مع بداية شهر رمضان وحتى أيامه الأخيرة حيث يقترب العيد ، تستمر سفرات العراقيين الى إقليم كردستان في شمال البلاد هربا من درجات الحرارة العالية ورغبة في كسر رتابة الحياة اليومية.

في كل المدن العراقيةتنتشر اليوم ، مكاتب سياحية تعلن عن سفرات إلى مدن الإقليم لاسيما المدن التي توجد فيها المصايف . وشرع أصحاب مكاتب السفر بتقديم إغراءات مالية وتخفيض في الأسعار بغية جذب السائحين الذي يتأهبون للسفر خلال فترة عيد الفطر . وتبدو سفرات العراقيين الى كردستان ظاهرة تنتعش من جديد بعد طول انقطاع استمر منذ الثمانينات ، بسبب الحروب وفترات الحصار الاقتصادي .
وتزدحم أغلب المدن حتى الصغيرة منها ، باعلانات مكاتب السفر مع اقتراب عيد الفطر حيث تزداد رغبة الناس في السفر الى شمال العراق . ويروي رائد الخفاجي ، صاحب مكتب سفر في بابل (100 كم جنوبي بابل) ، ان ما يشجع على السفر في الوقت الحاضر ، تزايد مخاوف الناس من السفر الى الدول المجاورة بسبب الاوضاع الدولية الحرجة .
ويتابع : منذ أحداث سوريا يزداد أعداد الجولات السياحية الى إقليم كردستان الى الضعف . وتقول ام حليم أنها بدلت رأيها في السفر الى الاردن ، لتتوجه الى اقليم كردستان . ويبدو ان السياحة الداخلية في العراق تطغى اليوم على الساحة ، وبدأت تتفوق على السياحة الخارجية لاسيما نحو شمال العراق . ويرى المستثمر في القطاع السياحي أحمد الدليمي ان إقليم كردستان يمتاز بجوه المعتدل قياسا الى باقي مدن العراق ، مما يجعله محل استقطاب للعراقيين من الوسط والجنوب .
ويوضح : مدن اقليم كردستان العراق ذات مناخ إنتقالي بين البحر المتوسط والمناخ الصحراوي. ويقول احمد البياتي من النجف انه اعتاد منذ ثلاث سنوات على زيارة مصيف شقلاوة (على سفح جبل سفين في محافظة أربيل) مؤكدا انه يلمس في كل مرة تعاظم أعداد السائحين لاسيما من دول الخليج .
وعلى رغم ان بعض مدن العراق شرعت في تأهيل بعض المرافق السياحية الى ان ذلك مازال دون المستوى المطلوب ، كما ان هذه المشاريع لم تجذب السائحين اليها .
ويؤكد كامل ازاد موظف في فندق في اربيل (360 كم جنوب بغداد) ان كساد قطاع السياحة قد انخفض بشكل كبير ، على عكس ، المناطق السياحية في وسط وجنوب العراق وحتى بغداد ، التي تعاني من قلة قاصديها بسبب عدم تأهيلها وجعلها مناسبة لموسم الصيف الحار.
ويضيف : الفندق محجوز بالكامل من الآن وحتى انتهاء عيد الفطر . وتعد المصايف المشتهرة بشلالاتها وطبيعتها الجبلية مثل شقلاوة ، وجهة سياحية مفضلة للسياح . وتغطي اغلب مناطق كردستان الصخور التي تغطي الجبال والوديان ، مما يجعل اجواءها في منأى عن العواصف التربية التي تعاني منها مناطق وسط وجنوب العراق .
كما تمتاز اغلب مناطق كردستان بالأراضي الوعرة من وديان وجبال مما يجعل من السفر اليها مغامرة جميلة ،لاسيما وان اغلب المناطق تغطيها الأشجار الطبيعية الدائمة الخضرة ، مثل البلوط والعفص والزعرور وغيرها.
ويعتزم رعد مقصد السفر الى مصيف سرسنك مع عائلته بسيارته الخاصة انطلاقا من بغداد ، حيث يبعد المصيف عن مدينة الموصل بنحو 126 كم . ويتابع : قصدت المصيف العام الماضي وهالني ارتفاعه عن سطح الارض ، والذي يزيد على اكثر من الف متر عن سطح البحر ، مؤكدا انه في عز ارتفاع درجات الحرارة في الصيف الماضي لم تبلغ درجات الحرارة في المصيف أكثر من ثلاثين درجة مئوية .
وعلى طول الطريق يستمتع رعد بانحناءات وتماوج الطريق حيث اخذ قسطا من الراحة في منطقة (بامرني) ثم (سكريين) المشهورة بمزارع العنب. ويشير رعد الى ان منطقة سرسنك التي تتوفر على فنادق مريحة كازينوهات تمثل مكانا مثاليا للصائم .
ويعتبر سعد جاسم صاحب مكتب سفر ان انتشار شركات سياحية محلية يتيح للسائح اعباء مالية اقل مع تقديم الكثير من وسائل الراحة في نفس الوقت مع اقتراب العيد . والذي يثير الاهتمام في فعاليات السياحة في إقليم كردستان ، اللقاءات والفعاليات المشتركة بين العائلات العربية والكردية من مختلف المدن والمناطق في العراق ، كما تتلاحم الثقافات فيما بينها فتصدح الموسيقى الكردية الى جانب العربية ، وتزدحم المطاعم بثقافات الاكل المختلفة ، حيث يجد السائح مايلذ ويطيب .
وكان الجهات الامنية في كردستان عملت ndash; كإجراء احترازي- في السنوات السابقة على اجبار العراقيين من الوسط والجنوب على كفالة او ضمانة من شخص يقيم في الاقليم كشرط لدخولهم الاقليم كردستان . لكن سائق الباص السياحي احسان حميد يشيد بالانسيابية على طول الطريق الى كردستان مما يشجع كثيرين على التوجه الى الاقليم.