الحريري أمام مهمة صعبة: تثبيت صيغة الحكومة

هل تنجح حكومة تكنوقراط في حل تعقيدات التشكيل؟

إسرائيل تهدد حزب الله مجددًا... وجنبلاط يعتبر تأخير الحكومة ناتجًا عن سوء فهم لموقفه

سوريا تعتبر أن ما بدر من جنبلاط تجاهها يمحو صفحة سوداء إستمرت 4 سنوات

إبراهيم عوض من بيروت: لم تبدُ علامات الإرتياح واضحة على وجهي الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري ورئيس اللقاء النيابي الديمقراطي رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، خلال إستقبال الأول للثاني في دارته الجديدة وسط بيروت قبل غروب يوم أول من أمس. وقد إنسحب هذا quot;الهجومquot; على محيا كل من شارك في اللقاء أي مدير مكتب الحريري نادر الحريري والوزراء مروان حمادة ووائل أبو فاعور وغازي العريضي، الذي حاول تعديل هذه الصورة بنصف ضحكة أمام عدسات التلفزيون والصحافة.

لم تتبدل الملامح كثيرًا بعد إنفضاض الإجتماع على الرغم من محاولة quot;سيد الدارquot; وصف أجواءه بـquot;الممتازةquot;، وحرص الضيف الأول على إنتقاء عباراته بعناية، اذ أكد بداية أنه ما زال داعمًا للرئيس المكلف تشكيل حكومة الوفاق الوطني، رافضًا إعتبار مقررات الجمعية العمومية للحزب التقدمي الإشتراكي بأنها أهم من quot;النووي الإيرانيquot;، عازيًا الخلاف الناشئ بينه وبين الحريري وقوى 14 آذار، الذي إنعكس مؤخرًاعلى تشكيل الحكومة، الى quot;سوء تفسيرquot; لمواقفه، كما صرح إثر إستقباله وفد حزب الله برئاسة النائب محمد رعد بعد ساعة على مغادرته منزل الحريري. العالمون بالمزاج الجنبلاطي رأوا أن اللقاء بين الزعيم الدرزي والرئيس المكلف على أهميته لم يزل نهائيًا، ما وصفه مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي رامي الريس بـ quot;غيمة الصيفquot; التي إعترت العلاقة بين الرجلين، فبقي القليل من آثارها التي ستتكفل لقاءات أخرى مرتقبة بجلائها كما أبلغ الريس quot;إيلافquot; مؤكدًا على متانة التحالف بين حزبه وquot;تيار المستقبلquot;.

وسجل العالمون بالمزاج الجنبلاطي بعض الملاحظات التي جعلتهم يخرجون بإنطباعهم السابق، أبرزها عدم ذكر جنبلاط عبارة الحليف أو الصديق (سعد الحريري)، كما درج على ذلك خصوصًا في الأوقات والمناسبات التي تستدعي مثل هذا الوصف، وكما فعل أكثر من مرة آخرها قبل أيام إثر زيارته الرئيس العماد ميشال سليمان، كما أن كلامه خلا من أي ذكر للرئيس الشهيد رفيق الحريري وللمحكمة الدولية الخاصة بجريمة إغتياله، كما كان يفعل عند كل محطة سياسية مفصلية.

هذه القراءة الإستنتاجية لتصريحات جنبلاط أول من أمس لا تبدو منسجمة مع ما أعلنه عضو كتلته البرلمانية الوزير السابق النائب مروان حمادة في حديث إذاعي، حاول فيه أولاً فك إرتباط مواقف رئيس اللقاء الديمقراطي بمشكلة تأليف الحكومة وحرصها بمطالب رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب ميشال عون، فقد أكد حمادة أن اللقاء الذي عقد بين الحريري وجنبلاط quot;منع تعثر تشكيل الحكومةquot; مما يعني أن عدم حصوله يعد سبباً من أسباب هذا التعثر، كما إعتبر بأن اللقاء المذكور quot;منع إندثار قوى الرابع عشر من آذار وأكد إحترام كل هذه القوى إرادة الناخبينquot;، موضحًا أن وزراء اللقاء الديمقراطي في الحكومة هم ضمن حصة الأكثرية (15 وزيرًا). وحمَل حمادة النائب عون مسؤولية تعطيل عملية تشكيل الحكومة quot;الإصرار على توزير الراسبين، (في إشارة الى صهره الوزير جبران باسيل) ومحاولته النيل من حصة رئيس الجمهورية quot; من خلال المطالبة بحقيبة سيادية (الداخلية). وشارك حمادة في حملته على عون الأمانة العامة لقوى 14 آذار التي أصدرت بيانًا عقب إجتماعها أمس، إتهمت فيه العماد عون quot;القيام بمناورات لإبتزاز الأكثرية ورئيس الجمهورية تحقيقًا لمكاسب عائلية باتت غنية عن البيانquot;. الا ان عون لم ينتظر طويلاً للرد على منتقديه، إذ لوَح بعدم إمكانية تشكيل حكومة في المدى المنظور، مطالباً بتنحي فريق 14 آذار عن تشكيلها وتكليف المعارضة بذلك، مؤكداً أن الوزير باسيل سيكون في عداد أي حكومة مقبلة.

وإزاء هذه المواقف التصعيدية التي تزيد عملية تأليف الحكومة صعوبة، كان اللافت أمس عدم قيام رئيس البرلمان نبيه بري بزيارته الأسبوعية المعتادة الى القصر الجمهوري وتبريره ذلك لعدم وجود أي جديد يستدعي صعوده الى بعبدا، فيما إعتبرت أوساط سياسية مطلعة موقف بري quot;رسالة إحتجاجquot; بالغة الوضوح الى من يعنيهم الأمر بتشكيل الحكومة خصوصًا رئيس الجمهورية والرئيس المكلف على ما وصل اليه موضوع التأليف من تعقيد بعد إضاعة الفرصة تلو الأخرى، حتى وصل الى أفق مسدود في الوقت الراهن.

نظرة بري التشاؤمية هذه ndash; على خلاف عادته ndash; عبر عنها بوضوح نائب بارز في كتلة quot;المستقبلquot; بقوله لـ quot;إيلافquot; : quot;يبدو أن الأجواء غير مريحة، والأمور quot;مش ماشيةquot; وباتت معالجتها غير سهلة بحيث يلزمها عودة الحرارة الى الخط السعودي ndash; السوريquot;.