لم تخفِ منظمة الصحة العالمية قلقها من فيروس (كورونا)،بالتزامن مع الإعلانات السعودية المتكررة من قبل وزارة الصحة عن وفيات المرضى المصابين بالفيروس، ودعت إلى التحذير والتوجيه والأخذ بكلمات الحذر وأفعاله.


الرياض: غابت وزارة الصحة السعودية منذ أكثر من عشرة أشهر على ظهور فيروس كورونا لكنها أدت في شهر دورًا مختلفًا ومنفتحًا على الإعلام بعد تصاعد أنباء الفيروس ليجوب دولاً عديدة خاصة في قطر والإمارات وكذلك في فرنسا وبريطانيا لأشخاص زاروا دول الخليج. أول ظهور للمرض كان في شهر آب(أغسطس) من العام الماضي، حينها خففت المملكة من بياناتها وحاولت تهدئة ما كان يثير سكانها بل وحتى زوارها خاصة مع اقتراب موسم الحج حينها، حيث استقبلت السعودية أكثر من مليوني حاج من مختلف دول العالم، وانتهى الحج دون تسجيل أي حالات أو إصابات وبائية.

الصحة السعودية .. امتناع وتدابير

المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة السعودية الدكتور خالد مرغلاني، امتنع عن الحديث حول ذلك في وقت سجلت السعودية اليوم ست إصابات جديدة بالفيروس، وبذلك ترتفع حالات الإصابة بالمرض من إعلان اكتشافه بالسعودية إلى 30 حالة، توفي منهم 15 شخصًا غالبيتهم من المنطقة الشرقية بالسعودية. وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله الربيعة، قال في مؤتمر صحفي، إن السعودية بدأت بمواجهة الفيروس بـquot;جدية كاملةquot;، وأن وزارة الصحة قد شرعت فعليًا باتخاذ العديد من الخطوات لتعزيز الصحة العامة، منها quot;تكثيف إجراءات الرصد الوبائي، والبدء في التحري حول المرض، وتفعيل النشاط البحثي بهذا الشأن واتخاذ تدابير الوقاية والمكافحةquot;

اهتمام عالمي بالمرض

منظمة الصحة العالمية أكدت في بيان لها أن الحكومة السعودية قد أخذت فيروس كورونا الجديد على محمل الجد، وأن وزارة الصحة قد شرعت فعلياً في اتخاذ العديد من الخطى الحثيثة والفعالة تجاه تعزيز الصحة العامة، منها تكثيف إجراءات الترصد الوبائي، والبدء في التحري حول هذا المرض، وتفعيل النشاط البحثي في هذا الشأن، وكذلك اتخاذ تدابير الوقاية والمكافحة. وقدرت المنظمة الخطوات الجادة المتخذة في المملكة لحماية شعبها، وكذلك الخبرة والمعلومات التي أمكنها اكتسابها وتراكمها في ما مضى وجعلها في مقدمة الدول المكافحة لفيروس كورونا الجديد، ما سيكون لها أثر بارز في مكافحة المرض في سائر البلدان حول العالم.

وقالت المنظمة:quot; إن ظهور هذا الفيروس الجديد (كورونا) يلقى اهتمامًا عالميًّا, كونه أحد التحديات الرئيسة التي تواجه كل الدول المتأثرة بهذا الفيروس، فضلاً عن سائر الدول في جميع أنحاء العالم, وهو الأمر الذي دعا وزارة الصحة بالمملكة إلى الاعتراف بخطورة هذا التحدي، وطلب المساعدة من منظمة الصحة العالمية لتقييم الوضع وتقديم المشورة والتوصيات التي من شأنها الإسهام في التصدي لهذا الفيروس , وإنه ليسعد المنظمة أن تأتي إلى هنا للتعاون مع المملكة العربية السعودية

منظمة الصحة العالمية: لم نتعرف حتى الآن على الفيروس

وأضافت quot; أنه إذا كان قد أتيح لنا أن نلم ببعض جوانب هذا المرض فلا ينبغي أن ننسى أنه مرض جديد وأنه ثمة فراغات في معرفتنا بطبيعة المرض تستلزم حتمًا بعض الوقت ليتسنى لنا ملؤهاquot;.
وكشفت في بيانها أنه مما أمكن التوصل إليه حتى الوقت الراهن أن هذا المرض يتسبب في الإصابة به فيروس ينتمي إلى ما يُعرف بمجموعة فيروسات كورونا، وهي العائلة التي ينتمي إليها فيروس سارس (SARS) ويختلف عن سارس إلا أن انتماءهما إلى نفس العائلة ذاتها من الفيروسات قد ضاعف القلق الذي أثاره ظهور هذا الفيروس الجديد.
وبينت المنظمة أنه لم يكن خافيًا عليها وقوع إصابات منذ عام 2012، وإن لم تكن تعلم على وجه اليقين أين يعيش هذا الفيروس, وأن الإصابة به قد تؤدي لدى الكثيرين إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي لكنها لا تعلم نسبة الإصابة بمرض بسيط جراء الإصابة بالفيروس, ولوحظ أن أكثر الذين تعرضوا للإصابة حتى وقتنا هذا هم من الرجال المسنين ، وغالبيتهم يعانون بعض الاضطرابات الصحية، لكن لم يتسنَّ لها تفسير ذلك، وما إذا كان هذا النسق في الإصابة سيتغيّر بمرور الوقت.

السعودية: لا حاجة للاحترازات بالمدارس..

السعودية أعلنت عبر وزير الصحة الدكتور الربيعة أنه لا حاجة لعمل احترازات في المدارس لأن معظم الحالات التي تم تسجيلها هي للذكور من الرجال والبالغين، كما أن منظمة الصحة العالمية لم توصِ بذلك.
يأتي ذلك في وقت دعت فيه وزارة الصحة خبراء من جامعة كولومبيا للمشاركة في إجراء مسح ميداني وبيئي للوصول إلى نتائج علمية تساهم في الوقاية من هذا المرض، مبينة أن الوزارة قامت بدعوة خبراء متخصصين من كندا وأميركا ومنظمة الصحة العالمية للاطلاع على كل الإجراءات التي تقوم بها وزارة الصحة بما في ذلك زيارة المستشفيات والمرضى والاطلاع على ملفاتهم والتواصل مع الكوادر الصحية بكل مهنية.

منظمة الصحة: لا نعرف كيف ينتقل المرض

وأوضحت المنظمة أنه توجد هناك عوامل أخرى كثيرة لم تستوعبها بعد فمثلاً، كيف يصاب الأشخاص بفيروس كورونا؟ وهل تنتقل العدوى إليهم من الحيوانات أم من الأسطح التي تحمل الفيروس ؟ وهل للفيروس القدرة على الانتقال من شخص إلى آخر؟ وليست على دراية كاملة بمدى انتشار هذا الفيروس سواء في بلدان المنطقة أو غيرها من المناطق حول العالم.

وشددت على أنه من المهم حاليًا بحث إمكانية تفشي هذا الفيروس الجديد، حيث تسبب هذا الفيروس في انتشار العديد من الأمراض الخطيرة في عدد من البلدان، على الرغم من قلة الحالات المصابة به، وما زال هذا الفيروس موجودًا في المنطقة منذ عام 2012 ومما يعزز المخاوف المثارة حول هذا المرض، وجود تجمعات سكانية كبيرة في الكثير من البلدان، وهو ما يزيد احتمال انتقال الفيروس الجديد من شخص إلى آخر عند الاحتكاك المباشر بينهما، وقد ظل هذا النسق في انتقال العدوى بين الأشخاص موجودًا، ولكن على نطاق ضيق.

وقالت المنظمة في بيانها : quot; لقد شاهدنا بأنفسنا، في السعودية، أهمية الترصد الدقيق للأمراض. فعند ظهور حالات جديدة يجب على جميع البلدان الإبلاغ عنها فورًا، وعن جميع ما يرتبط بها من معلومات ثم تبعث بها إلى منظمة الصحة العالمية، بما يتفق مع لوائح الصحة العالمية، لأن هذا هو الأساس الذي نستطيع من خلاله زيادة الوعي الدولي بالأمراض والاستعداد لها ومواجهتها، وتحتاج البلدان كذلك إلى تقييم درجة استعدادها وجاهزيتها في حالة تفشي هذا الفيروس، بالإضافة إلى تعزيز قدراتها الأساسية، إذا لم تكن على القدر المطلوب، وبما يتفق مع لوائح الصحة العالميةquot;.

وأعلنت المنظمة استعدادها لمد يد العون لجميع بلدان المنطقة وجميع المناطق حول العالم في ما يتعلق بهذه المهام، وهناك بعض الأسئلة التي ما زالت بحاجة إلى إجابات، منها: كيف تنتقل العدوى؟ وما عوامل الإصابة بالمرض أو المضاعفات الخطيرة بعدها؟ مؤكدة أن الإجابة عن هذه الأسئلة من شأنها أن تدلها على سبل الوقاية من الإصابة بالمرض. وختمت المنظمة بيانها بالتأكيد أن هناك أسباباً تكمن وراء اكتشاف حالات إصابة جديدة بالمملكة، لعل أهمها المضي في تعزيز نظام الترصد الصحي والقدرات المعملية ، وكذلك الشبكة التي تربط المعامل الصحية بعضها ببعض. يذكر أن فيروس (سارس) قتل أكثر من 800 شخص خلال العالم 2003 ، وينتمي إلى عائلة من الفيروسات التي غالبًا ما تسبب نزلات البرد.