رغمأنه لا يوجد فيها زلاحف لكن اسمها جزيرة تورتوغا، أي السلحفاة بالاسبانية، والسبب في ذلك ان شكلها يشبه شكل هذا الحيوان الأليف، وحسب الرواية فان أول من اكتشفها منتصف القرن الماضي كان بحارا، عند عودته من الصيد الى قريتة الساحلية على الميحط الهادئ، أخبر اصدقاءه بأنه عاش في الجنة لساعات، ويريد العيش هناك فقط.
بالفعل فان جزيرة تورتوغا الواقعة على خليج نيكويا في جانب محيط الباسفيك من كوستاريكا ولايعيش عليها أي إنسان، تعتبر من أجمل الجزر في أميركا الوسطى وأصبحت منذ حوالي عشرين عاما فقط مقصدا سياحيا مهما بسبب شاطئها ورمالها البيضاء ووجود المئات من أشجار جوز الهند التي تلامس أغصانها الماء، وما على المرء سوى قطف جوزة هند وشرب السائل فيها الذي يعتبر مشروبا شعبيا يروي الظمأ لساعات طويلة في النهار وخاصة في أيام الحر. ولقد تحولت جزيرة توتوغا قبل سنوات قليلة الى هدف لمحبي هواية الغطس، حيث المناظر البديعة في الأعماق، والمساحات الشاسعة من الشعاب المرجانية وآلاف الأنواع من الأسماك الكبيرة الغريب الاشكال.
والوصول الى هذه الجزيرة منظم ، اذ يمكن في كل فندق أو مكتب سياحة في العاصمة كوستاريكا أو غيرها من المدن شراء بطاقة لرحلة تستغرق يوما، ولا تتعدى التكاليف بالكامل مع وجبة طعام التسعين دولار. وتبدأ الرحلة بالحافلة المكيفة عادة في الصباح الباكر، وذلك عبر منطقة بونتاريناس الساحلية التي هي بدورها منطقة سياحية معروفة، وبعد ساعة تصل الى المرفأ حيث البواخر الصغيرة تنتظر الركاب. والرحلة البحرية لا تتعدى الساعة أيضا يمكن التمتع خلالها بجمال المياه الزرقاء الصافية وعندما تظهر الجزيرة عن بعد يعتقد الناظر إليها بانها جزر هاواي للتشابه بين الاثنين، حيث تغتسل غصون اشجار جوز الهند بالمياه فيزيد المنظر روعة.
ولكي لا يخسر الزائر وقتا، يمكنه مباشرة القيام بجولة فوق الجزيرة لاكتشاف أجمل أنواع الطيور والأزهار والأعشاب، او التمتع بالسباحة في مياه الزرقاء العذبة او المشي على شاطئها الرملي البديع والناعم جدا الذي لا يعلق بالجسم عند الجلوس عليه، او الجلوس تحت شجر جوز الهند حيث اعدت مراجيح من قماش. ويمكن أيضا ممارسة رياضة التزلج المائي بالزلاجات او بالمظلة.
وعند دق طبول الجوع في البطون تكون وجبات الطعام قد جهزت وهي عادة دجاج بجوز الهند والخضار او السمك الطازج المشوي على النار بهدوء وبعض المؤكلات المحلية الكوستاريكية وانواع متعدد من الفاكهة مثل البابايا وغيرها، فيأخد كل واحد ما يريده ويجلس الى الطاولات أو تحت شجر جوز الهند للتمتع بالأكل والمناظر الرائعة.
وفي طريق العودة تقوم بعض الشركات السياحية بجولة بالقرب من جزيرة سان لوكاس، وكانت في السنوات ما بين 1873 و1991 سجنا للمجرمين الخطيرين، وتحولت اليوم الى منتج سياحي وحديقة عامة كبيرة تضمن مئات الانواع من الطيور والأعشاب والاشجار الغريبة أيضا وعثر فيها على مدافن تعود الى ما قبل المسيح بحوالي 1500 سنة، لكن البعض يفضل البقاء فوق جزيرة تورتوغا حتى غياب الشمس الذي يعتبر من أجمل المناظر الطبيعية التي يمكن مشاهدتها هناك.
التعليقات