إيلاف (خاص): أين هو جوزيه مورينيو الآن؟ قد لا يصدق البعض ممن منحوا المدرب البرتغالي صكوك العبقرية في بدايات مشواره التدريبي أنه يتولى تدريب فريق فنربخشة التركي الآن.
وأين يورغن كلوب المدرب والفيلسوف الألماني الذي أعاد ربيع ليفربول؟ الإجابة ببساطة تتمثل في قوله قبل الرحيل عن ليفربول :"لا طاقة لد لاستكمال هذه الرحلة الصعبة، لقد قررت الابتعاد".
وما هو حال بيب غوارديولا المدير الفني الذي صنفه البعض بأنه أفضل مدرب في العالم، بل وصفه البعض الآخر بأنه أفضل مدرب في التاريخ؟ ببساطة يعيش مرحلة الاحتراق الكامل مع مانشستر سيتي، فقد تعرض للخسارة في 8 من بين آخر 11 مباراة مع السيتي في جميع البطولات، وتعادل في مباراتين، ولم يحقق سوى فوز واحد.
القصة باختصار أن سقوط مورينيو، واقتراب غوارديولا من الاحتراق الكامل، وابتعاد كلوب طواعية قبل أن يحترق حينما قرر اتخاذ قرار يشبه الاعتزل يفجر قضية كبرى في عالم التدريب، ومهنة العقول بصفة عامة، وهي قضية نفاذ وانتهاء الفكر العبقري، ويبدو أن طرح القضية له ما يبرره، بالنظر إلى النماذج الثلاثة سالفة الذكر.
مورينيو لم يعد سبيشل ون!
توهج مورينيو بين عامي 2004 و 2014، أي 10 سنوات من المجد وصدارة العناوين في الملعب وخارج الملعب، فقد كان يلقب بـ"سبشل ون"، ونجح في قيادة تشيلسي للمجد بين عامي 2004 و 2007، وحصل على لقب الدوري عامي 2005 و 2006، ثم أبدع من انتر ميلان بالثلاثية التاريخية عام 2010 (الدوري والكأس ودوري الأبطال)، وبلغ قمة المجد في مرحلة تولي تدريب ريال مدريد، ولم يكن في العالم هناك صوت يعلو فوق صوته تدريبياً.
وبدأت مرحلة الاضمحلال حينما تم استهلاكه معنوياً وذهنياً في تجربته التدريبية مع الريال على وجه التحديد، ثم عاد إلى تشيلسي ونجح في موسمه الأول ثم بدأ السقوط في موسمه الثاني، ليبدأ في التراجع بتدريب مان يونايتد المترهل، ثم توتنهام، ورما، وفنربخشة، ليتراجع إلى تصنيف أقل في عالم المدربين.
هروب الفيلسوف الألماني كلوب
هو الهروب الأفضل في التاريخ الكروي، والواقعية المثيرة للدهشة، بل للصدمة، فقد كان كلوب متألقاً في قيادته لفريق ليفربول، واكتشف عدد من أفضل نجوم العالم، وأخذهم من مرحلة النجومية، إلى مرحلة "السوبر ستارز" مثل فان دايك، وصلاح، وأليسون بيكر، وغيرهم من النجوم.
كما فاز بلقب الدوري الانكليزي مع ليفربول بعد انتظار دام 30 عاماً، وأعاد لقب دوري الأبطال للنادي الكبير، فضلاً عن عدة بطولات أخرى، وجعل الأنفيلد يعود للغناء والبهجة والشعور بالفخر بعد سنوات التراجع والخذلان.
وعلى نحو مفاجئ وبعد أن استقر مع النادي الانجليزي بين عامي 2015 و 2023، قرر الرحيل، وقال إنه لم يعد يملك الطاقة الكافية للاستمرار مع كل هذه الضغوط، قالها بكل بوضوح أنه لن يتمكن من اضافة المزيد، فاحترمه العالم، لأنه رحل في اللحظة المناسبة، والجميع لديهم الانطباع بأنه العبقري الذي لم تحترق عبقريته.
من ينقذ العبقري بيب؟
يعاني المدرب الاسباني بيب غوارديولا من مأزق تاريخي، ويقف عباقرة العالم في شتى المجالات (من عشاق كرة القدم) وأياديهم على قلوبهم خوفاً من احتراق عبقريته، فقد تلقى 8 هزائم في آخر 11 مباراة مع مان سيتي، ولم يحقق سوى فوز واحد وتعادل في مباراتين، وهو أسوأ سجل له منذ بدايةمشواره التدريبي عام 2008.
غوارديولا هو المدرب الأفضل في العالم في آخر 15 عاماً، بل هو المدرب الأفضل في التاريخ وفقاً لرؤية البعض، فقد خاض مع جميع الأندية التي تولى تدريبها، وهي برشلونة، وبايرن ميونيخ، ومان سيتي 947 مباراة محققاً الفوز في 682 مباراة بنسبة تفوق 72%، وهي نسبة لم يحققها مدرب آخر في هذا المستوى الكروي، كما أنه صاحب مدرسة كروية وفلسفة تقوم على حرمان المنافس من الحصول على الكرة.
وحصل مع البارسا والبايرن والسيتي على 36 بطولة، وسيطر على عالم كرة القدم طولاً وعرضاً على مستوى الأداء الجذاب والنتائج والبطولات، والفلسفة الكروية، ولكنه يواجه مرحلة الاحتراق الآن، إلى حد أنه قال مساء الأحد عقب الهزيمة من مان يونايتد في بطولة الدوري الانكليزي :"حقاً لا أجد حلولاً للخروج من هذه الحالة، ولكنني سوف أستمر في المحاولة".
التعليقات