ريما زهار من بيروت: في حديث خاص لإيلاف استبعد نائب تكتل التغيير والاصلاح حكمت ديب أن تشكل حكومة في لبنان من دون الحصة التي يطلبها النائب الجنرال عون، وهو مع توزير صهرالجنرال جبران باسيل وذلك لأنه اثبت جدارته واستطاع القضاء على المافيا في وزارة الاتصالات، مشيرًا الى دور الوزير زياد بارود الجيد في وزارة الداخلية غير أن هناك مكامن خلل هي في داخل الوزارة، والاجهزة التي هي ذات مرجعيات اخرى للاسف، وقال إن هناك عاملاً خارجيًا لعملية المماطلة وتأخير التأليف، وكأن النائب الحريري بانتظار اشارة ما، مؤكدًا على طلب الجنرال عون بـ5 وزارات منها وزارة سيادية ووزارة الاتصالات، ومشيدًا بمواقف رئيس الحزب الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الاخيرة وبان هناك لقاء قريب سيجمع جنبلاط بالعماد عون لبحث مختلف الملفات العالقة.
وفي ما يلي نص الحوار معه

* الجنرال ميشال عون يُطالب بـ5 حقائب وزارية منها الداخلية والاتصالات في حال عدم حصوله على هذه الوزارات هل تعتقد سيتم تشكيل الحكومة من دون وزراء الجنرال؟
- هذا امر مستبعد، خصوصًا أن الجنرال يملك اكبر تكتل، واقصاؤه يعني اقصاء الممثلين المسيحيين الحقيقيين، ومن الملاحظ ان تكتل التغيير والاصلاح يملك 27 نائبًا 24 منهم مسيحيين و19 موارنة يعني اكثر من عدد نصف الموارنة في المجلس النيابي، واستبعاد هذا الفريق يعني اقصاء طوائف مسيحية عن بكرة ابيها، لذلك استغرب واستبعد هذا الامر، ولا احد يستطيع تخطي هكذا امر اليوم.

* هل برأيك وصل تشكيل الحكومة الى حائط مسدود اليوم؟
- يجب ألا يصل الأمر إلى الحائط المسدود، فغير مسموح اطلاقًا ان يتجاوز النائب سعد الحريري مهلة زمنية محددة على الرغم من أنها غير مذكورة في الدستور، لكن هناك مهلة اخلاقية وضميرية كي لا يتم تجاوزها، وتجاوزها يعني وضع البلاد في وضع مكشوف خصوصًا مع وجود استحقاقات وتهديدات، طبعًا استحقاقات اقتصادية وسياسية وخدماتية كالكهرباء وغيرها، ولا يجوز ان تبقى الحكومة باجازة لفترة طويلة، وتعذر التأليف من قبلهم يجب الا يستتبع رمي الكرة في ملعب العماد عون.

* هل انت مع اصرار الجنرال عون على توزير صهره جبران باسيل حتى لو عرقل الامر تشكيل الحكومة؟
- انا مصرّ على تجربة اصلاحية ناجحة قام بها جبران باسيل وفريقه السياسي، هذه التجربة يجب الا تتوقف خصوصًا انها اعطت اللبنانيين املاً، بالاصلاح وبان هناك فريق اصلاحي حقيقي، ولا اريد العودة الى ما كان حاصلاً قبل جبران باسيل مع مافيات الاتصالات التي تمعن في هدر اموار الخزينة.

* هذه العملية الاصلاحية التي تتحدث عنها الا يستطيع القيام بها مثلاً وزير آخر ام هي فقط منوطة بجبران باسيل؟
- هناك كفاءات عديدة بالتيار والتكتل وليست محصورة بشخص او بآخر، وانما التجربة التي قام بها كانت ناجحة وثبّتت ايرادات كبيرة للدولة واقصت بعض الفاسدين واوقفت عملية الفساد التي كانت مستمرة في هذا القطاع اي قطاع الاتصالات، واذا تم تولي هذا القطاع شخص من هذه النوعية لا بأس وانما شخص يضيف مافيات على هذا القطاع هنا نكون قد دخلنا بالمحظور، لا نقبل الخطأ اليوم.
وعملية اعادة توزير جبران باسيل هي عملية ضرب واقصاء المافيات عن هذا القطاع.

* هناك محاولة من قبل بعضهم للمس بدور وزير الداخلية زياد بارود خصوصًا بعد الذي جرى في سجن رومية وهرب احد السجناء، الا تعتقد ان بارود قام بدور جيد خصوصًا خلال الانتخابات النيابية الماضية ويستحق العودة الى وزارة الداخلية؟
- وضّح العماد عون هذه المسألة فالوزير بارود نكن له كل الاحترام وهو وزير يتعاطى بشكل اخلاقي في مهمته، الا ان مكامن الخلل هي في داخل الوزارة، والاجهزة التي هي ذات مرجعيات اخرى للاسف، فالمطالبة بهذه الوزارة من قبل الجنرال هي انطلاقًا من هذا التشخيص للمشكلة وليس موجهًا ضد الوزير بارود.

*طالبتم كتكتل بفصل النيابة عن الوزارة اي اصبح هذا الامر وهل سيتم تحقيقه؟
- قدمنا مشروع قانون، ويجب تطبيقه على الجميع، واذا اقرّ كقانون فالامر جيد.

* بعضهم يعتبر ان تشكيل الحكومة اليوم في لبنان بحاجة الى تقارب سعودي سوري من اجل انجازها؟
- للاسف يتبين ان هناك عاملاً خارجيًا لعملية المماطلة وتأخير التأليف، وكأن النائب الحريري بانتظار اشارة ما، لانه عندما انتقلنا مما يسمى الثلث المعطل وجدوا فكرة جديدة لتغطية الفشل مع قضية توزير جبران باسيل، فلا يجوز الانتظار، واليوم هناك سؤال ماذا يفعل النائب سعد الحريري خلال هذه المهلة الطويلة وحتى الساعة لم يعرض اي صيغة علينا، فالاستمرار بالمماطلة مسألة تضعنا في دائرة الخطر.

* لكن هناك صيغة عرضت من قبل الحريري وهي صيغة الـ15 10 5، هل هذه الصيغة لا تزال صالحة برأيك؟
- ما يصلح اليوم اننا ارتضينا من خلال سلسلة من التنازلات قدمها الجنرال عون من النسبية الى 6 وزراء الى 5 وزراء، والحد الادنى الذي لا نقبل النزول دونه هو 5 وزارات مع وزارة سيادية ووزارة الاتصالات، لا نستطيع ان ننزل اكثر من هذا السقف، والامر ليس للمناورة او التفاوض.

* كيف تنظر الى مواقف نائب الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط الاخيرة، وهل ترى اي لقاء قريب بينه وبين الجنرال عون؟
- لقد رحبت بمواقف جنبلاط الاخيرة، وقلنا انها تصب في مشروع اعادة الوصل بين اللبنانيين، وهو يدخل ضمن استراتيجيتنا، فالكلام الاخير جيد واللقاء بين جنبلاط والجنرال عون ربما بات قيد التحضير التفصيلي.

* هل هناك برنامج من الطرفين سيقدم خلال هذا اللقاء؟
- هناك جملة امور ستبحث.

*منها؟
- من عادة العماد عون ان يضع جدول اعمال للقاء او ورقة عمل للنقاش، منها العلاقات بين اللبنانيين مسيحيين ودروز، وارساء قواعد تفاهم جيدة والنقطة المهمة وهي عودة المهجرين الى قراهم.