ليلة الدخلة كلمة لطالما فكرت ولا تزال تفكر بها الفتيات لمجرد وصول مرحلة البلوغ حتى موعد الزواج، وما يرتبط بالكلمة هو الوجع والرهاب من إتمام المهمة وليس المتعة على الاطلاق.


يخاف بعض الأزواج من ليلة الدخلة، وتحديدًا النساء إذ يسيطر هاجس الأوجاع التي يمكن أن ترافق المحاولات الأولى للمجامعة. وفي المقابل، يخاف بعض الرجال من التسبب بالألم للمرأة أو من ردة فعل المرأة في حال عدم قدرتها على تحمل أوجاع الولوج. وتسيطر على الفتيات أوهام وأفكار مبالغة حول كمية الدماء التي تنتج عن محاولات المجامعة الأولى إضافة الى القلق من احتمال التعرض لنزيف من جراء فض غشاء البكارة. ويسري تداول بعض القصص عن نساء تعرضن لنزيف حاد في ليلة الدخلة، مع اضطرار نقلهن إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. أما حقيقة الأمور فهي غير ذلك تماماً.

غشاء رقيق ليس إلا

في الحقيقة أن غشاء البكارة عند الأكثرية العظمى من النساء هو عبارة عن جلدة رقيقة جدًا. وعند المحاولات الأولى للولوج، يتعرض إلى مزق صغير لا يتعدى الميليمترين، وينتج عن ذلك سقوط بعض قطرات من الدم. وفي بعض الأحيان تكون كمية الدم قليلة جدًا بحيث من الممكن عدم رؤيتها! والشعور الذي يصاحب فض غشاء البكارة هو كالاحساس بخدش صغير. وبعض النساء لا يشعرن بالألم بتاتًا عند فض غشاء البكارة، خاصة ما إذا كان الترطيب الذي يصاحب الإثارة الجنسية كافياً. وفي بعض الأحيان لا تشعر المرأة بالألم ولا يحدث سقوط دم، إذ أن غشاء البكارة قد يكون مطاطيًا، حينها لا يتعرض لجرح جراء المحاولات الأولى للمجامعة.

التوتر والخوف يساهمان في الوجع

أما إذا كانت المرأة متوترة وخائفة، فذلك يؤدي إلى عدم حدوث الترطيب في المهبل، كما يؤدي إلى تقلص عضلات المهبل. وهذان العاملان يؤديان إلى صعوبة في الولوج، أو حتى عدم الولوج، كما يؤديان إلى شعور المرأة بالألم. أما الخوف من المحاولات الأولى للمجامعة الجنسية فهو خوف غير مبرر، وغالبًا ما ينتج عن سماع أخبار متداولة بين الفتيات لا أساس علمي لها، خاصة وأن معظم النساء يشهدن أن المجامعة الأولى لم تكن مؤلمة جداً وأن كمية الدم الناتج كانت قليلة.


تعرض المهبل للجروح

في بعض الحالات النادرة، يتسبب دخول العضو الذكري في المهبل بجرح صغير على مدخل المهبل، وفي هذه الحالة، يحدث سقوط دم بكمية أكبر، كمية تضاهي العادة الشهرية، كما تشعر المرأة بألم حاد في حال محاولة معاودة الولوج. وفي هذه الحالة من المستحسن استشارة طبيب، والإمتناع عن المجامعة لفترة أسبوعين على الأقل حتى يختم الجرح.

الاسترخاء والمداعبة عاملان أساسيان

ننصح الزوجين بالإسترخاء والراحة قبل البدء بالعلاقة الجنسية. خاصة أن فترة التحضير للعرس هي فترة متعبة ومقلقة. وبالإمكان الإنتظار قليلاً قبل المجامعة، وتأجيل العلاقة الجنسية إلى اليوم التالي بعد الزواج مثلاً إذا كان الزوجان متعبين أو قلقين. كما ننصح بأخذ الوقت في المداعبة الجنسية لما له من دور فعّال في ترطيب مهبلالمرأة وتسهيل عملية الولوج، وهو أهم العوامل للتخفيف من الشعور بالألم. وفي حال عدم وجود ترطيب كافٍ بالإمكان استعمال مرطب يشتريه الزوجان من الصيدلية.

أما في حال الشعور بألم شديد لدى المرأة أو عند استحالة الولوج، فمن المستحسن استشارة الطبيب النسائي لإجراء الفحص السريري، واستكشاف السبب. ففي بعض الحالات النادرة يكون غشاء البكارة سميكاً جداً يحول دون الولوج، عندها يستطيع الطبيب إجراء عملية جراحية بسيطة. وفي بعض الأحيان يكون السبب هو تقلص حاد في عضلات المهبل يستوجب العلاج.