تناولت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، تغير مظاهر الاحتفال بعيد الأم في ظل الخوف من انتقال عدوى فيروس كورونا الذي بات يهدد معظم دول العالم.

وتحدثت عما وصفته بـ "غياب البهجة" وسط مشاعر الخوف والقلق، والحجر الصحي المفروض وحظر التجول.

ودعا كُتّاب إلى اتخاذ المناسبة فرصة لإعادة ترتيب أولوياتنا.

"لا زيارات ولا هدايا"

يقول موقع "مجموعة الأرز" الإخباري اللبناني: "لا زيارات ولا هدايا... هكذا هو احتفال عيد الأم في لبنان، الذي كان يحظى باحتفالات صاخبة، وفعاليات في مختلف الأنحاء، إلا أنه يبدو أن فيروس كورونا - لعنة العالم الجديدة - فرض واقعاً مغايراً، على هذا الاحتفالية التي ينتظرها العالم من عام إلى آخر، فغالبية اللبنانيين غاب عن بالهم تاريخ 21 مارس / آذار موعد الاحتفال بـ"ست الحبايب" لانشغالهم بكيفية مواجهة جائحة كورونا".

وتقول سمر الترك في صحيفة "اللواء" اللبنانية: "طل الـ21 من آذار هذا العام من دون أن يحمل في طياته أية بهجة أو فرح وهو الذي طالما كان عنواناً للحب والعطاء، كيف لا؟ وهو يمثل عيد الأم".

وتضيف: "إلا أن هذا العام يأتي وفي القلب حرقة وغصة، خصوصا وأن الأبناء لن يتمكنوا من معانقة أو تقبيل أمهاتهن والاحتفال بهذه المناسبة كما جرت العادة، وذلك حفاظا منهم على سلامتهن".

وتشير الكاتبة إلى تضحيات كل من يعمل لمكافحة جائحة كورونا، قائلة: "خير دليل على هذه التضحيات تلك الممرضة لارا حمود التي تعمل في مستشفى رفيق الحريري الحكومي والتي كانت قد تركت والدتها المريضة التي تتعافى من مرض السرطان وأولادها كي تقف جنبا إلى جنب مع زملائها في المستشفى لمواجهة هذا الفيروس وتلبية نداء مهنتها وإنسانيتها ووطنيتها".

وتقول "القدس" الفلسطينية في افتتاحيتها: "الأم الفلسطينية تشكل حالة استثنائية فهي إلى جانب عطائها، تناضل ضد الاحتلال وتقف جنباً الى جنب مع الرجل في المقاومة، وتنجب المناضلين وتشيع الشهداء، وهي مؤمنة بأن الاحتلال مهما تغطرس، فإنه إلى زوال وأن النصر في نهاية المطاف هو لشعبنا الذي لن يستكين".

وتقول ندى أبو نصر في "الأنباء" الكويتية: "مع كورونا اختلف كل شيء حول العالم أجمع... وفي هذه الظروف القاسية والتباعد الاجتماعي تبقى الأم نبع الحب، والأمهات في هذه الأيام يعشن الخوف والقلق على مصير أبنائهن، سواء كن ربات منازل أو موظفات أو عاملات، فأعينهن شاردة دائما على صحة أطفالهن وعلى مستقبلهم الدراسي المعلق وعلى الأوضاع الاقتصادية خوفا من الانهيار".

"إنذار للصحوة"

وتقول إيمي بيتاوي في موقع وكالة "عمون" الأردنية: "إن تفشي هذا الوباء الذي أجبرنا على عدم التواصل وجهاً لوجه مع أهلنا وأحبائنا وأصدقائنا والشعور بالعزلة والضجر والخوف هو 'إنذار للصحوة‛ فلنستغله لمواجهة ومراجعة أنفسنا وتقييم حياتنا. وأتمنى أن يكون هذا التقييم كفيل بأن يُرجع هؤلاء الأبناء لصوابهم ليشعروا بأمهاتهم اللواتي ضحين بالغالي والنفيس (أعمارهن، وصحتهن) لتربية أبنائهن".

وتحت عنوان "عيد الأم في زمن الكورونا"، يقول علاء رضوان في جريدة "اليوم السابع" المصرية: "أصبح التركيز الأكبر بين الناس خلال هذه الفترة على الوقاية والحفاظ على صحتهم لتجنب عدوى بفيروس كورونا، لذلك فإن عيد الأم هذا العام يعتبر مناسبة جانبية لم يتذكرها أو يهتم بها أحد، حتى بعض الشركات والمتاجر التي توفر عروض لهدايا عيد الأم، خلال هذه الفترة من العام يصعب عليها تحقيق أرباح".

أما رنا حمدي في "المصري اليوم" فنقلت عن عاملة في إحدى الصيدليات قولها: "زجاجة المطهر والكمامة أغلى هدية لأى أم الآن"، مضيفة أنه بدلاً من شراء المعتاد من العطور وأدوات التجميل "أصبحت هناك طوابير على شراء المطهرات والكحول، وهناك اتجاه آخر لشراء بعض الروائح التي تحتوى على نسبة كحول أكثر من 70%، والتي تستخدم كمطهر".

وتتساءل حمدة خميس في "الاتحاد" الإماراتية: "ماذا فعلت آلاف المصانع التي تنتج الأدوية لتعالج مرضاً ما؟ لماذا يتباهى الإنسان باختراع الأجهزة الإلكترونية بكل أنواعها وغاياتها، وبكل إيجابياتها وسلبياتها أحياناً، ويعجز أمام هذا الفيروس الذي قتل الآلاف في كل بلدان الشرق والغرب على امتداد الكرة الأرضية؟"

وتضيف: "إذاً علينا أن ننتظر أيتها الأمهات نتائج اكتشاف الدواء السحري للتخلص من هذا الفيروس القاتل، والاحتفاء بسلامتكن وعيدكن الدائم!"