وأجريت الدراسة التي استمرت عامين ونشرت في دورية الجمعية الطبية الأمريكية على نحو 500 متطوع من أصحاب الوزن الزائد، الذين طُلب منهم اتباع نظام غذائي وتكثيف التمارين الرياضية.

ومُنح نصف هؤلاء المتطوعين جهازا لتعقب اللياقة البدنية. وفقدت هذه المجموعة وزنا أقل من المجموعة الأخرى في نهاية التجربة.

وقال الفريق المشرف على الدراسة إن هذه النتيجة لا تعني أنه ينبغي على الأشخاص التوقف عن استخدام وسائل التكنولوجيا تماما، لكن لا ينبغي أيضا أن يضعوا ثقة كبيرة جدا فيها على الأقل كوسيلة للمساعدة في فقدان الوزن.

نتيجة مثيرة للدهشة؟

وبالرغم من الشعبية التي تتمتع بها أجهزة تتبع النشاط البدني، فقد أجريت دراسات قليلة جدا لمعرفة تأثيرها الفعلي على فقدان الوزن ومستويات اللياقة البدنية. والبحث الذي أجرته جامعة بيتسبرغ الأمريكية هو أحد أولى التجارب العشوائية لجمع مثل هذه الأدلة.

وتوصل الباحثون إلى أن المتطوعين، الذين استخدموا أجهزة تعقب اللياقة البدنية، فقدوا نحو 3.6 كيلوغرامات في المتوسط خلال فترة الدراسة. وفي المقابل، فإن المجموعة القياسية التي لم تقدم لها هذه الأجهزة خسرت نحو 5.9 كيلوغرامات.

وذكر القائمون على الدراسة أن هناك الكثير من التفسيرات المحتملة لهذه النتيجة المثيرة للدهشة، لكن حتى الآن لا يوجد دليل. وقال كبير الباحثين الدكتور جون جاكيسيتش إن "الناس لديهم نزعة لاستخدام مثل هذه الأجهزة لفترة معينة، ثم يفقدون الاهتمام بها مع مرور الوقت بعد أن تفقد هذه التقنية الحديثة رونقها".

وأضاف: "ولقد شهدنا بالفعل تراجعا في بيانات الاستخدام مع استمرار الدراسة."

وذكر الدكتور جاكيسيتش أن الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة تعقب اللياقة البدنية ربما أصبحوا يركزون على أهداف التمارين الرياضية ونسوا اتباع النصائح الخاصة بالنظام الغذائي.

الدكتور جاكيسيتش يقول إنه كان يتوقع أن تساعد أجهزة التتبع في فقدان الوزن

وقال: "ربما تقول لنفسك إنني أبذل نشاطا بدنيا كبيرا ويمكنني أن أتناول كعكة صغيرة الآن." وأشار إلى أنه يريد أن يعرف إذا كان هناك أشخاص معينين على الأرجح يستفيدون أكثر من غيرهم من استخدام التكنولوجيا.

وأوضح أنه على سبيل المثال فإن الأشخاص الذين يركزون بشكل كبير للغاية على تحقيق هدف معين ربما يجدون أن تعقب نظام النشاط البدني محفزا جدا لهم، لكن آخرين قد يجدونه أمرا محبطا.

وقال: "قد يكون أمرا محبطا للغاية إذا رأيت أنه لا يمكنك تحقيق هدفك طوال الوقت." وأقر بأن هذه التكنولوجيا استمر استخدامها منذ بدء الدراسة، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن هذا لن يغير من النتائج.

وقال: "ما تخبرنا به هذه الأجهزة وكيف نستخدم المعلومات لم يتغير."

ووفقا لشركة "سي سي اس انسايت" للأبحاث، فإن مبيعات الأجهزة القابلة للارتداء وأجهزة تعقب النشاط البدني والساعات الذكية في بريطانيا يتوقع أن تصل إلى خمسة ملايين جهاز ويتوقع أن تصل إلى عشرة ملايين قبل نهاية العام الحالي.

وقال الدكتور ديفيد ايليس، أستاذ علم النفس في جامعة لانكستر، والذي أجرى أبحاثا بشأن تزايد استخدام الأجهزة القابلة للارتداء في الأغراض الصحية، إن الدراسة الذي أجرتها الجمعية الطبية الأمريكية مفيدة لأنها ركزت على أشخاص لا يشترون في الغالب جهازا لتعقب نشاطهم البدني.

وقال: "أجهزة تعقب اللياقة البدنية على الأرجح يجري شراؤها من أشخاص يعيشون بالفعل نمط حياة صحيا ويريدون مراقبة تقدمهم، ولذا فإنه من الصعب القول إنها مفيدة للجميع."

وأضاف: "في الحياة الفعلية، فإن معظم الناس بالتأكيد لن يحصلوا على مستوى الدعم الذي حصل عليه المتطوعون في هذه الدراسة لإنقاص الوزن."

وتابع: "يجب أن يفعلوا ذلك بأنفسهم، ولذا فإن استخدام جهاز ربما يكون أفضل من لا شيء، لكننا لا نعرف بالضبط".