ضيف "إيلاف" اليوم هو مصمّم أزياء مخضرم، تعامل مع كبار نجمات الوطن العربيّ، حتّى بات لقبه "مصمّم أزياء النجوم". لمع إسمه في بداية الطريق في عالم الفوازير، وتعامل مع نجمة كبيرة جداً في هذا العالم هي شريهان، كما تعامل مؤخراً مع النجمة اللبنانيّة ميريام فارس في الفوازير التي قدّمتها. فؤاد سركيس ضيف هذا اللقاء المصوّر.
X
&سعيد حريري من بيروت: لا شكّ بأنّ مصمّم الأزياء فؤاد سركيس يتمتّع بباع طويل في عالم الأزياء، فقد إشتهر تحديداً في الأزياء الإستعراضيّة التي أطلّت بها معظم نجمات العالم العربيّ، وأبرزهنّ نجمة الإستعراض الكبيرة شيريهان، إلاّ أنّه وبعد إنتقاله لمدينة إسطنبول قرّر أن يركّز عمله على إنتاج خطّ عمليّ في الأزياء الراقية والجاهزة في آن. عن هذا الموضوع وغيره الكثير من المواضيع يتحدّث فؤاد سركيس لكاميرا "إيلاف".
فؤاد سركيس والتكريم
عن تكريمه من قبل وزارة الخارجيّة اللبنانيّة والوزير جبران باسيل كواحد من أهم الشخصيات اللبنانيّة البارزة في الخارج، قال: " اشكر الوزير جبران باسيل على هذا التكريم، فقد كنت طوال الوقت في لبنان ولم أكرّم إلا من خلاله، فشكراً له".
وعمّا إذا كان التكريم ضرورة لإثبات الإبداع، قال: "أنا مبدع، ولا أنتظر التكريم، ولكن التكريم يعطيك المحبّة، والثقة، والتقدير لما قدّمته في حياتك الفنيّة، وخصوصاً إذا كنت فناناً تعطي من قلبك، وليس فقط من أجل العمل".
الإنتقال إلى إسطنبول
وعن إنتقاله من لبنان إلى تركيا قال: "إنتقلت منذ خمس سنوات إلى تركيا، لأنّ الخطّ الذي أقدّمه اليوم هو مزيج من الخياطة الراقية، والألبسة الجاهزة، قدّمت فساتين سهرة بأسعار معتدلة جداً، تظهر وكأنّها فساتين خياطة راقية، ولكنّها تنتج بكميات كبيرة، وهو ما لا أستطيع أن أنتجه في لبنان، ولذلك توجّهنا أنا وشريكي رائد قصّار إلى تركيا، وإفتتحنا مصنعاً هناك، فمن ناحية التسويق، تركيا بلد مفتوح على العالم، ونحن للأسف في لبنان، نتعرّض لعدم الثبات بسبب الأحداث المتتالية".
هل ما زلت بين أوّل ثلاثة مصمّمين في لبنان؟
بعدها سألناه: " في فترة من الفترات، كنت من بين أوّل ثلاثة مصمّمين في لبنان وهم إيلي صعب، وروبير أبي نادر، وأنت، فهل ما زلت تحافظ على هذه المرتبة"، فأجاب: "أنا لا أصنّف نفسي، ولكن ربّما البعد عن لبنان جعل الناس تنساني، لأني إضطررت للسفر، هناك أشخاص تلقّوا دعماً، وأنا كان لديّ أسبابي للسفر، ومن ناحية أخرى العمل في مجال الخياطة الراقية بعيد جداً عمّا أقدّمه الآن، وليس هناك أيّ مصمّم لبنانيّ إعتمد الطريقة التي أعتمدها الآن من ناحية الإنتاج الكبير للفساتين، وهذا الأمر لا تستطيع أن تنفّذه في لبنان. إيلي صعب مثلاً، نجح في هذا الأمر، بعد إنتشاره من فرنسا، وقبل ذلك من إيطاليا، ولكن بالنسبة لي، هناك مصمّمون قليلون واكبوا أوروبا، وأنا لا أعتبر باريس أرضاً مقدّسة، حيث أنّي لا يهمّني التسويق في باريس وأوروبا، لذلك لا يهمّني أن أذهب إلى باريس لأعرض، ثمّ أعود إلى لبنان كي أقول أنّي عرضت في باريس، عندها أعرض في لبنان".
&معظم عروض باريس للتباهي فقط!
وتابع قائلاً: "معظم من يقدّمون عروضاً في باريس يقومون بذلك للتباهي فقط، فقد عرضت في العام 2005 في صالون "بريتا بورتيه"، ورأيتهم يأتون ويصفّقون لي، وهذا لم يعد يهمّني، فما يهمّني اليوم هو أن تعجب السيّدات بفساتيني وتصاميمي، وأن أشعر بأنّ تصميمي أصبح عملياً، وتستطيع أن ترتديه السيّدة في عدّة مناسبات، لا أن يكون الفستان معقدّاً، وصعباً، وثقيلاً، وهذا كلّه يتطلّب خبرات كبيرة كي تستطيع الوصول إليه".
لم يعد يهمّني الإستعراض ولا إلباس المايوه لجينيفير لوبيز
وعمّا إذا كان يعتبر غيابه عن الساحة لفترة ملحوظة ركوداً في مسيرته قال: "لا لم يكن ذلك ركوداً، لأنّه بالنسبة لي كنت أحقّق الإنتشار عملياً أكثر منه فنيّا، فمنذ بداياتي إنتشرت فنياً بشكل كبير، وأنا أكثر مصمّم إرتدت من تصاميمه الفنّانات في العالم العربيّ، فقد واكبت كلّ فنانات الشرق الأوسط، من الكلاسيكيّة ماجدة الرومي، إلى صباح، وكان عمري وقتها 15 عاماً، إلى مادونا التي رافقتها في مسيرة طويلة جداً إرتدت فيها تصاميم رائعة، وصولاً إلى هيفاء وهبي، لقد واكبت كلّ أجيال الفنّ، ولكن بالنسبة لي عالمياً، لا يهمّني أن ألبّس "مايوه" (ثوب السباحة) لجينيفير لوبيز، كي يُقال عنّي أنّي ألبستها "مايوه"، فمع إحترامي لكلّ المصمّمين، ما يهمّني اليوم هو أن أسوّق السلعة، فإن ألبست جينيفير المايوه، يجب أن يكون هدفي تسويق المايوه كسلعة من تصميمي، ولكن ليس هذا ما أريده، ولا أقصد أن أؤذي بحديثي أيّ أحد، فأنا أصمّم اليوم فستاناً للسيّدة العادية، التي يمكن أن ترتديه وتظهر من خلاله جميلة، ومثيرة... هناك عدّة أنواع من الفساتين، ولم يعد يهمّني أن أقدّم فساتين الإستعراض، فما قدّمته للنجمات في التسعينات أراهم اليوم يعيدونه لأكبر النجمات، فما هو الأجمل أن أدفع النقود لفنّانة كي ألبسها فستاناً، أو أن أرى الليدي غاغا ترتدي فستاناً مثل فستان شيريهان الذي صمّمته لها في العام 1994؟.. حيث رأيت بعض الصور تقارن ما بين التصاميم التي نفّذتها لشيريهان، والفساتين التي عادت لليدي غاغا لترتدي شبيهتها بعد كلّ هذه السنوات، فليس هدفي النجمات.. وفي هذه السنة فقط فؤاد سركيس هو من حقّق أكبر رقم مبيعات للفساتين في أميركا، وهذه بشهادة أكبر مجلّة إلكترونيّة هي "نيويورك دريس". وأنا أسعد كثيراً اليوم بعد إختياري للإشراف على أزياء فيلم أميركيّ سيُصوّر في هوليوود، وأتحفّظ عن إعطاء المزيد من التفاصيل".&
&وعن عدم تقبّله للمايوه كموضة رائجة للقطع الصغيرة والعارية التي تجتاح الموضة في هذه الأيّام، قال: "عندما تعتمد المايوه فأنت تتوجّه لفئة معيّنة من الناس، أنا لا أودّ التوجّه لهذه الفئة، فلم يكن المايوه أبداً قطعة من الثياب، قد ينفّذ أحياناً كفكرة مبتكرة، ولكن لا تستفزّني أكثر، لأنّي تحدّثت عن موضوع المايوه بشكل طارئ ولم أقصد أن أؤذي أحداً".
القاهرة
وعن غيابه عن القاهرة، قال: "لم أغب كثيراً عن القاهرة، حيث قدّمت العام الماضي كلّ أزياء برنامج "الراقصة" الخاصّ بالرقص الشرقي مع الراقصة المصريّة دينا، وعُرض على قناة "القاهرة والناس"، وقد لاقى هذا العمل أصداء جميلة جداً في مصر، ولكنّه للأسف لم ينتشر إلاّ في مصر، حيث أنّي قدّمت خلاله 500 بدلة رقص، كما أنّي في طور التفاوض لعمل تاريخي ضخم في تركيا".
يشرّفني تصميم بدلة الرقص
وعن رؤية بعض مصمّمي الأزياء بأنّ تصميم بدلات الرقص هو إنتقاص من شأنهم، قال: " بالعكس، يشرّفني أن أصمّم بدلة الرقص، حيث نراهم اليوم يرتدون المايوه، وأنا أصمّم بدلة الرقص بكلّ فخر... وهل أصبح الرقص الشرقي عيباً؟ الرقص الشرقيّ ليس عيباً أبداً، كما أن تصميم البدلة أصعب من تصميم الفستان، لأنّه محدود بالصدرية والحزام، وأنت مجبر على الإبتكار والتطوير في هاتين القطعتيْن فقط".
عدت مع دينا إلى الوراء !
وعن الجديد الذي قدّمه مع دينا التي تُعدّ من أكثر الراقصات اللواتي طوّرن في بدلة الرقص، قال: انا عدت مع دينا إلى الوراء، وعدت إلى أيّام بدلة الرقص الشرقيّ الكلاسيكيّة، الشبيهة ببدلات سامية جمال، فهذه بالنسبة لي هي البدلة الشرقيّة الحقيقيّة، لأنّ اللباس المطوّر لم يعد شرقياً من وجهة نظري، لذلك جرّبت أن أردّ عظمة هذه البدلة، حيث كانت التنورة تحتوي على 30 أو 40 متراً من الشيفون، تجعل الراقصة تبدو كفراشة عندما تستدير، وقد سعدت كثيراً بهذا العمل لأنّ الرقص بالنسبة لي موهبة كبيرة يعطيها الله للراقصة، وهذا ما جرّبوا أن يفسّروه من خلال هذا البرنامج، حيث أتوا بأجمل الراقصات الشرقيات من العالم، ومن ربحت كانت أوكرانيّة".&
&أحبّ "موغلير" وتصاميمي قريبة منه!
وعمّن يشبه أكثر من المصمّمين العالميين "غاليانو"، أم "موغلير" أم "غوتييه"، قال: " أنا أحبّ موغلير لأنّي أحبّ جسم المرأة بالطريقة التي يحبّها هو، لذلك ترى تصاميمي قريبة منه، فأنا أحبّ الخصر الضيّق، والكورسيه، وإظهار الورك، وكسم المرأة كهند رستم، وهو نفّذه بطريقته مستعملاً الحديد، ومستلهماً من المرأة الفضائيّة، والمرأة الزجاجيّة، فأنا لم أذهب إلى هذا الحدّ، ولكنّي كما قلت لك أحبّ المرأة بهذا الكسم".
العلاقة مع مادونا اللبنانيّة
وعن توقّف تعامله مع الفنّانة مادونا اللبنانيّة بعدما طبع مسيرتها بكثير من التصاميم الناجحة حتّى باتت أيقونة الموضة في فترة من الفترات، قال: " مادونا صديقتي، وأنا كنت بعيداً في فترة من الفترات، وقد مرّت على مادونا عوارض لن أدخل في تفاصيلها، ولكنّها تبقى هي من "فتّحت عيني على الحياة"، حيث بدأت بالتصميم لها، وأنا في سنّ الخامسة عشرة، كما أنّها كانت تطلب الإذن من والدي خلال فصل الصيف كي أسافر معها إلى مصر، لأنّي كنت تحت السن القانونية للسفر، ومن خلال أزياء مادونا، وصلت إلى فوازير شريهان، ففي شيراتون القاهرة كانوا يطلبونها بكثافة لإقامة الحفلات هناك، وكان الجميع مبهوراً بأزيائها، وكانت مادونا دائماً تردّد إسمي عندما يسألونها عن أزيائها، وعندما إلتقيت بشيريهان صُدِمت عندما رأت ذلك الشاب الصغير، وكنت عندها في الثامنة عشرة من عمري، حيث كانت تتوقّع أن ترى رجلاً كبيراً في السنّ، وأنا لا أنكر أنّ هذا كلّه بفضل مادونا".
شيريهان الأسطورة والحلم
وعن نجاحاته مع شيريهان قال: " أحنّ له كثيراً، وبالنسبة لي هو عمل أدّيته، ولقي النجاح، وأعطاني رصيداً كبيراً، لكن شيريهان بحدّ ذاتها كإنسانة، لا أدرك فعلاً إن كانت حلماً أو حقيقة، كان فيها سحر غريب، لا أدري... كما أنّي أحبّ الرقص، وكنت راقصاً، لذلك كنت أراها، وما زلت، أنّها كانت مثل الحلم... "الله خلقها وكسر القالب".
وعمّا إذا كان راضياً عن تعامله مع ميريام فارس في الفوازير، قال: " ميريام حبيبتي، وهي فنّانة كبيرة جداً، وأنا معجب بفنّها كثيراً، أنا لا أقارن، ولكنّي أتكلّم عن مسيرتي، وقد مرّ عليّ الكثير من الفنّانات، وميريام وشيريهان لا تقارنان ببعضهما البعض، لكلّ منهما فنّها وشخصيّتها، ولكنّ شيريهان بالنسبة لي هي الأسطورة".
النجمات الخليجيات
وعن تعامله مع النجمات الخليجيات كوعد السعوديّة، وهند البحرينيّة، وبلقيس اليمنيّة قال: "هذا الموضوع أتى بالصدفة، فإنتشار محلات "فؤاد سركيس" في الدول العربيّة وفي لبنان، جعل الفنّانات يبحثن عمّا يعجبهنّ من& تصاميمي، وفجأة وجدت بأنّ هؤلاء الفنّانات يرتدين من فساتيني، وقد سعدت جداً بهذا التعاون، وبدأت التخطيط لأعمال كبيرة مع بعضنا البعض، وهكذا بدأ التعامل مع الخليج. عموماً بالنسبة لي لم يعد هناك فرق ما بين الخليج، ولبنان، وأميركا، هذه الكرة الأرضية أصبحت صغيرة جداً بوجود الفضائيات، والإنترنت، والفنّانة باتت موحدّة من شتّى الجنسيات".
هدفي الأساسي في تركيا هو الأزياء وليس الفنانات
وعن تعامله مع الفنّانات التركيات، قال: "لديّ فنّانة صديقة من تركيا تدعى بتول دمير، تعرّفت عليها في حفل غنائيّ للفنّانة اللبنانيّة نانسي عجرم، وكانت تحضر الحفل حيث أنّها معجبة بنانسي، وعلمت بأنّي كنت مصمّم فستان نانسي آنذاك، وبأنّي أعيش في أسطنبول، فوجدتها تأتي إليّ وتزورني، وأنا لأ أسعى للتعامل مع الفنّانات التركيات، علماً أنّ الإسم بات متداولاً جداً في تركيا، وهناك الكثير من النجمات اللواتي يرغبن بالتعامل معي، ولكنّ هدفي الأساسي من تواجدي في تركيا هو إكمال نجاح خطّي الجديد في الأزياء بشكل أكبر وأكبر".
تصوير فوتوغرافي: علي كاظم
تصوير فيديو ومونتاج: كارن كيلايتا
&
التعليقات