ينظر أغلب الناس اليوم الى خدمات السفر والسياحة الفاخرة مثل مقعد في الدرجة الأولى في طائرة أو في قطار أو في فندق فاخر من خمسة نجوم او في منتجع سياحي فخم، وهم مح غير ان هناك نمطا آخر من السياحة المترفة وهي منسية في أغلب الأحيان فهل فكرت يوما&ان تنبيت&بين أحضان الطبيعة الصحراوية بعيدا عن كل أشكال الترف؟.


بقلم انتوني كافيل*: ذهلت عند دخولي باحة الفندق فالمكان رائع وهندسته فاخرة ذات أبعاد ضخمة والديكور المصاحب يجعل المكان يبدو مثل قصر ملكي. هذه الفخامة والبذخ الرائع تنتقل من منطقة الاستقبال والباحة الرئيسية في الفندق لتتكرر في بقية الحجرات وفي الأجنحة الخاصة. وعندما دخلت الى الجناح المخصص لي، برزت أمامي جماليات عديدة: المغطس والمناشف المدفأة كهربائية وجهاز التكييف والستائر التي تنفتح ثم تنغلق عن بعد بضغطة زر واحدة… كل هذا مخصص لي انا. هذا هو نوع الفخامة والترف اللذان رأيتهما خلال رحلاتي الكثيرة في مختلف أنحاء العالم.. لكن الاختلاف تراه في المكان وفي الاسم فقط.
ولاحقا في ذلك المساء تذوقت افضل انواع الاكلات في مطعم الفندق.&&

أسافر الى الصحراء مع أصدقائي محمد والجنرال ونسافر بالسيارة في مكان يبدو اننا باقون فيه الى الابد في طريقنا الى مكان مجهول لا إشارة له على الخريطة ..&وقبل مغيب الشمس شاهدنا شجرة ضخمة وقررنا ان نخيم عندها فقام كل منا بتهيئة مكان له بيده ليجلس فيه.

سنخلد الليلة الى النوم تحت ظل النجوم قرب النار التي أشعلناها .. واحتسيت شايا جهزناه داخل إناء الشاي على هذه النار وتابعنا الومضات الصغيرة التي تتقافز من النار لتنضم الى ملايين النجوم فوقنا. هيأنا وجبة بسيطة على النار وتحدثنا ثم تحدثنا وأمضينا وقتا ممتعا.

لاحقا في تلك الليلة وانا داخل كيس النوم فكرت "اليوم جربت نوعا جديدا من السياحة لا علاقة لها بالفنادق الفخمة ولا بالطائرات … الخ … فالسياحة الفاخرة يمكن أيضا ان تكون بقضاء ليلة داخل خيمة بسيطة في الصحراء وبالنوم تحت ظل النجوم مع أصدقاء جيدين فيما تمتد الصحراء حولنا من كل جانب.

متى كانت آخر مرة جربت فيها سياحة فاخرة حقا؟
حتى الأسبوع المقبل .. في نفس المكان

انتوني كافيل: مدير تنفيذي في شركة سياحة قلب أرابيا ومقرها الرياض

&