رئيسي اللقاء الديمقراطي، وليد جنبلاط

ترايسي أبي أنطون من بيروت : بعدما أثارت quot;ايلافquot; في مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية قضية الكلام غير المسبوق لرئيس quot;اللقاء الديموقراطيquot; وليد جنبلاط حول quot;انعزاليةquot; نائب حزب الكتائب سامي الجميل، ومن ثم الرد الكتائبي عليه quot;المتحفظquot; عبر quot;ايلافquot; ايضًا، بدا ان المواقف المستجدة مؤخرا لـquot;بيك المختارةquot; أخرجت quot;غيظquot; حلفائه المسيحيين إلى العلن. فبعد الدعوة الجنبلاطية إلى إرساء دعائم تجمع اسلامي قوي يضمه إلى جانب تيار quot;المستقبلquot; وquot;حركة املquot; وquot;حزب اللهquot; ودعوته المسيحيين في لبنان إلى quot;تقبلquot; هذا التحالف، لم يعد السكوت خيارا عند الحلفاء المسيحيين، فسامي الجميل، الذي quot;انكوىquot; من نيران الانتقادات المتكررة لوليد جنبلاط رفع الصوت خلال حلقة تلفزيونية حوارية مساء الخميس، مطالبا جنبلاط بـquot;أخذنا بحلمهquot; وquot;الكف عن الاستفزازquot;، كما رأى ان كلام quot;البيكquot; وإن خلق quot;توترا كبيرا في الشارع المسيحيquot; فلن يؤثر على المواضيع الاستراتيجية المتمثلة بالشراكة المسيحية الدرزية او مصالحة الجبل.

وقالت مصادر قريبة من النائب الشاب لـquot;ايلافquot;، إن موقفه quot;وقفة صارخة في وجه التقلب الجنبلاطيquot; فلا يجوز لاحد اعتبار quot;المسيحيين غير موجودين quot; او كأن الدفاع عن لبنان بوجه الفتنة والمخططات الاجنبية quot;محصور بالمسلمين ولا يحتاج إلى المسيحيينquot;. واعتبرت هذه المصادر أن مواقف جنبلاط الاخيرة قد تكون quot;ثمناquot; يدفعه زعيم الجبل للتقارب مع دمشق. أما عن مستقبل العلاقة معه، فترى ان العلاقة ستحافظ على شكلها quot;التحالفيquot; الحالي طالما بقي النائب جنبلاط ملتزم بأسس 14 آذار/مارس في العلاقة مع سوريا والتوطين والسلاح الفلسطيني وسلاح حزب الله. وعند سؤال المصادر عن الاختلاف الذي ظهر في موقف النائب الجميل ووالده الرئيس امين الجميل، حيث اعتبر الاخير ان موقف جنبلاط مجرد زلة لسان، رأت المصادر ان الرئيس الجميل حاول من خلاله كلامه quot;كبت غضبquot; جمهوره، من دون أن يعني ذلك اختلافا في الموقف.

وفي الجوّ نفسه، كان كلام رئيس الهيئة التنفيذية لحزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع واضحا في إبراز quot;التململquot; لدى بعض القواعد الشعبية لقوى 14 آذار، والصورة quot;غير الواضحةquot; لدى البعض الآخر، وإن أبدى quot;تفهمهquot; للنائب جنبلاط، وهو وبحسب المحيطين به quot;ممتعض جداquot; من عبارة quot;الساحة الاسلامية هي الاساسquot; التي استخدمها جنبلاط في كلامه الاخير.

وفي سياق متصل، يبدو ان النائب جنبلاط لم ينتظر أن تبرد نيران تصريحاته، حتى ألحقها بتصريحات أخرى، تشير إلى انه بدأ بتكريس انفصال quot;ماquot; عن قوى 14 آذار/مارس أو على الاقل عن هيكليته التنظيمية. فجنبلاط quot;سخرquot; علنا من البيان الاخير للامانة العامة لقوى 14 آذار/مارس، وهو البيان الذي اثار سخطا من قوى المعارضة ايضا لتغييبه الخروقات الاسرائيلية في الجنوب، فرأى جنبلاط quot;ان الشباب في عالم آخرquot;، كما امتنع عن ايفاد اي ممثل له إلى الاجتماع الاخير للامانة العامة.

وعن هذا الموضوع، يتحدث عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار/مارس، وامين سر حركة quot;اليسار الديموقراطيquot; الياس عطالله لـquot;ايلافquot;، فلا يرى في كلام جنبلاط quot;بداية خروجquot; من صفوف قوى 14 آذار/مارس، لكنها مقاربة quot;شخصية لجنبلاط فيها كثير من الاختلاف عن مقاربتنا الخاصةquot; وفي كل الاحوال نحن quot;تعودنا عليهquot;. فهي ليست المرة الاولى بحسب عطالله، التي يكون فيها لجنبلاط quot;مقاربات وهواجس تتعلق بقرارات الحرب والسلمquot; وعلى كل حال quot;جميعنا لديه مثل هذه الهواجسquot;، انما quot;طريقة التعامل معها والوصول إلى هذه الاهداف تختلفquot;.

ويعترف عطالله أنه لا يرى quot;مبرراquot; لكلام جنبلاط اليوم ويستغرب الطريقة التي تعامل بها مع حلفائه، معتبرا ان جمهور 14 آذار/مارس، quot;كان ينتظر من قياداته خصوصا بعد الفوز في الانتخابات أكثر بكثير مما يراه اليومquot; من صراع مستتر بين الزعماء. ويكمل عطالله في قراءته، مكررا ان عقد 14 آذار/مارس لن ينفرط وان وليد جنبلاط وquot;الحزب التقدمي الاشتراكيquot; quot;لن ينسحبا لا سياسيا ولا تنظيميا من حركة الاستقلالquot;، مذكرا أنه في العام 2005 كانت طروحات وليد جنبلاط quot;الاستقلاليةquot; مختلقة في وقتها عن حلفائه الذين طالبوا بانسحاب الجيش السوري، وانه طالب فقط بانسحاب جزئي قبل ان يعود ليصبح أحد صقور الحركة.

وبالنسبة لما قاله quot;البيكquot; عن تشكيل حلف اسلامي، اعتبر عطالله ان اي حديث عن حلف مسيحي او حلف اسلامي quot;ولى إلى غير رجعةquot; وان الايام تغيرت وهذا الطرح quot;تخطاه الزمنquot; خصوصا في عهد 14آذار/مارس التي كرست نهائيا مفهوم الاحلاف الوطنية وليس الطائفية وان العودة إلى العصبية الطائفية quot;سخيفquot;.