جنبلاط: من الطبيعي أن تكون حصتي الوزارية ضمن حصة الأكثرية

دمشق: إعتبرت دمشق اليوم الثلاثاء أن ما بدر من مواقف من قبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط تجاه سوريا، يمحو ما وصفتها بـquot;صفحة سوداءquot; استمرت أربع سنوات quot;أضاع فيها البعضquot; بوصلة المسار الوطني والقومي. وكان جنبلاط أعلن مطلع الشهر الحالي خروجه من قوى quot;14 آذارquot;، المناوئة لسوريا، ثم صرح أن طريق الشام quot;هي هدف مَن يريد تبني العروبة ودعم قضية فلسطين والتزام خيار المقاومةquot;. قالت صحيفة quot;تشرينquot; السورية الحكومية اليوم، في أول تعليق في الصحافة الرسمية في دمشق على المواقف الأخيرة لجنبلاط تجاه سوريا، أنه حين يقول جنبلاط: quot;'عندما نزور دمشق نطبق اتفاق الطائف الذي حدد العدو من الصديق وحدد العلاقات المميزة مع سورياquot;، فإنه يمحو صفحة سوداء استمرت أربعة إعوام أضاع فيها البعض بوصلة المسار الوطني والقومي وارتكب الكثير من الخطايا التي أساءت إلى تاريخه وماضيه'quot;.

وإذ رأت الصحيفة quot;هبت عواصف وأعاصير كثيرة ونُسجت مخططات خطيرة وبرزت للعلن مراهنات وصلت إلى حد التورط في مشروعات مشبوهة نتيجة الانبهار بالمارد الأميركي القادر على صنع المعجزات وفرض إرادته على الجميع، اعتبرت أن المفاجأة الكبرى كانت بأن إرادة المقاومة هي الخيار والمقاومون هم صناع المستقبل. وبدأت الهزائم الأميركية في كل مكان من أفغانستان إلى العراق إلى جنوب لبنان إلى غزةquot;.

ولفتت الى أن quot;الأميركيبن أنفسهم كانوا قد بدؤوا يتململون من الطريق المسدود الذي أوصلهم إليه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش وجماعته من المحافظين الجدد فجاء تقرير بيكر- هاملتون ليرسم خريطة طريق جديدة للتحرك الأميركي المستقبلي بهدف إنقاذ الولايات المتحدة من مأزقهاquot;.

وكانت الصحيفة تشير إلى تقرير بشأن العراق والاستراتيجية الواجب اتباعها فيه، وضعته مجموعة برئاسة وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس بيكر والسناتور الديموقراطي السابق لي هاملتون.

وبحسب quot;تشرينquot;، فقد quot;اكتشفت واشنطن أنها بحاجة إلى تعاون دمشق ولمس الأوروبيون أنها ضرورة لحماية مصالحهم وأن ازدواجية المعايير التي تتبعها وانحيازها الأعمى للصهاينة لم يفلحا في هزيمة المشروع المقاوم بل إنهما زاداه قدرة وتصميماً على تحرير الأرض وهذا ما كرسه نصر تموز(حرب إسرائيل على لبنان في صيف 2006) وأكده الرد على مؤامرة 5 أيار/مايو بحيث جاء السابع من أيار ليؤكد بداية النهاية للمشروع الصهيوني نفسه خصوصاً بعد ان رسم اتفاق الدوحة طريق الشراكة الوطنية في الحكم التي تحمي الوطن وتعزز دور المقاومة وتمنع شطط البعض في الاستناد إلى الأجنبي، حماية للنظام الطائفي والرغبة في الاستئثار والهيمنةquot;.

وكانت الصحيفة تشير إلى قراري مجلس الوزراء اللبناني في السابع من آيار/مايو بإزالة شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله ونقل مدير أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقير، والذي رد عليه حزب الله، بمساعدة حركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي، بالسيطرة المسلحة على بيروت، قبل تدخل قطر ودعوتها زعماء الموالاة والمعارضة إلى الدوحة، حيث تم الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخاب رئيس توافقي والتوافق على القانون الذي جرت على اساسه انتخابات حزيران/يونيو الماضي البرلمانية.

وأضافت الصحيفة quot;إذا كانت الانتخابات النيابية لم تستطع أن تؤثر على الستاتيكو الذي فرضته المعارضة رغم دفع اكثر من مليار ومئتي مليون دولار، ورغم بعض التغييرات الديموغرافية التي حصلت في أكثر من منطقة والتي اضطر فيها جنبلاط لتقديم مقاعد نيابية من حصته لبعض رموز الانعزال لتعزيز فريق 14 آذار، ومواجهة العماد ميشال عون، بالإضافة إلى أنه طلب منه أن يتنازل أيضاً في الحكومة لنفس الفريق الذي يعمل جاهداً لتكريس الانعزال وتعميم الانقسام وإحياء النزعة العنصرية وتجاهل العروبة، فإن رئيس اللقاء الديموقراطي (جنبلاط) أدرك- وإن متأخراً- أنه مطلوب منه أن يدفع من رصيده الشخصي لحماية مشروع، لا علاقة لهquot;.

واضافت أن ذلك جعل الزعيم الدرزي ينتفض quot;على نفسه أولاً، بعد أن اكتشف أن ما كان يحميه في السابق هو تمسكه بالعروبة ودفاعه عن قضية فلسطين والتزامه بخيار المقاومة وارتباطه بالقضايا الاجتماعية لشعبه، وأنه بعد أن تخلى عنها، اصبح عارياً، فكان أن قلب الطاولة واستعاد هويته العربية وتمسك بثوابته الوطنية والقوميةquot;.

ورأت الصحيفة أن جنبلاط يبدو اليومquot; مرتاحاً جداً بعد أن تصالح مع نفسه، وانسجم مع المبادئ التي تربى عليها، منهياً مرحلة من التعب الجسدي والنفسي، سببها ضيق أفق حلفاء الضرورة الذين ما زالوا أسرى العداء لسورية والخصام مع المقاومة وسلاحهاquot;.