quot;حزب اللهquot; أخفق في وساطته وأوساطه تنتقد رئيس المجلس
عون يعلنها معركة إنتخابية بمواجهة بري في جزين
الرئيس بري والنائب الجنرال ميشال عون - في الدوحة عام 2008 |
هيثم الخوند من بيروت: أنهى إعلان النائب الجنرال ميشال عون لائحة ثلاثية مكتملة في قضاء جزين الآمال في التوصل إلى حل للخلاف بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري على مقعد النائب سمير عازار في هذا القضاء، وهو عضو كتلة الرئيس بري الذي رفض في أي شكل سحبه من الإنتخابات لمصلحة عون . وتشكلت اللائحة التي أعلنها عون اليوم الخميس من المرشحين عصام صوايا وزياد أسود وميشال الحلو. وقال عون في بيان الإعلان: quot; كانت هناك محاولات عدة للتوافق مع الرئيس بري، إلا أن الأفكار لم تتوافق وأعطيناه الوقت الكافي ، وانتهينا إلى تأليف لائحة مستقلة وستكون هناك لائحة تواجهنا مع الرئيس نبيه بري. وهذا ليس اختلاف، ولن يؤثر الامرفي أي علاقة انتخابية فيها أي تحالف بيننا في مناطق اخرى. المعركة رياضية والاختلاف بسيط جداً. نحن في المعارضة متفقون على العناوين الوطنية والتنافس ينحصر في دائرة جزين quot;.
لكن خلاف النائب عون والرئيس بري الذي طاف على سطح المستنقع الانتخابي في الفترة الاخيرة، قد تتأثر به لوائح قوى 8 آذار/ مارس في دوائر بعبدا حيث الضاحية الجنوبية، وزحلة وجبيل حيث للشيعة حضور كان يفترض أن يصب كاملاً لمصلحة الجنرال عون.
الخلاف بين بري وعون الذي تفاعل، ولا يزال في شأن مقاعد قضاء جزين الثلاثة المخصصة للمسيحيين جعل اللبنانيين المتابعين يتساءلون عن موقف quot;حزب اللهquot; الذي توسط بين حليفيه وأخفق كما ثبت في النتيجة في إنهاء الخلاف بينهما، علماً أن مصادر قريبة من quot;حزب اللهquot; أبدت لـ quot;إيلافquot; إستياء من مجمل أداء الرئيس بري في هذه المرحلة الإنتخابية بامتياز. ولم تنتقد على الإطلاق الجنرال عون، علماً أن بعض الخلاف بين الرجلين يعود إلى مسألة تصرف شخصي وإلى الأسلوب في التعبير.
رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب ميشال عون والنائب هاغوب بقردونيان في بعبدا عام 2008 |
فقبل نحو أشهر قام الجنرال عون بجولة في مناطق الجنوب وأقيمت له إستقبالات نظمها له quot;حزب اللهquot; في المناطق المسيحية والشيعية ، وعندما وصل إلى مدينة جزين وهي تضم أكبر تجمع للمسيحيين في الجنوب فوجىء عون بأن عدد مستقبليه ضئيل جدا، وأن السبب دعوة إلى مقاطعة الإحتفال صدرت في شكل غير علني عن النائب سمير عازار ، بناء على توجيه أو إتفاق أقله بين عازار والرئيس بري الذي هاله قبل يومين قول وزير الإتصالات جبران باسيل، الأقرب إلى عون في تياره، quot;إننا ذاهبون إلى جزين لاستردادهاquot;، ما دفع بعض النواب القريبين من بري إلى إصدار ردود سألت هل أن جزين تحت الإحتلال كي يحررها الجنرال عون؟
تلك كانت نقطة انطلاق الخلاف حول جزين . ولم تفلح كل الوساطات التي قام بها لاحقاً quot;حزب اللهquot; وجولات مسؤوليه المكوكية بين مقر بري في عين التينة والمصيلح ، ومقر إقامة عون في الرابية في ردم الهوة بين الجانبين. وتسلح رئيس المجلس باستمرار بأن سمير عازار قوي في منطقته وليس صنيعة حركة quot;أملquot; أو رئيسها بدليل نتائج الإنتخابات النيابية والبلدية فيها ، وإذا كان الجنرال عون يستطيع إسقاط عازار فليفعل.
ورغم أن quot;حزب اللهquot; تنازل للرئيس بري عن المقعد المخصص للطائفة الشيعية في الدائرة الثانية في بيروت لم يتمكن من إرساء معادلة تضمن التوافق والتحالف بين حليفيه في الإنتخابات بسبب عقدة جزين التي تصفها شخصيات سياسية وإعلامية بأنها تحولت quot;مهزلةquot;.
ويقول أحد متابعي الحركة السياسية في البيئة الشيعية اللبنانية إن quot;حزب اللهquot; غير قادر، أو حتى لا يريد أن يتدخل في فرض مرشح على آخر، وخصوصا في ما يتعلق بالمرشحين الشيعة لما يمكن أن يفهم في أوساط quot;حركة أملquot; بانه تفضيل للعماد عون على الرئيس بري ، لأن ذلك يمكن ان يعيد إلى البيئة الشيعية خلافات قديمة هي بغنى عنها في هذه المرحلة.
ورغم الصورة الناصعة البياض لتحالف quot;حزب اللهquot; وحركة quot;أملquot;، فإن العلاقة بين التنظيمين والحوادث الدامية شابتها خلافات لم تقتصرأحيانا على الرأي. وكان آخرها قبل بضعة أشهر في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية، حيث تطور خلاف بين طلاب التنظيمين إلى حرق مكاتب الهيئة الطلابية، واستعمال للسلاح الابيض ما أسفر عن جرح عدد من الطلاب، وقبل ذلك حصل اشكال ضخم مشابه، في منطقة برج رحال في صور. إلا أن هذه الحوادث رغم رمزيتها لا تؤشر بالضرورة الى تجدد الخلاف بين القطبين الشيعيين الرئيسين، لا سيّما أنهما، في الوقت الراهن، في أوج تحالفهما وتنسيقهما السياسي. والأرجح أنها تعبر عن quot;امتعاضquot; على مستويات دنيا وتعكس تسابقا طبيعيا على فرض النفوذ.
وقد واجهت quot;إيلافquot; تكتما شديدا من مسؤولين في الطرفين لدى سؤالها عن أي خلاف بين quot;حزب اللهquot; و quot;أملquot;، إذ اكتفوا بنفي وجود أي توتر يذكر في العلاقة بينهما على خلفية انتخابية او غيرها.
وبصرف النظر عمّا اذا كانت الانتخابات النيابية ومشكلة قضاءي جزين وبعبدا ( حيث يطالب عون بأحد مقعدي الشيعة) ستشكل مدخلا إلى خلاف متجدد بين الفريقين، فان خلاصة القراءات السياسية التي قدّمتها مصادر مطلعة الى quot;إيلافquot;، استبعدت تطور أي اختلاف في وجهات النظر بين الطرفين في الوقت الراهن، وإن كان تنافسهما يبقى quot;تحت الرمادquot; بسبب عوامل أهمها توجس الرئيس بري من تعاظم حجم كتلتي العماد عون وquot;حزب اللهquot; على حساب كتلته النيابية التي باتت محصورة بستة عشر نائبا كحد أقصى بعدما كان نحو ضعف هذا العدد في انتخابات عام 1992 واضطراره الى التخلي عن نصفه لمصلحة quot;حزب اللهquot; في الدورات اللاحقة. وأكدت هذه القراءات أن أي خلافات في حال حصلت، ستبقى محصورة تحت سقف التحالف السياسي الراهن.
وأشارت المصادر نفسها إلى ان التنافس التاريخي بين الطرفين سببه وجودهما في ساحة واحدة ومشاركتهما قاعدة واحدة، وانه غير مرشح للعودة ، وذلك في ضوء قرار عند قيادات الطرفين بحصر أي خلافات قد تنشأ وإنهائها حرصاً على الائتلاف في ما بينهما، لافتة الى حال استنفار طائفي تشهدها الطائفة الشيعية بفعل شعورها بالاستهداف من قبل قوى quot;14 آذارquot;.
أما في الجهة المقابلة، فيعلق احد إعلاميي قوى 14 آذار/ مارس من الطائفة الشيعية على الموضوع بالقول: quot;يجب ألا نعير أهمية كبيرة لهذا الامر في الوقت الحاضرquot;، مستبعدا quot;أن يكون للخلاف الانتخابي تأثير على العنوان السياسي العريض لائتلاف قوى 8 آذار وتحالفه مع سورية. وإن كان يكشف أن التحزّب في الجهتين لم يسقط باعلان التحالف السياسي، وهو نار تحت الرماد، وسيبقى كذلك ما دام السلاح موجودا في أيدي تلك الجهة أو تلكquot;. ورأى الاعلامي الذي فضل ابقاء هويته طي الكتمان أن الخلاف بين المرجعيتين الشيعيتين يذكر بموقف quot;حزب اللهquot; من قضية الامام المغيب موسى الصدر الذي كان مختلفاً عن موقف حركة quot;أملquot;، ثم تدرّج من التعارض مع quot;املquot; الى الصمت في هذا الموضوع ثم التأييد وتبنّي الموضوع وخطفه الى رايتهquot;، ما يشير بحسب الاعلامي إلى رغبة quot;حزب اللهquot; وquot;أملquot; في قطع الطريق على تطوّر أي خلاف بين التنظيمين قبل حصولها، رغم بعض الاشكالات الطبيعية بين شبان من أنصارهما بين وقت وآخر في بعض الأمكنة، لأسباب تافهة غالباً .
التعليقات