تعتبر كوبا بالنسبة للعديد من السياح بلد الحنين للماضي، فهي تذكر المرء بزمن خمسينات وستينات القرن الماضي ان من حيث المباني القديمة التي لم تشوهها حضارة المباني العصرية الشاهقة وناطحات السحاب وشوارعها كما أزقتها التي بقيت على حالها ضيقة تعبق فيها رائحة التاريخ، وفي كل زاوية من زوايا مدنها ترك كبار المشاهير بصماتهم مثل عالم الطبيعة الالماني الكسندر فون هومبلت الذي عاش هناك لسنوات في مطلع القرن الـ 18، واعتبر هومبلت كوبا جنة الله على الأرض واكتشف أجمل المناطق الطبيعية فيها.


ألف الكاتب الأميركي ارنست هامنغوي أروع قصصه في حانات هافانا وفنادقها وتحول الكثير منها الى أفلام وقال مرة عنها بانها الأرض التي ألهمته وأغنت كتاباته، واليوم تحاول كوبا منافسة أجمل بلدان الكاريبي بعد رفع الحصار الأميركي عنها بعد أكثر من نصف قرن نتيجة الثورة الكوبية ووصل عدد السياح العام الماضي الى أكثر من 3 ملايين والملفت ان أكثرهم من الولايات المتحدة الأميركية الجارة.
ولدى هذا البلد اجمل المناطق السياحية الساحلية والجبلية إضافة الى حدائق عامة تحتوي على أجمل وأغرب الحيوانات والنباتات والأزهار. من هذه المناطق فاراديرو وفيلا دي فينيلاس وكايو كوكو او بلايا غواردالافاكا، ما يمكن السائح من قضاء اجمل الاوقات بين الخضرة والمياه العذبة والشلالات او الشواطئ غير المتناهية البعد أو مياه البحر الرائعة.

وفي البداية يقصد معظم السياح هافانا التي تتمتع بوجهين تاريخي عريق ويتمثل بمنطقة المباني الفخمة التى تعود الى منتصف القرن الماضي والسهر الطويل في حاناتها ومقاهيها ومهرجانها المشهور المسمى تروبيكانا حيث ترقص أجمل الكوبيات بملابسهن التقليدية والكارنفالية طوال ثلاثة أيام.

تلال فيلا دي فينيلاس

وتتنافس مع هافانا مدن مثل كلوريديتا ولا بودغيتا دي ميديو او فارادوري السياحية التي اشتهرت منذ القرن الـ 19 ومازالت تختفظ بمنازلها الجميلة ذات الطراز الاسباني التي بناها أغنياء كوبا يومها وتحولت بعد ذلك الى نقطة التقاء مشاهير نجوم السينما الأميركية ويقصدها اليوم أصحاب الملايين للاقامة في فنادقها الفخمة، ولا يجب إغفال ذكر تلال فيلا دي فينيلاس التي اصبحت ارثا حضاريا وضع على لائحة منظمة اليونيسكو.

الشواطئ الجميلة

وتعتبر الشواطئ الكوبية من اجمل شواطئ الكاريبي مثل غوادالافاكا وسانت لوسيا حيث تمارس رياضة الغوص في الأعماق وبالاخص لالتقاط صور للحيوانات البحرية الغريبة والاعشاب الأغرب شكلا او الاستلقاء على الرمال البيضاء في ظل شجر النخيل.

من أجمل وأضخم الكرنفالات كارنفال سان ديغو دي كوبا ويقام ما بين الـ 21و29 من شهر تموز(يوليو) حيث تسير في شوراع المدينة أجمل الفرق واشهرها في رقصات ايقاعية الى جانب عروض لفنانين من كل انحاء منطقة الكاريبي. ولا يقل مهرجان الموسيقى في باراكويا عنه اهمية، فالرقص يكون سيد الموقف لعدة ايام في شهر دسمبر (كانون الاولى) ويشاهد السائح رقصة السالس والتانغو وتشا تشا تشاوغيرها من الرقصات يؤديها اكبر واشهر راقصي اميركا اللاتينية، بعدها بايام قليلة يقام مهرجان تنافسي لموسيقيين شباب ما بين ال16 و30 سنة للغناء ولعزف موسيقى الجاز.

وتتمتع جزيرة كايو كوكو بشاطئ رائع وبالاخص الحقول الرائعة من الشعاب المرجانية الملونة في اعماق مياهها وعلى طول شاطئها يتمايل الالاف من الطيور البحرية بين السياح منها طائر الفلامنكو الزهري اللون.

&


&