ارتفع عدد الناجين من حادث غرق السفينة البنمية قبالة مدينة طرابلس في شمال لبنان الى 39 بعد ظهر اليوم الجمعة اثر العثور على شخص على قيد الحياة، بينما انتشلت فرق الانقاذسبع جثث اضافية ليصبح عدد القتلى احد عشر، فيما البحث مستمر عن 34 مفقودا.

طرابلس: تواصل القوى الامنية وقوات الطوارىء الدولية في لبنان اليوم الجمعة عمليات البحث عن 32 مفقودا في حادث غرق السفينة quot;داني اف 2quot; قبالة ساحل شمال لبنان، بعد ان تم العثور على 39 ناجيا، وانتشال 11 جثة. وقال احمد تامر، مدير مرفأ طرابلس (شمال) الذي تنطلق منه عمليات الانقاذ، لوكالة فرانس برس quot;تم حتى الآن انتشال 11 جثة وانقاذ 39 شخصاquot; من ركاب وافراد طاقم الباخرة. واضاف ان quot;ظروف العمل صعبة جداquot;، بسبب العواصف التي تضرب لبنان، ويضاف اليها quot;عامل الوقت الذي مضى على غرق الباخرةquot;. الا انه اعرب رغم ذلك عن الامل quot;بالعثور على المزيد من الاحياءquot;.

واوضح ان معظم الاشخاص الذين تم انقاذهم ونقلهم الى المستشفيات سيتمكنون من الخروج من المستشفى قريبا. واوضح بيان صادر عن الصليب الاحمر اللبناني ان quot;الحالات التي تم نقلها الى المستشفيات تنوعت بين الاعياء والبرد الشديد وكسور ورضوض وارتفاع في الحرارةquot;. وتتواصل عمليات البحث عن 32 مفقودا كانوا على متن السفينة التي كانت تقل 82 راكبا بينهم 76 هم افراد طاقمها. وكانت السفينة quot;داني اف توquot; ترفع علم بنما وتنقل حمولة من الماشية وقد انطلقت من الاوروغواي وكانت متجهة الى مرفأ طرطوس في سوريا.

وقد انقلبت في البحر وغرقت بعد ان اضطرت الى تغيير وجهتها بسبب سوء الاحوال الجوية محاولة الوصول الى بيروت. وذكرت شركة quot;اجنسيا سكانديquot; التي تشغل السفينة، ان الباخرة غادرت مرفأ مونتيفيديو في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، وكانت تحمل 10224 راس غنم و17932 راس بقر نفقت على الارجح في الحادث. ووصف قائد اليونيفيل الجنرال كلاوديو غراتسيانو الحادث بquot;المأسويquot;، مشيرا الى ان القوة البحرية التابعة للقوات الدولية quot;تبذل اقصى جهدها لانقاذ حياة الضحاياquot;، معربا عن امله في ان تؤدي جهودها وجهود البحرية اللبنانية الى quot;خفض عدد الخسائرquot;.

واوضح بيان صادر عن قيادة الجيش -مديرية التوجيه ان quot;طوافتين بريطانيتين قدمتا من قبرص وسفينة حربية ايطالية، وسفينة لوجستية ومركبا حربيا المانيين، وباخرتين تجاريتين لبنانيتينquot; ساهمت في عمليات الانقاذ الى جانب البحرية اللبنانية والبحرية التابعة لقوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل). وتم توزيع الناجين على مستشفيات مدينة طرابلس بمعظمهم، فيما نقل ثمانية منهم جوا بواسطة طوافة من البحر الى مطار القليعات العسكري (شرق) لعدم تمكنهم من تحمل مشقة الرحلة البحرية بسبب ضعفهم، وادخلوا مستشفيين في المنطقة.

وكان الناجون مبللين وحفاة ويرتجفون من البرد تحت بطانية من الصوف لفوا بها، بحسب ما افاد صحافي فرانس برس. وكان بعضهم يبكي، بينما بدا الارتياح على آخرين. وقال احدهم وهو فيليبيني يدعى جوناثان quot;عندما القيت نفسي في الماء لم اكن اضع سترة النجاة لانني لم اتمكن من ايجاد واحدة. كانت الامواج عالية جدا، واصبت بالرعبquot;. واضاف quot;كانت المياه جليدية واحسست بالم في صدري، وظننت انني ساموتquot;.

وروى احد الناجين نيكولا اكارد (35 عاما) في اتصال هاتفي مع اذاعة quot;ايل اسبكتادورquot; في اوروغواي ان السفينة quot;غرقت في غضون نصف ساعةquot;. واضاف quot;مع العاصفة، انحنت السفينة وبدأت تغرق مثل +التايتانيك+quot;. وتابع من المستشفى quot;بدأنا بالركض. القينا قوارب النجاة في البحر، وضعنا سترات النجاة والقينا بانفسنا وبدأنا نسبح نحو القواربquot;. واضاف quot;ساعدت اشخاصا على الصعود الى القارب، الا انني رايت آخرين يجرفهم البحر بعيدا، ولم يكن في امكاننا ان نفعل شيئاquot;.

واشار الى انه بقي quot;ست ساعاتquot; في الماء، قبل ان تنقذه باخرة ايطالية، مضيفا quot;كنا نسبح في المازوتquot;. وقال نيكولا quot;كنت اضع سترة نجاة، لكنني خفت ان اموت برداquot;، مشيرا الى ان الامواج كانت عالية وكان مركب الانقاذ يمتلىء بالمياه المجلدةquot;. ومعظم الناجين من الباكستان والفيليبين والاوروغواي، بالاضافة الى اوكراني ولبناني وروسي. وقتل قبطان السفينة البريطاني في حادث الغرق، على ما افاد احد افراد الطاقم الذي انتشلته فرق الانقاذ. وتضرب عواصف عاتية لبنان منذ الخميس متسببة باضرار مادية جسيمة وبسيول وباغراق شوارع ومنازل بالمياه.وتوقعت مصلحة الارصاد الجوية في ادارة الطيران المدني في بيروت ان quot;يستمر المنخفض الجوي مصحوبا بكتل هوائية باردة ورياح ناشطة حتى صباح غدquot; السبت.

كما توقعت تساقط امطار خصوصا في المناطق الشمالية والجبلية والداخلية. وغرقت الاسبوع الماضي سفينة ترفع علم توغو قبالة ساحل جنوب لبنان، وقامت البحرية الاسرائيلية بانتشال عدد كبير من بحارتها في حين لا يزال اخرون مفقودين. وشاركت اليونيفيل التي تنشر حوالى 13 الف جندي في جنوب لبنان، في عمليات الانقاذ وانتشلت عددا من بحارة تلك السفينة.

.