يتوجس الجزائريون ضعفين على مبعدة ساعاتمع حلول عيد الأضحى، بفعل أنباء أكدتها مراجع محلية عن استخدام مشبوه لعقاقير ممنوعة في تسمين المواشي، ويترتب عن خطوة كهذه خطر سرطانات، ما يجعل عيد الأضحى لهذا العام الأكثر خطورة في البلاد تبعًا لما تشهده الأخيرة من إغراق غير مسبوق بمواد مثيرة تنذر بتبعات وخيمة.


استنادًا إلى معلومات توافرت لـ quot;إيلافquot;، يلجأ الكثير من مربي الأنعام إلى توظيف quot;خلطاتquot; يجري جلبها خفية من الدول الأفريقية المجاورة، لاعتقاد المعنيين أنها تسهم في زيادة نمو الأنعام وإظهارها في هيئة تسرّ الناظرين، خصوصاً مع الكساد الذي طبع سوق الأضاحي هذه السنة. ولا تتشكل quot;الخلطةquot; المذكورة من عناصر غذائية عادية، بل تحتوي على مواد خطيرة على غرار الرصاص، الزئبق ومضادات في صورة (كبسولات)توضع في الماء، إضافة إلى مساحيق توضع في الأعلاف، ومواد كيماوية تستعمل في مواد البناء، ويتعلق الأمر بـquot;هايدروكسيد الكالسيومquot;، وهو مستحضر خطير على المواشي ويتسبب في وفاتها لتأثيره على الكلى.

كما أشارت مصادر موثوقة لإيلاف، أنّ ثمة مواد أخرى أكثر خطورةيجري استخدامها في quot;الخلطةquot; على منوال مادة quot;غوسيبولquot;التي يتم إنتاجها من بذور القطن، ويتم استغلال تشبع هذه البذور بزيت البروتين، علماً أنّ الخلطة إياها تنجز بمضاد quot;الكلورامفيتكولquot; الذي يهاجم الكلى والقلب لدى الإنسان والحيوان على حد سواء، فضلاً عن مضاد quot;النترافيوران quot; الذي يؤثر سلبًا على الجهاز المناعي ويسبّب العقم لدى الرجال والنساء أيضًا.

في المقابل، يلجأ بعض المربين إلى خلط الشعير أو النخالة بـ quot;الملحquot; بكميات منتظمة ويومية، الأمر الذي يؤدي إلى شرب الأنعام لكميات كبيرة من الماء، ما يؤدي إلى انتفاخها، وتعود أهمية استخدام الأملاح المعدنية في التغذية والتسمين إلى كونها مسؤولة عن الوظائف الحيوية في الجسم، وأهم هذه المعادن الكالسيوم والفوسفور ويكون هذان العنصران 90 من المئة من رماد جسم الحيوان وهما المركبان الرئيسيان اللذان يتكون منهما الهيكل العظمي، لذا عادة ما تضاف مادة ثنائي فوسفات الكالسيوم إلى العلف بنسبة 1 إلى 2من المئة لأنّ الحبوب تفتقر لعنصر الكالسيوم، ويمكن إضافة مسحوق العظام أو الكلس.

بمنظور المربين، فإنّ عملية التسمين مربحة جدًا غير أنها تتطلب الحصول على أكبر نمو مقابل أقل تكلفة، ويعتمد المربون على المواد العلفية الغنية بالكربوهيدرات والمواد النشوية كالذرة والشعير والقمح والنخالة والمواد الغنية بالبروتين والبذور القرنية البقولية كالجلبانة والكرسنة، ناهيك عن خلطات جاهزة تحتوي على أعلاف مركزة، علمًا أنّ العلف في حد ذاته متجانس ومتزن ويحتوي على كامل احتياجات الحيوان، خاصة المواد المعدنية والأملاح والفيتامينات.

وعمدت السلطات الجزائرية إلى تكثيف نقاط الرقابة لتفادي حدوث كارثة صحية، خاصة بعد الذي جرى تداوله عن قيام بعض التجار بتسويق كباش مريضة يتم (نفخها) لمنحها وزنًا إضافياً يزيد هوامش الربح. وفي تعليق له عما يجري، أكد quot;جمال برشيشquot; المتحدث باسم وزارة الزراعة الجزائرية لـ quot;إيلافquot;، أنّ الحكومة شكّلت فرقًا مختلطة على مستوى سائر المحافظات الـ48، نافيًا استعمال بعض مواطنيهquot;المتحايلينquot; مواد ممنوعة تزيد من الأحجام الطبيعية للمواشي. وتوعّد المسؤول ذاته بقطع دابرquot;الغشاشينquot;، في اعتراف ضمني منه بوجود عمليات مشبوهة قلبت الاستعدادات للعيد رأسًا على عقب.