست لديه رغبة في العودة؟
القهالي: اعتقد أن الأخ عبدالله عبد العالم أو غيره من اليمنيين تعتبر العودة إلى الوطن لهم مسألة ضرورية وحاجة ملحة وأساسية ومحببة لقلوبهم ورغبة أكيدة لكل إنسان يمني بعيد عن وطنه.

الرئيس علي ناصر محمد
إيلاف: المعروف انك ترتبط بالرئيس علي ناصر محمد quot;رئيس جنوب اليمن قبل الوحدةquot; بعلاقات ودية شخصية وسياسية هلا حدثتنا عنها؟
القهالي: الأخ الرئيس علي ناصر محمد تربطني بشخصه علاقات تاريخية حميمة .. في أحداث يناير 86م استضفت في منزلي الكثير من الشخصيات ومن مختلف الأطراف المتقاتلة أو طرفي الصراع آنذاك وتمكنت من إقناع الكل بالهدوء ولم يتعرض أي شخص ممن كانوا في منزلي إلى أي سوء وكان عددهم يزيد عن سبعين شخص من كلا الطرفين، وعملت في المرحلة الأولى على إخراج من تيسر له الأمر حينما بدأت الأمور تحسم باتجاه الطرف الآخر المناوئ للرئيس علي ناصر وعودتهم إلى أي مكان يرغبون في الذهاب إليه، وفي الفترة اللاحقة عملت على إخفاء والمساعدة على خروج من تبقى عندي من أنصار الرئيس علي ناصر محمد إلى خارج حدود quot;جنوب اليمنquot; آنذاك quot;عام 1986مquot; ووفرت لهم الحماية ورفضت القبول بأي تسليم لهم على الإطلاق رغم الدعوات التي طرحت عليّ آنذاك، وفوجئت بقوة عسكرية اقتربت من منزلي لحسم الأمر عسكريا وأخذهم بالقوة وتدخل الشهيد الأستاذ جار الله عمر وحال دون أن يتم حسم الأمر عسكرياً وأخرجتهم من عدن دون أن يُمسوا بأذى وهذه الحادثة وطدت علاقتي بالرئيس علي ناصر.

إيلاف: يقال انه اتصل بك مؤخراً وحاول أن يثنيك عن الاستجابة للرئيس علي عبدالله صالح والعودة إلى الوطن .. ما صحة ذلك؟
القهالي: هذا غير صحيح، بالعكس الرئيس علي ناصر محمد بارك عودتي وشجعني عليها وبارك عودتي .

لست ناصرياً
إيلاف: هل تنتمي سياسياً إلى الحزب أو الحركة الناصرية المعروفة؟
القهالي: أنا تحالفت مع التنظيم الناصري ولكني لم أكن في يوم الأيام منظماً في الحزب الناصري ولم يسبق لي أن كنت عضواً في هيئاته التنظيمية، ولكني تحالفت وتعاونت مع الإخوة الناصريين في فترات عديدة، وكانت الأيام التي سبقت الوحدة اليمنية عندما كنت أرأس جبهة التصحيح الديمقراطية عاملا في الجبهة الوطنية الديمقراطية وكنت حينها من قيادات الجبهة قبل الوحدة، وشاركت في الحوار الذي سبق الوحدة كتنظيم سياسي مستقل مع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وأمين عام الحزب الاشتراكي علي سالم البيض كجزء من الحركة السياسية القائمة حينذاك وتقدمت بوجهة نظري إلى تلك الاجتماعات، وبعد الوحدة جاء إليّ عدد من الإخوة الناصريين على رأسهم الدكتور فضل أبو غانم وعبد الفتاح البصير وعدد كبير من الإخوة الناصريين طلبوا أن نكوّن تنظيم موحد وبعد حوار ونقاشات دارت بيننا توصلنا إلى إنشاء تنظيم موحّد يُسمى تنظيم التصحيح الشعبي الناصري وما كدنا نوحد أنفسنا حتى تفرقنا بحكم أن مدة التجربة كانت قصيرة وطبيعة المرحلة كانت مختلفة نظرا لسلسلة من الخلافات والتباينات في الرأي ووجهات النظر لدى مختلف أطراف العمل السياسي لاسيما الأطراف الأساسية في إعادة توحيد اليمن quot;المؤتمر والاشتراكيquot; وتمكن التنظيم بعدها بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية عام 1993م وحصل التنظيم على عدد من الأصوات في مختلف الدوائر الانتخابية في اليمن وبعد أحداث 1994م انفرط العقد فهناك من كون حزب التصحيح الناصري وانضم إلى المجلس الوطني للمعارضة وهناك من انظم إلى المؤتمر الشعبي العام وهناك من أسس حزبا آخر برئاسة الأخ ياسين مكاوي وعدد آخر حاول الحياد والى حد الآن بقى مستقلا عن الانخراط تحت أي مسمى جديد أو الانضمام لأي تنظيم سياسي آخر.

إيلاف: ماذا ستعمل أنت بعد عودتك لليمن؟
القهالي: حالياً أنا في مرحلة تنفس الصعداء وأجريت سلسلة من الحوارات واللقاءات والمشاورات مع عدد الأطراف وهناك العديد من الأخوة الذين كانوا معارضين لفكرة التحالف مع الناصريين لازالوا غير منتمين إلى أي تنظيمات سياسية وبقوا منتظرين وسأعمل خلال الفترة القادمة ........

إيلاف quot;مقاطعاquot; التنظيم الموجود حالياً برئاسة عبد العزيز مقبل ما مصيره؟
القهالي: أنا انظر إلى تنظيم التصحيح الذي يرأسه الأخ عبد العزيز مقبل كما انظر تماماً إلى أي حزب أو تنظيم موجود في الساحة وهي نفس النظرة التي أنظرها إلى تنظيم التصحيح الذي يرأسه الأخ ياسين مكاوي quot;كما سمعت انه انشأ حزباً بنفس التسميةquot;، وأنا أتعامل مع الجميع بروح الأخوة والزمالة العمل المشترك والتفاهم والحوار وقد نتوصل جميعنا إلى صيغة موحدة وهذا متروك للحوار وللجميع، وأنا لم استكمل بعد سلسلة الحوارات التي أجريها مع بعض الأطراف وحينما أتمكن من استكمالها سوف أعلن عن النتائج.

إيلاف: في حال لم تصل إلى نتيجة مع التنظيمين القائمين هل ستنشئ حزب جديد؟
القهالي: هذا سؤال سابق لأوانه وأنا متفائل بالحوارات التي أجريها حالياً.

إيلاف: هناك توقعات سياسية بانضمامك للمؤتمر الشعبي العام quot;الحاكمquot;؟
القهالي: أنا أشرت في بداية حديثي إلى أن المؤتمر الشعبي العام حقق العديد من المنجزات التنموية في مختلف المجالات وأهمها تحقيق الوحدة والديمقراطية والعمل من اجل التنمية وتطوير الحياة العامة في البلاد، واعتز بدوره بالشراكة مع فرقاء العمل السياسي الآخرين، وانضمامي للمؤتمر من عدمه متروك لقناعات قيادة المؤتمر وقناعتي أنا أيضا، وكما سبق أن قلت فاني الآن بصدد إجراء عدد من الحوارات مع بعض الأطراف السياسية لكنني إلى الآن لم التقي بقيادات المؤتمر للنقاش حول هذه المسائل، اترك هذه المسألة للحوار وللمستقبل القريب.

إيلاف: ما رأيك في اللقاء المشترك؟
القهالي: اللقاء المشترك تكوين يضم في إطاره خمسة أحزاب موجودة داخل البلاد، وهو جزء من العمل السياسي في اليمن، واللقاء المشترك لديه برنامجه السياسي وأنشطته السياسية والاجتماعية والثقافية والى آخره، وأنا شخصيا اعتبر المعارضة الوجه الآخر للنظام ولا يوجد بيني وبين أحزاب اللقاء المشترك أي سوء تفاهم .. أنا احترمهم كثيرا، وللمشترك أولوياته ومهامه في هذه المرحلة وأنا لم ادخل معه في أي حوار ولا اعرف كيف يفكر بالنسبة لي أو لغيري وقد استقبلني الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للاشتراكي ولم يستقبلني أي قيادات أخرى من اللقاء ولم تشر أي من صحفه إلى عودتي أو إلى البيان الذي أصدرته في الإمارات العربية المتحدة قبل عودتي باستثناء صحيفة الثوري.
أشاروا إلى البيان الذي أصدره الأخ عبد العزيز مقبل وبعض التنظيمات الناصرية الأخرى لكنهم لم يشيروا إلى بياني في صحفهم وأنا اعتبر أن المعارضة في هذه المرحلة مكملة وجزء لا يتجزأ من النظام السياسي العام .

إيلاف quot;مقاطعاًquot; واخذ منها موقف؟
القهالي: لا لم آخذ منهم موقف ويمكن أن يكونوا هم اخذين مني موقف.

الحوثي والقذافي
إيلاف: قضية الحوثي .. كيف تنظر لها؟
القهالي: انظر إلى قضية الحوثي من حيث الأساس بأنها دعوة متخلفة، بدأت بتكوين الميليشيات المسلحة واختتمت بممارسة العمل المسلح بشعارات شبيهه لشعارات نسمعها في بلدان وأماكن مجاورة، أعطت هذه الحركة إطارا ضيّقا في المجتمع اليمني غير مفهوماً أهدافها السياسية .. ما نسمع عنها أنها تطرح بعض الشعارات المذهبية المعبرة عن بعض الأطراف الإقليمية، طبعا هذا ليس لمصلحتهم ولا لمصلحة اليمن .. العودة إلى الوراء والى الميليشيات المذهبية والقبلية والعصبوية في تقديري أن الوضع الذي وصلنا إليه في اليمن قد تجاوزناها بكثير ونحن نعيش الآن عهد جديد ومختلف، عهد امتلكت اليمن فيه تجربة كبيرة في مجال الديمقراطية والانتخابات الرئاسية وغيرها، هذه التجربة التي وضعت حدا نهائيا لكافة الجهات الطامحة للوصول إلى السلطة عن طرق الانقلابات العسكرية والتكتلات المذهبية والعصبوية والى آخرها، وأصبح اليوم الصندوق هو الحكم بين الحاكم والمعارضة وأصبح الطريق واضحا أمام أبناء المجتمع اليمني أن الطريق الوحيد للوصول إلى السلطة هو عبر الصندوق ولا غيره، وان المسار الديمقراطي المتحضر هو المسار الوحيد لحكم اليمن، لم يعد هناك أي مجال لأي دعوات مذهبية أو فئوية أو قبلية أو غيرها، حيث تم تحديد المستقبل بالانتخابات والصناديق فقط.
صحيح أن هناك بعض الملاحظات للإخوة في المعارضة فيما يتعلق بالانتخابات أو بالمستقبل، أنا في تقديري انه يمكن الوصول إلى حلول لتلك الملاحظات من خلال الحوار عبر الدعوة التي وجهها المؤتمر الشعبي العام باتجاه المشاركة في بناء الوطن والمستقبل الزاهر، وفيما يتعلق بالمسألة الاقتصادية فهناك جملة من المصاعب والتراكمات الموجود لها حلول كفيلة بتطوير أوضاعنا الاقتصادية وإزالة كافة المصاعب في برنامج الأخ الرئيس الانتخابي من خلال تبني إنشاء لجان وطنية لمكافحة الفساد ولجنة المناقصات والعمل من اجل الفصل بين السلطات وتهيئة المناخ للتداول السلمي للسلطة ومن اجل التنمية الشاملة والعاجلة المخططة والمبرمجة، فانا أدعو الجميع على تضافر الجهود لنعمل على بناء مستقبل زاهر وتوفير حياة كريمة للشعب اليمني.
أما الحوثي فاني انصحه بالاستجابة للدعوة التي وجهها الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بتشكيل حزب سياسي وان ينخرطوا في الحياة السياسية وان يسلموا أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة، ونصيحتي للحوثي وأتباعه أن يتخلصوا من هذه الدعوة المتخلفة وان ينخرطوا في منظمة العمل السياسي وان يضعوا كل رؤاهم ووجهات نظرهم وكل أهدافهم بشكل واضح وان يُعبّروا عنها بكافة الأشكال الصحفية ووسائل التعبير الموجودة كغيرهم من الأحزاب والتنظيمات السياسية القائمة، أما مسألة الدعوة إلى تكوين الميليشيات والمواجهة المسلحة لكل أشكال الدولة المدنية والعسكرية فانا اعتبرها خارجة عن القانون والدستور والنظام وخارجة عن كافة أشكال العمل السياسي والديمقراطي، وهناك توجيهات صدرت إلى محافظة صعده بتعويض المتضررين وهناك وساطات موجودة الآن، أنا في تقديري أن هذه الوساطات ودعوة الأخ الرئيس لهم كلها أساليب حضارية ينبغي أن يستفيدوا منها.

إيلاف: كشفت مصادر شبه رسمية عن وجود دعم ليبي للحوثي لزعزعة الأمن في السعودية، هل يمكن استغلال علاقتك القديمة بالقذافي بإنهاء هذا الدعم؟
القهالي: علاقتي القديمة بالقذافي توقفت منذ 13 عاماً ولم يعد يربطني بالعقيد معمر القذافي أي اتصال أو أي شئ منذ 13 سنة، وأنا شخصيا ضد أي دعم للحوثي، لان هذا الدعم العربي يفترض أن يتوجه إلى التنمية داخل اليمن وبما يستفيد منها الشعب اليمني، ومن حيث المبدأ فأنا ضد أي دعم لمثل هذه الحركات وتشجيع التمرد على الدولة سواء من ليبيا أو من غيرها.

إيلاف: لو طلبت منك القيادة السياسية القيام بالوساطة لدى القذافي لإيقاف دعم الحوثي هل ستوافق؟
القهالي: لو طلب مني الأخ الرئيس علي عبدالله صالح أن أتوجه إلى أي مكان سواء إلى ليبيا أو إلى غيرها فلن أتردد في عمل أي شئ يجنب اليمن الحرب والدمار ويصب في خدمة الشعب اليمني، وأنا مستعد لعمل أي شئ أكلف به من قبل القيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس علي عبدالله صالح.

المذكرات للتاريخ
إيلاف: سمعنا انك بدأت تكتب مذكراتك وشهادتك على الأحداث التي عايشتها فهل ستطبعها أنت أم ستوصي بطباعتها حتى لا تسبب لك احراجات مع البعض؟
القهالي: نعم لقد بدأت خلال الفترة السابقة بكتابة مذكراتي وشهادتي على الأحداث التي عايشتها وعاصرتها وقطعت فيها شوطاً كبيراً وأنا على وشك الانتهاء من كتابتها، وقد بدأت بهذه الخطوة كوني مشارك في العديد من الأحداث التي جرت على الساحة اليمنية بدءا من انقلاب 5/ نوفمبر وحتى اليوم، وقبلها عندما كنت طالباً في المدرسة المتوسطة حيث ساهمت ضمن الطلبة الذين دخلوا إلى بيت البدر quot;نجل الإمامquot; يوم الثورة، وساهمت في المظاهرة التي اندلعت قبل قيام الثورة بفترة وجيزة وسجنت حينها في سجن الرادع .
هذه الأحداث جميعها ومشاركتي الفاعلة فيها حيث كنت على اطلاع بالكثير من خفاياها ومسبباتها جعلتني اخذ قرار كتباتها بتجرد وسأعمل على نشرها في الوقت المناسب.

إيلاف: هل ستكتب بتجرد أم بسياسة بحيث ألا تسئ للبعض مثلاً؟
القهالي: التاريخ هو تاريخ ولا يمكن أن تزوره لان هناك من سيكتب خلاف ما ستقوله وستكون علامة سوداء في تاريخك انك حاولت تجميل شئ قبيح.

إيلاف: ألن تخاف من ذكر بعض الأحداث التي قد تسئ إلى شخصية كبيرة مثلاً؟
القهالي: سأكتبها بتجرد من كل النعرات والأشكال السياسية والقبلية والعصبية وكافة الأشكال التي يمكن أن تجعلني انحاز إلى طرف معين ضد الآخر وسأكتب بحيادية كاملة ومسألة النشر سأتركها لأوانها.