نفى مصطفى علوش صحة ما يشاع عن وجود نية لتغيير اسم فريق (14 آذار) رغم الاوضاع الجديدة التي حلت به من انسحابات وهجران من اطراف عدة فيه، أولهم رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط وحزب الكتائب الذي استاء جدا بعد تشكيل الرئيس سعد الحريري حكومته .أماالنائب علي خريس فيقول إنه من غير الجائز بعد الان الحديث عن وجود quot;المعارضةquot; بعدما تمثل الجميع في حكومة الوحدة الوطنية، فهذا اللفظ يطلق على الفئة التي تكون خارج الحكم، اما اليوم فلم يعد هناك معنى له.

بيروت : لم يتكهن احد بأن تسوء حالة قوى 14 آذار/ مارس المنتصرة quot; انتخابياًquot; الى الدرجة التي وصلت إليها. ورغم بعض الانشقاقات والاخذ على الخاطر من قبل مرشحين خاسرين في الانتخابات ، بعد انسحاب عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده، من الإطار التنظيمي لهذه القوى، فقد حاولت قدر الامكان التأكيد أنها لا تزال الخصم اللدود في وجه المعارضة quot; سابقاًquot;. وفعلاً انتصر خيار كارلوس إده وقدر لحزب quot; الزعلانينquot; من قلة خدمات quot;تيار المستقبلquot; ان يزداد عديدهم، ورافق ذلك انفتاح الحريري على الرابية ( الجنرال ميشال عون) وبنشعي ( النائب سليمان فرنجية) والإنفتاح الجنبلاطي على الحزبين القومي السوري والشيوعي اللبناني . وثمة شبه إجماع لدى اعضاء الامانة العامة لـ 14 آذار على ان التغييرات أثرت في شكل قويفي هذه القوىـ ولكن quot;لا بد من ان نجود بالموجودquot;، وهو تعبير محلي يعني التحرك والإستمرار وفق الممكن والمتاح.

اما على المقلب الاخر في قوى 8 آذار ، فوزع الرئيس نبيه بري تعميماً على اعضاء كتلته وقياديي حركة quot;املquot; وكل من يمون عليهم يدعوهم فيه الى عدم استخدام تعبير quot; المعارضةquot; في تصريحاتهم والتشديد على الخطاب الوحدوي.

إلا أن القيادي في quot;تيار المستقبلquot; وعضو امانة قوى 14 آذار النائب السابق مصطفى علوش ينفي في حديث لـ quot; إيلافquot; صحة ما يشاع عن وجود نية لتغيير اسم هذا الفريق رغم الاوضاع الجديدة التي حلت به من انسحابات وهجران من اطراف عدة فيه، أولهم رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط وحزب الكتائب الذي استاء جدا بعد تشكيل الرئيس سعد الحريري حكومته . يعتبر علوش quot; ان مسار 14 آذار واضح ولن يتغير، وهو كان بمثابة مرحلة تأسيسية للعهد الجديد عند انسحاب الجيش السوري من لبنان في نيسان/ أبريل 2005 وهو يشكل متابعة لثورة الارز ولإعطاء منطق جديد للوحدة الوطنيةquot;.

ويعترف علوش بما حل بحركة 14 آذار قائلاً: quot; لا يمكن لأي حركة سياسية ان تظل مستمرة في شكل جامع، ومن الطبيعي ان تحدث متغيرات، ولكن ستحصل اعادة تأسيس على الموجود والمسيرة متواصلةquot;. اما عن تعبير quot; المعارضة سابقاً quot; الذي اطلقه الرئيس بري فيؤكد عضو امانة 14 آذار quot; ان بري تحدث صراحة عن الواقع، لان هذه المعارضة لم تكن في وقت من الاوقات . فهي كانت في قلب الحكم وليس خارجه، ومن سموا انفسهم كذلك هم غير ذلك بالتأكيدquot;. اما عن الاسم الذي قد ترغب قوى 14 آذار في إطلاقه على نفسها فيؤكد علوش quot; أن اسمنا سيظل على حاله ولن يتغير. اما التسميتان الاخريان اي quot; الموالاة والاكثريةquot; فهما اسمان عابران ومن الممكن ان يخضعا للتبدل quot;.

أما قوى 8 آذار، الاقلية او quot; المعارضة سابقاًquot; فلا يبدو حالها اكثر معافاة من قوى 14 من آذار، غير انها تحاول قدر الامكان الايحاء بنوع من التماسك بين صفوفها رغم quot;التشذيبquot; الواضح الذي اصاب بعض غصونها، ومنها رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان وكذلك حزبا البعث والقومي. فقد اختصرت صورة الاجتماع الاخير لها عشية الاعلان عن تشكيل الحكومة مشهدها ما قبل النهائي قبل التأليف، إذ حضر quot;حزب اللهquot;، حركة quot;املquot;، quot;التيار الوطني الحرquot; وquot;تيار المردةquot;، وهم الممثلون في الحكومة، وغاب آخرون بدا بعضهم راضياً وآخر غير راض عما حصل، وأبرزهم النائب ارسلان.

تسبب هذا التطور السلبي في قوى quot;المعارضة السابقةquot; بانزعاج لدى بعض مكوناتها، بينما كانت مشاريع quot; اوراق التفاهم واسس الارتباطquot; تحبك على نار خفيفة بين كل من الرابية وبنشعي من جهة ورئيس الحكومة سعد الحريري من جهة، على ان الاتصالات التي استمرت على مدار الساعة بين الاطراف الثلاثة حققت المثل quot; القريب من العين قريب من القلبquot;، وفتح كل من الجنرال ميشال عون ، والنائب سليمان فرنجية والرئيس الحريري قلوبهم، وتقدموا خطوات نحو كسر هالة قوتيهما ( 8 و14 آذار). وللوهلة الاولى ظن الجميع ان تفاهماً جديداً تحضر اقلام الحبر لتوقيعه ، وإن كانت الظروف فرضت على الطرفين الحد من سرعة وتيرته من تهيئة الشارع والمناصرين له.

ويقول عضو كتلة quot;التنمية والتحريرquot; النائب علي خريس لـ quot; إيلافquot; : quot; اذا اردنا ان نتحدث انطلاقا من الواقع والمنطق فمن غير الجائز بعد الان ان نتحدث عن quot;المعارضةquot; بعدما تمثل الجميع في حكومة الوحدة الوطنية، فهذا اللفظ يطلق على الفئة التي تكون خارج الحكم، اما اليوم فلم يعد هناك معنى له، وبالتالي ومن هذه الزواية وصف الرئيس بري المعارضة بالسابقةquot;.

وسألته quot;إيلافquot; هل يرى ان التقسيم بين قوى 8 و14 ما يزال قائماً، فرد متسائلاً: quot; بعد المواقف الأخيرة للنائب جنبلاط وموقف حزب الكتائب هل يمكن تصنيفهما في خانة 14 آذار؟ هناك خلط اوراق قد حصل ومرحلة جديدة قد بدأت. ويلاحظ الجميع ان هناك من كان في الفريق الاخر وقد انسحب منه ، كما ان هناك تمايزات وتقارب في وجهات النظر بين الطرفين، ما يعني أن التقسيم السياسي السابق في طريقه الى الزوالquot;.

وعن التسمية التي يرغب النائب خريس في إطلاقها على فريقه السياسي شدد على القول: لو كنا خارج السلطة لاستمررنا تحت تسمية quot;معارضةquot;، اما اليوم بعدما تشارك الجميع في الحكم فلا تسمية المعارضة جائزة، ولا حتى الاقلية او الموالاةquot;.