تنصح دراسة جديدة، اعتمدت احصائيات دنماركية، الحوامل بتعاطي فيتامين دي، لأن ذلك قد يحمي الطفل في المستقبل من خطر الإصابة بالشيزوفرينيا (الفصام).

:إيلاف من برلين: لا يبدو اأن حالة الفصام نادرة في بلد صناعي كبير مثل ألمانيا، لأن احصائيات وزارة الصحة هناك تتحدث عن نصف مليون شخص يعانون من الشيزوفرينيا، بدرجات متفاوتة.&

وهذا يعني ان متاعب المجتمع النفسية والاجتماعية وغيرها تضيف 8200 شيزوفرينية ألمانية وشيزوفرينيا ألماني إلى طابور الفصاميين. ويصيب المرض الإناث عادة في سن 20-30 سنة، والذكور في سن15-25 سنة.

وربما ان نقص فيتامين دي لدى الحامل قد يكون أحد أسباب ظهور المرض عند بلوغ الطفل سن الشباب. وهذا ما تثبته دراسة استرالية إحصائية لاحظت ان نسبة التعرض لخطر الشيزوفرينيا بين الشباب، الذين عانت أمهاتهم من نقص فيتامين دي أثناء الحمل، أكبر منها بين غيرهم.

والمهم في نتائج هذه الدراسة، هو أن سد النقص في فيتامين دي لدى الأم الحامل، قد يؤدي إلى نتائج عكسية، بمعنى انه قد يقلل مخاطر اصابة الطفل لاحقاً بالفصام. ونشرت الدراسة في العدد الأخير من مجلة"ساينتفيك ريبورتس".

ومعروف أن الطب يدور في دهاليز مظلمة وهو يفسر أسباب الإصابة بالشيزوفرينيا، وغالباً ما تعزى الحالة إلى مجموعة من العوامل الاجتماعية والنفسية والباثولوجية. كما لايستثني العلم العالم الصناعي ومصاعب الحياة اليومية من الأسباب.

ولوحظ في السابق أن الحالة تكثر في المدن الكبيرة، وان المولودين في الشتاء يعانون أكثر، كما أنها تزداد بنسبة ملحوظة بين المهاجرين، وخصوصاً من السمر والسود.&

ويفسر الأطباء الحالة الأخيرة ربما على أساس نقص الضوء في شمال أوروبا مقارنة بإفريقيا ومناطق العالم المشمسة. ومن جديد فالربط هنا واضح بين الشمس وحصول الطفل أو الأم الحامل على ما يكفي من فيتامين دي.

عينات دم دنماركية مجففة

اعتمد جون مكغراث، من جامعة كوينزلاند الأسترالية في بريسبان، على عينات مجففة من دماء الأطفال الحديثي الولادة في الدنمارك في التوصل إلى نتائج دراسته. إذ دأبت المستشفيات الدنماركية منذ سنوات طويلة على أرشفة عينات الدم المجففة المأخوذة من الأطفال حديثي الولادة.

وقارن مكغراث بين معدل إصابات الأطفال الشيزوفرينيا في مرحلة الشباب وما تكشفه عينات دمائهم من نسبة تركيز فيتامين دي. وقاس العلماء نسبة25-هايدروكسي فيتامين دي (25OHD) في عينات دماء 1301 طفل حديث الولادة تم تشخيصهم لاحقاً أثناء مرحلة الشباب بالشيزوفرينيا. وقارن فريق العمل هذه النسبة مع عدد كبير من شباب غير مصابين بهذا المرض.

وكانت النتيجة ان خمس الأطفال الذين أثبتت عينات دمائهم نسبة تقل 20,4 من 25 OHD كانوا عرضة بشكل كبير للإصابة بالشيزوفرينيا وهم في سن الشباب. وتوصل مكغراث احصائياً إلى أن الأطفال الذين عانوا من نقص فيتامين دي كانوا عرضة للشيزوفرينيا أكثر من غيرهم بنسبة 44 %.

وتؤكد هذه النتيجة دراسة دنماركية صغيرة أجراها البنك البيولوجي الدنماركي حول علاقة الشيزوفرينيا بنقص فيتامين دي. إلا أن تلك الدراسة لم تضع نسبة خطورة كالتي وضعها مكغراث، كما أنها توصلت إلى نتيجة أخرى، لم تجد برهاناً لها، تتحدث عن ارتفاع معدلات الشيزوفرينيا بين الأطفال مجدداً عن تلقيهم فيتامين دي بكميات زائدة عن اللازم.

دراسة تعزز نظرية الخلل الباثولوجي

وربما تعزز دراسة بريسبان النظرية التي تتحدث عن خلل دماغي باثولوجي كسبب للإصابة بالشيزوفرينيا. وكتب كغراث ان الربط بين فيتامين دي و اضطراب عمل الدماغي الباثولوجي واضح، لأن الأمر يتعلق بفترة نمو الدماغ في أيام الطفولة الاولى. ولأن هناك مستقبلات لفيتامين دي في الدماغ، وخصوصاً في الخلايا العصبية المسؤولة عن الدوبامين.

&والدوبامين هو ناقل عصبي، يسمح للخلايا في الدماغ بالتواصل في ما بينها. وقد يكون نقص الدوبامين سبباً في الإصابةِ بنوعٍ من الاكتئاب، يسمّى "الاكتئاب المعتمد على الدوبامين". – DDD.

وذكر مكغراث ان الجنين يتلقى فيتامين دي عبر الأم، ولذلك فانه من الممكن ان تكون الوقاية من الحالة عن طريق منح الأم فيتامين دي بالجرعات الطبيعية. وأشار إلى ان ذلك سيحتاج إلى دراسة كبيرة وطويلة الأمد تجري على عدد كبير من الأطفال وتتابعهم إلى فترة البلوغ.