من المتوقع أن يظهر إصدار جديد من عملة البيتكوين يسمى "بيتكوين كاش"، وهو نوع من الأصول الافتراضية الجديدة التي تسمح بتقليل الوقت المستغرق في إجراءات التعاملات بالعملة الإليكترونية.
ويتوقع محللون أن يحدث انقسام البيتكوين إلى أكثر من نوع من الأصول ضغطا على القيمة الحالية للعملة التي شهدت في الآونة الأخيرة ارتفاعات متتالية.
وتتفق مجموعة من كبار المتداولين لهذا النوع من العملات مع ما ذهب إليه المحللون لهذه الفئة من الأًصول في أن هذه العملة أصبحت عرضة أكثر من ذي قبل لتراجع في قيمتها حال انقسامها إلى أكثر من نوع من الأصول.
وقال خبير مالي إنه من الممكن أن يخلق الإصدار الجديد، الناتج عن انقسام البيتكوين، فوضى عارمة في سوق العملات الافتراضية.
وقد رفضت بعض منصات التداول في البيتكوين "بيتكوين كاش" الجديدة.
ويعني هذا الرفض أن بعض االمستثمرين الذين يعتمدون على صرف البيتكوين سيُحرمون من المزايا الجديدة التي يوفرها الإصدار الجديد ما لم يغيروا منصة التداول التي يتعاملون عبرها في أصولهم الافتراضية.
وقال إقبال غاندهام، مدير منصة إي تورو الالكترونية، إنه "لا يمكن لأحد أن يضمن ما يمكن أن يطرأ من تطورات في هذا السوق على المدى القصير."
خطة تسوية
وقد كُشف عن فكرة انقسام البيتكوين منذ أسبوع فقط ولقيت الفكرة دعما من عدد كبير من المهتمين، وهي تتضمن خطة تسوية تستهدف إصلاح البيتكوين.
وتستهدف الخطة، المعروفة إليكترونيا باسم Segwit2x ، إزالة أحد أصعب المعوقات التي يواجهها المتداولون في سوق العملة الافتراضية، وهي أن سجل حسابات التعاملات السابقة، المعروف باسم بولكتشاين أو سلسلة الكتلة (قاعدة بيانات معقدة تعتمد عليها تعاملات البيتكوين)، يمكن أن يُضاف إليه ميغابايت واحد فقط كل عشر دقائق.
وكان تصميم هذه القاعدة للبيانات التي يعتمد عليها تداول العملة بهذا الشكل يستهدف توفير قدر من الحماية للتعاملات ضد محاولات القرصنة الإليكترونية، لكن ذلك يعني أن ينتظر متداول البيتكوين لأيام طويلة حتى يتمم صفقة ما على المنصة الإليكترونية في أوقات الضغط على تلك المنصات من قبل عدد كبيرة من المتداولين.
وطرح حلان لهذه المشكلة؛ وهما إما زيادة حجم كل سلسلة كتلة ليتجاوز ميغابايت واحدة، مما يسمح بإجراء مزيد من التعاملات في كل دفعة جديدة.
أو الحل الثاني الذي يتضمن تغيير مكان بعض المعلومات الخاصة بسلسلة الكتلة لفصل الملفات التي تتضمنها قواعد البيانات، والتي سوف تنقل بدورها تزامنا مع نقل المعلومات.
وأظهر عدد من ممارسي "التعدين"، وهم شركات وأفراد يخصصون أعمالا وأجهزة كمبيوتر عملاقة للحصول على عملات البيتكوين، دعما للفكرة الجديدة.
وقدمت مبادرةSegwit2x حلا لمشكلة حجم البيانات الذي تتسع له كل سلسلة كتلة، والذي يتم تنفيذه على خطوتين، الأولى هو انقسام البيانات في أغسطس/ آب الجاري تليها الخطوة الثانية، وهي زيادة حجم سلسلة الكتلة إلى 2 ميغابايت، والذي يبدأ في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وظهرت مبادرة تحمل اسم "مبادرة تحسين بيتكوين 91" (BIP91)، تشير إلى أنه إذا تبنى 80 في المئة من نشاط التعدين الرقمي برنامج سلسلة الكتل الجديد، واستخدمها بشكل مستمر بين 21 يوليو/تموز و31 يوليو/تموز، فإن المجتمع الأوسع المنخرط في معاملات البيتكوين سيقبل بهذه المبادرة كحل وسط، وهو ما حدث بالفعل ليعتمد انقسام البيانات الخاصة بالبيتكوين.
استبدال العملات القديمة
وبعد استخدام 95 في المئة من المتداولين في عملة البيتكوين البرمجيات الجديدة، ما أظهر دعمهم لعملية الانقسام الجديدة، سرى قدر من الطمأنينة في هذا السوق بعد تفادي ما كان متوقعا أن يشبه "حربا أهلية" بين المتداولين وانقسام واسع النطاق بينهم.
وكشف بعض المهتمين بأسواق العملة الافتراضية، من بينهم المهندس السابق لدى فيسبوك أموري سيخيت مخططات لإطلاق الإصدار الجديد من البيتكوين وهو "بيتكوين كاش" في الأول من أغسطس/ آب الجاري.
وأكد أن الخطر الحقيقي في المخطط الجديد هو عدم وجود ضمانات لأن تتبع عملية انقسام البيانات عملية لمضاعفة حجم سلاسل الكتلة.
وفي هذه الحالة، من الممكن أن يصل حجم سلسلة البيانات الواحدة إلى 8 ميغابايت، ما قد يضر بفكرة انقسام البيانات.
أما المشكلة الثانية التي من الممكن أن يواجهها انقسام البيتكوين إلى نوعين من الأصول، فهي أن عدد من منصات التداول على العملة الافتراضية لم تحسم أمرها بعد فيما يتعلق بالسماح للمتداولين بالتعامل في بيتكوين كاش أم تحظر ذلك.
والأخطر من ذلك أن بعض المنصات تخطط لوقف التعاملات على البيتكوين بكل أشكالها حتى تتأكد من تفادي الفوضى المحتملة.
فوضى محتملة
هناك قدر من انعدام اليقين حيال مستقبل بيتكوين كاش، التي بدأت تقديرات سعرها في السوق تشير إلى 267 دولار للوحدة الجديدة، وهي قيمة ضئيلة جدا مقارنة من قيمة الوحدة الأصلية من البيتكوين.
ويرى خبراء أنه بانطلاق العملة الافتراضية الجديدة، بيتكوين كاش، سوف يكون هناك قدر كبير من التقارب بين قيمتها وقيمة عملة البيتكوين الأصلية، ما يهدد بضياع المكاسب الكبيرة التي حققتها البيتكوين في الفترة الأخيرة التي وصلت بها إلى 2780 دولار للوحدة الواحدة.
وقال غاريك هايلمان، أستاذ الاقتصاد البديل في جامعة كايمبريدج، إن "هناك قدر كبير جدا من انعدام اليقين حيال الأسعار المستقبلية للبيتكوين، ما يوجب التزام الحذر أثناء التداولات المقبلة."
وأضاف: "لن نتمكن من التعرف على السعر الحقيقي لبيتكوين كاش حتى يبدأ عدد من الشركات المشغلة لمنصات التداول في البيتكوين تعاملات الإصدار الجديد، وهو ما لا نعرف تحديدا متى سيحدث."
وتوقع أن يشهد سوق البيتكوين تذبذبا شديدا في الأيام القليلة المقبلة، ما يستدعي التزام المتعاملين في المحافظ الاستثمارية الافتراضية الحذر أثناء التداول.
واشار إلى أن لديه إحساس بأنه من الممكن إدارة انقسام البيتكوين إلى نوعين من الأصول والتعامل معها إذا ما التزم الجميع بقواعد التحوط ضد تقلبات السوق.
التعليقات