مرضى الكلى أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر

«إيلاف» من برلين: إكتشف علماء هولنديون وجود علاقة ظاهرة بين كثرة البروتين في الإدرار(الالبومنيوريا) والعرضة للإصابة بالخرف الناجم عن الزهايمر، وحلل الأطباء من جامعة ماسترخت الهولندية نتائج 5 دراسات عالمية حول الزهايمر والخرف، شملت 28 ألف إنسان، وتوصلوا إلى ان الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلية أكثر عرضة للخرف بنسبة 35% من غيرهم.&

ونشر الباحثون تقريرهم في العدد الأخير من مجلة"نيورولوجي"، وجاء فيه ان نسبة الخرف بين المرضى، الذين ثبت وجود البروتين في إدرارهم، عالية جداً. واعتبروا، على هذا الأساس، أن المصابين باضطراب عمل الكلية أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالزهايمر. وتنطبق هذه الحال بالطبع على مرضى السكري الذين يعانون أيضاً من ضعف عمل الكليتين.

وكتب الباحث كاي ديكرز، من جامعة ماسترخت، ان هذه العلاقة لم تثر استغرابه كثيراً، لأن كلا المرضين(الخرف واضطراب عمل الكلية) لديهما مسببات مشتركة هي البدانة والسكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع معدلات الكوليسترين في الدم.

واعتمد ديكرز وفريق عمله، فضلاً عن نسبة البروتين في الادرار، على أهم المؤشرات الدالة على ضعف عمل الكليتين مثل مستوى الكرياتينين وسيستاتين، إضافة إلى مستوى الكرياتينين في الدم. كما سجلوا قدرة الكلية على تحليل السوائل التي تصلها أيضاً كي يتأكدوا من النتائج.

علاقة مع السكري

وسبق لفريق العمل ان تحدث عن علاقة واضحة أيضاً بين الخرف واعتلال الكلية الناجم عن داء السكري. وعادة يعاني مرضى السكري المزمن مما يسمى الميكروبروتين (الميكروالبومينيوريا) في الإدرار. ومن المتعارف عليه ان السكري المزمن يؤدي إلى اضرار في الأوعية الدموية الدقيقة في الكلية وفي الدماغ، ويقود بالتالي إلى الخرف.

وهذا يعني ان مرضى السكري أكثر عرضة من غيرهم للزهايمر والخرف، كما انهم يصابون بالخرف في سن مبكرة مقارنة بغير السكريين. وأجرى الباحثون تجاربهم، حول سرعة البديهة والذاكرة، على3000 مريض يعاني من سكري مزمن مصحوب بالميكروبروتين في الادرار، وطوال 40 شهراً. كان معدل أعمار المرضى يتراوح حول 62,5 سنة، وثبت من خلال الفحوصات انهم فقدوا ذاكرتهم وسرعة بديهيتهم بسرعة ظاهرة قياساً بغير السكريين.

وتوقع الباحثون، في ضوء هذه النتائج، ان يؤدي الميكروالبومينيوريا إلى الخرف بعد10-15 سنة، أي حينما يصبح المرضى في منتصف السبعين من أعمارهم.&

قبلها حذر العلماء من علاقة الكوليسترول بالزهايمر، وذكروا ان من يعاني من انخفاض كوليسترولLDL& في منتصف العمر سيكون أقل عرضة للزهايمر عند الشيخوخة. وجاء في دراستهم السابقة هذه ان من يعاني من ارتفاع الكوليسترول إلى250 ملغ&وهو في الأربعين يكون عرضة لخطر الزهايمر3 مرات أكثر من غيره حينما يبلغ الشيخوخة.

وتقدر منظمة الصحة العالمية معاناة 35 مليون انسان من مرض الزهايمر على المستوى العالمي، منهم أكثر من مليون ونصف ألماني، وأكثر من5 ملايين اميركي. ويطلق العلماء على هذا المرض اسم"السكري3" بالنظر لسرعة انتشاره وتحوله إلى"مرض" شعبي يقلق بال البشرية منذ سنوات. وتتوقع الدراسات ان تتضاعف الاصابات بمرض الزهايمر مرتين ونصف حتى العام 2050، ما لم يتم التوصل إلى علاج له. وهو سادس سبب للوفيات في الولايات المتحدة في العام 2014.

قرية للمصابين بالخرف

افتتحت في بلدة سفيندبورغ في الدنمارك قبل أيام أول قرية تم"تفصيلها&علمياً كي تناسب حاجات مرضى الزهايمر والخرف. ويفترض ان تحتوى القرية، والبيوت، على كل ما يحفز ذاكرة المخرفين.

وتتألف القرية من125 وحدة سكنية وتشتمل على حديقة كبيرة واستديو للياقة البدنية ومكتبة وارشيف موسيقى ومطاعم ومراكز تسوق...إلخ. وتقع القرية داخل مدينة سفيندبورغ (27 ألف نسمة)، ويشارك في الاشراف عليها باحثون في المرض من جامعة ليليبيت الدانماركية، ومن مشفى للعجزة في العاصمة كوبنهاغن، ومن الدائرة الاجتماعية في المدينة.

ويعتقد الباحثون بإمكانية تعميم تجربة القرية الخاصة بالمصابين بالخرف في الدنمارك بعد نجاح القرية في سفيندبورغ. وذكر عمدة المدينة لارس اريك هورنمان ان النساء والرجال الذين يعانون من الزهايمر والخرف يستطيعون العيش في هذه القرية وكأنهم يعيشون في الفترة التي سبقت اصابتهم بالمرض.