ايلاف من بيروت: تحوّل لبنان الى ساحات انتخابية تتواصل في ما بينها عبر محافظات تضم 26 دائرة انتخابية و5181 قلم اقتراع للنساء والرجال على السواء منها 609 اقلام في بيروت الكبرى اضافة الى 1750 مركزا مخصصا لعمليات فرز النتائج. وعلم في هذا السياق ان كل اقلام الاقتراع سوف تكون مرتبطة بغرفة عمليات مركزية في بيروت وهي على تواصل دائم مع الاقلام كافة من ساعة بدء الاقتراع السابعة صباحا وحتى ساعة انتهائه في السابعة مساء.

مواكبة لحسن سير الاستحقاق ترأس رئيس غرفة العمليات العميد المتقاعد مروان شربل اجتماعا امس لممثلي الاحزاب والفاعليات والقيادات السياسية اطلعهم في خلاله على مجريات التعامل مع اليوم الانتخابي وأبلغهم انه اعتبارا من الساعة السادسة من صباح امس وحتى الساعة الثامنة من صباح الثلثاء المقبل ستمنع المواكب السيّارة والراجلة والمهرجانات على انواعها وعلى سائر الاراضي اللبنانية اضافة الى منع رفع صوَر المرشحين واللافتات بكل اشكالها داخل مراكز الاقتراع وفي حرمها الامني المحدد اجمالا بدائرة شعاعية قطرها 75 مترا. كما سيُمنع ايضا ضمن الحرم توزيع لوائح واوراق الاقتراع لاي كان.

استنفار

ووضعت القوى الامنية من جيش وقوى الامن الداخلي منذ ايام في حال استنفار استعدادا لمواكبة الانتخابات، وإن دوريات من القوى العسكرية على مختلف انواعها وقطاعاتها سيّرت دوريات مؤللة وراجلة في كل الاراضي اللبنانية وخصوصا في المناطق التي تعتبر ساخنة ،نظرا الى تداخل وجود انصار المرشحين المتنافسين من احزاب وقيادات .وان هذه القوى نجحت في منع الاحتكاك بين الجانبين وانها اتخذت اساليب جديدة وتعليمات مشددة وهي ستمضي في اعتمادها حتى يوم الثلثاء المقبل اي حتى ما بعد الانتهاء من عمليات فرز الاصوات واعلان النتائج.

3 اهتمامات

وتتقاسم الادارات الرسمية المعنية بالانتخابات ثلاثة اهتمامات رئيسة لاتمام العملية الانتخابية باكبر قدر ممكن من السلاسة وفق آلية ديمقراطية وشفافة تضمن نتائج تعكس رغبة العهد الرئاسي بتطوير النظام السياسي واستطرادا نظام الحكم والسلطة. وتتوزع هذه الاهتمامات بين امن الانتخابات وتأمين انتقال المواطنين عبر الحدّ قدر الامكان من زحمة السير اضافة الى تأمين عامل التواصل والاتصال بين المواطنين عموما والماكينات الانتخابية خصوصا، ذلك انّ هذا العنصر اضحى من اللوجستيات الاساسية في المعركة.
اليوم الطويل

لهذه الغاية وضعت وزارتا الداخلية والاتصالات بالاشتراك مع وزارة الدفاع خطة مفصلة لتأمين هذه العناصر الثلاثة بحيث يمرّ اليوم الانتخابي الطويل باكبر قدر ممكن من التنظيم والتنسيق. ويبدو انّ ملف الاتصالات يستحوذ على اهتمام خاص نظرا الى انّ وزير الاتصالات المهندس جبران باسيل نبّه مرارا وتكرار في مجلس الوزراء كما في الاجتماعات الوزارية التنسيقية الى التحدي الذي يواجه الاتصالات الخلوية تحديدا بالاستناد الى الضغط الهائل المتوقع على الشبكة يوم الانتخاب، في سابقة غير معهودة، اذ انّ هذا اليوم سيشهد فترات ذروة خصوصا عند محطة فرز الاصوات، من الممكن ان تؤثر على القدرة الاستيعابية للشبكة.
جهوزية تامة

وتقول مصادر وزارية انّ وزير الاتصالات شكل لجنة ثلاثية من المديرين في وزارة الاتصالات تشرف على كل التفاصيل التقنية واوعزت بوضع كل الفرق الفنية في الوزارة وشركتي الخلوي في جهوزية تامة على مستوى سنترالات الهاتف الثابت والهاتف الخلوي والانترنت السريع واعطيت التعليمات لتتدخل هذه الفرق بالسرعة اللازمة عند اي طارئ. كما جرى تأمين تسع محطات متنقلة بطلب من وزير الداخلية لمؤازرة الشبكة عند الحاجة على ان تتوزع هذه المحطات في امكنة من المتوقع ان تشهد ضغطا كمثل مقر وزارة الداخلية وعدد من مقار لجان الفرز.
ضغط متوقع

وتلفت المصادر الى انّ وضع الشبكة سيكون حساسا في يوم الانتخاب نظرا الى الضغط المتوقّع لذلك دعا وزير الاتصالات المواطنين للحدّ قدر الامكان من الاتصالات غير الضرورية وذلك من خلال اما اعتماد الرسائل القصيرة الاقل كلفة واما من خلال استخدام الشبكة الثابتة لانّ عملية الاسناد هذه من شأنها ان تخفف الضغط وتتيح حدّا ادنى من الخدمة الخلوية المقبولة.

مطبات وعقبات

وتقول الاوساط المراقبة ان المراجع المعنية بالاستحقاق من محلية وخارجية باتت تملك تصوّرا اوليا لما ستؤول اليه الاوضاع في المستقبل القريب سواء أتت النتائج مرجحة لهذا الفريق او ذاك من الموالاة والمعارضة راهنا وسواء تقدم احدهما على الآخر او بقي الحال على ما هو عليه.وان تلك المراجع ترى وجود الكثير من المطبات والعقبات السياسية امام بلوغ الاستحقاقات المقبلة واتمامها في مواعيدها على الاقل.

رئاسة المجلس

وتشير الى ان اول الاستحقاق يتمثل في انتخاب رئيس للمجلس النيابي بعد الانتهاء من العملية الانتخابية. وفي حين تبدو الامور مرهونة بخواتيمها على رغم عدم بروز ما يشير في الاجواء الى ثمة معركة ستخاض في وجه الرئيس الحالي للمجلس نبيه بري على رغم توافق quot;حزب اللهquot; وحركة quot;املquot; على شخصه الا ان انتفاء الود بين الرئيس بري ورئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون من شأنه ان يطرح اشكالية داخل صفوف قوى الثامن من آذار نفسها، خصوصا ان المعركة بين الرجلين في قضاء جزين عكست وفي إجماع المراقبين ملامح ما ستؤول اليه العلاقة بينهما في المرحلة المقبلة.

مغريات واحتمالات

وتقول انه وفي ضوء امتناع كتلة التيار الوطني الحر وبالتالي تكتل التغيير والاصلاح برئاسة العماد عون عن عودة بري الى رئاسة المجلس النيابي من جهة ومعارضة كتلة تيار المستقبل لترؤس بري مجددا البرلمان لاتهامه اياه بإقفال ابواب المجلس لسنة قريبا في وجه الموالاة ،فإن انتخاب رئيس المجلس سيكون العقبة الاولى التي ليس بالسهل معرفة سبل تجاوزها وكيفية حلها وهي تاليا سوف تطرح الكثير من المغريات والاحتمالات في شأن بقاء كل فريق على موقفه وفي موقعه ما سوف يؤدي بعدد من النواب الى اعادة تموضع داخل هذه الكتلة او تلك او هذا الفريق او ذاك.

رئاسة الحكومة

اما الاشكالية الاخرى التي سوف تبرز بعد افتراض النجاح في تذليل العقبة الاولى وإمكان تخطيها فهي ستتمحور حول شكل الحكومة ورئاستها اضافة الى تقاسم الحصص وتوزيع الاعضاء.وبغض النظر عن شهوات التوزير والاستيزار وشخص الرئيس المقبل للحكومة الذي يفترض ان يحظى بقبول الجميع في الداخل والخارج فإن بقاء الوضع البرلماني والسياسي على حاله او تبدل المواقع بين الموالاة والمعارضة لن يغيّر كثيرا في المعادلة السياسية القائمة وستبقى الحكومة على ما يقول الكاردينال البطريرك مار نصرالله بطرس صفير كعربة يجرها حصانان واحد الى الامام وآخر الى الوراء.

توافق جديد

لذلك تقول الاوساط ان لبنان الذي قام على مبدأ الشراكة بين المسيحيين والمسلمين وارتضى التوافق صيغة بين ابنائه يستبعد ان تستقيم الامور فيه مستقبلا وبالتالي من المرجح ان تبقى الاوضاع فيه على ما هي عليه في انتظار توافق جديد على صيغة ونظام جديدين يضعان حدا لتطلع الجميع الى الخارج ارتكازا الى صيغة quot;لا للشرق ولا للغرب ولا ممرا ولا مستقرا لاحد غير ابنائهquot;. وان الوصول الى اكثرية تحكم وأقلية تعارض فعلا لا قولا يستوجب نظاما علمانيا لا مكان فيه للمحاصصة المذهبية والطائفية ولتقوقع الشعب اللبناني داخل تجمعات مذهبية وطائفية في افضل حال.

quot;الصمت الانتخابيquot;

وامس ساد quot;الصمت الانتخابيquot; المطبق الاجواء السياسية عملا بقانون الانتخاب بعدما افرغ المرشحون ما في جعبتهم من برامج ومشاريع للمستقبل ووعود، وأنجزوا حملاتهم، وكان مسك الختام في الكلام لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اكد في حديث تلفزيوني على ضرورة مشاركة الطرف الآخر مهما كانت النتائج، وأعلن تمسكه بتشكيل حكومة وحدة وطنية.كما كانت سلسلة مواقف لرئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الذي اكد انه سيتوجه الى المجلس النيابي بهدف وضع الامور في نصابها ووضع حد للفساد والعمل على بناء دولة المحاسبة.كما كانت كلمة لرئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري اكد فيها على المناصفة في لبنان ورفضه المثالثة، معلنا الاقتراع لمشروع الدولة وليس لمشروع الدويلات.