راشيل نيوبورو
Getty Images
راشيل نيوبورو تلعب كرة القدم مع منتخب أيرلندا الشمالية وفريق تشارلتون أثليتك

تستغيث لاعبات بارزات في بريطانيا من مطاردات "لا تنتهي"، وأشكال مختلفة من التحرش على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكشف تقرير أعده القسم الرياضي في بي بي سي عن معاناة نحو ثلث اللاعبات الرياضيات في بريطانيا من المطاردات على وسائل التواصل.

وبلغت نسبة اللاعبات المشاركات في المسح الذي أجرته بي بي سي اللائي قلن إنهن تعرضن للمضايقة والمطاردة نحو 30 في المئة - وهو رقم تضاعف في السنوات الخمس الماضية.

وننشر هنا قصص المطاردات على لسان صاحباتها

تحذير: المحتوى يتضمن كلمات قد يراها البعض عدائية.

"قريب من التحرش"

تصف لاعبة الرغبي الدولية إلينور سنوسيل رسائل تردها على البريد الخاص من بعض الرجال تعليقا على ما تنشره على صفحات التواصل الاجتماعي بأنها شيء "قريب من التحرش".

تقول إلينور: "سيل لا يكاد ينقطع من الرسائل. يقترب أحيانا من حدود التحرش. إنها كلمة كبيرة، لكن ماذا لو أن أحدهم ظل يظهر ويتفاعل مع كل ما تقومين به في حياتك الواقعية، ألا يبدو ذلك غريبا؟"

وتضيف: "رموز تعبيرية عن انفعالات على شكل عيون مرسوم بها قلوب، أو سيل من القبلات، أو تعبير "لطيف جدا"، أو "جميل". أشياء أخرى غريبة تماما، كأن يحدثني أحدهم عن نفسه. وإذا ما استمرت تلك الأمور، فإني أحظر أصحابها".

إلينور سنوسيل
Getty Images
إلينور سنوسيل لاعبة رغبي في منتخب ويلز ونادي بريستول بيرز

وتتابع إلينور: "قبل أربع سنوات، علّق أحدهم على شيء كنت قد نشرته للتوّ على نحو تركني أعتقد أن هذا الشخص على مقربة مني، وكنت في مكان عام. وداخلني شعورٌ بالرعب. فقمت بحظره وجعلت أتوخى الحذر فيما أنشر".

وتمضي قائلة: "لا يمكن أن تقدم النساء على ذلك. وهنا مكمن التهديد؛ إذ لو تطور الأمر واتخذ منحىً جسديا، فالغلبة ستكون للرجال لأنهم أقوى".

وتتساءل إلينور: "بأية طريقة يفكرون عندما يواظبون على الإقدام على الشيء نفسه دون جواب؟"

وترى أن ذلك السلوك "يدفع المرء للتساؤل عما ستؤول إليه الأمور، لا سيما وأنك لا تعرف الطرف الآخر الذي غالبا ما يضع صورة مضللة على صفحته. إنك لا تستطيع الوصول إلى أي معلومة عنه، وهذا مكمن التهديد".

رياضية تنتحر بسبب انتهاكات وتحرش على يد مدربيها في كوريا الجنوبية

"تعرّض حسابي للقرصنة ولم يعرف أحد كيف يساعدني"

رجل يتعامل مع حاسوب في الظلام
Getty Images

في عام 2015 تعرّض حساب إنستغرام الخاص بلاعبة الهوكي سوزانا تاونسيند، الحاصلة على ميدالية ذهبية أولمبية، للقرصنة ووصفت شعورها حيال عدم سيطرتها على الأمر بالـ "مريع".

تقول سوزانا: "لم أكن أستطيع الدخول على حسابي. حاولت العثور عليه ولكن عبثا .. ثم هداني تفكيري إلى البحث عن حسابي على صفحة فريق بريطانيا لـهوكي السيدات، فوجدت أن صفحتي تغيّر اسمها إلى 'اقذف على وجهي'. وعلى مدى أسبوع لم أستطع التخلص من ذلك، ولم أجد من يمدّ لي يد العون".

وتضيف سوزانا: "لم أستطع تغيير كلمة المرور الخاصة بحسابي على إنستغرام، لأن القراصنة فعلوا شيئا في هذا الخصوص أفقدني السيطرة على الأمر. حاولت الخروج من الأزمة بأسرع وقت وكنت خائفة من وقوع شيء جديد".

"لقد حظروا نحو ثلاثة آلاف متابع. وخسرتُ نحو أربعة آلاف متابع آخر. وحذفوا كل شيء نشرتُه لكنهم لم ينشروا أي شيء جديد".

تقول سوزانا: "كان الأمر مريعا لأنهم كانوا قد سيطروا على حسابي، وعلى رسائلي. سيطروا على كل شيء. كنت مشوشة لا أعرف كيف أتصرّف. وكنت وحدي تماما وليس من أحد أعرفه يمدّ لي يد العون".

ورأت سوزانا: "توفير شخص ما يساعد الرياضيين عندما تتعرض حساباتهم للقرصنة هو أمر بالغ الأهمية، ذلك لأنهم عرضة للقرصنة طوال الوقت - ولا يتعلق الأمر بأن لديك شيئا تريد إخفاءه، بقدر ما يتعلق بالخصوصية".

تقول: "في كل مرة تنشر شيئا عن مجتمع المثليين، تجد معلقين يتهمونك بالمثلية، ويقولون لك: 'الله سيغضب عليك. ستدخل النار' وتعليقات من هذا القبيل على نحو كفيل بأن يجعلك تفكر كثيرا قبل أن تنشر شيئا مماثلا في المستقبل".

سوزانا تاونسيند
Getty Images
سوزانا تاونسيند حصدت مع المنتخب البريطاني للهوكي الميدالية الذهبية عام 2016

وتضيف سوزانا: "الانطباعات تشير إلى أن الناس لا يتحدثون بصراحة عن المثلية، أو عما يفضلونه في هذا الخصوص، وهم كذلك لأنهم يخشون سخرية الآخرين أو انتقادهم أو نبذهم".

"الأمر لا علاقة له بكرة القدم"

تحرص راشيل نيوبورو، لاعبة منتخب أيرلندا الشمالية ونادي تشارلتون أثليتك، على الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي بسبب المضايقات التي تطال اللاعبات الرياضيات على تلك المنصات.

وتعلم راشيل الشيء الكثير عن آثار تلك المطاردات، كونها زميلة ريني هكتور التي دخلت في حالة من الاكتئاب جرّاء انتهاكات عبر الإنترنت اتخذت طابع التمييز العنصري.

تقول راشيل: "لديّ حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنني لست نشطة عليها".

وتضيف: "عندما تقدم نفسك على تلك المنصات فإنك قد تحصل على فرص جيدة تتكسب من ورائها ماديا ... لكن هناك أشخاصا لا تعرفهم يبدأون في مراسلتك على البريد الخاص، ولا يكون حديثهم متعلقا بكرة القدم".

تقول راشيل: "ويكون حديث هؤلاء الأشخاص عن مدى جمال اللاعبة، أو عما ترتديه من أزياء. وهذا رائع، ولكنك ترغب في أن تكون رائعا في كرة القدم".

وتضيف: "لا تكاد اللاعبة تصل سن السادسة عشرة حتى تبدأ ملاحقتها. وقد تعرفتُ إلى لاعبات في فريقي عانين جراء ذلك. ريني هكتور أتت إلى تشارلتون وسنحت لي فرصة التحدث إليها وعرفت ما عانت من صعوبات جراء نشاطها على منصات التواصل الاجتماعي".

تقول راشيل: "لا أظن أيا منا حصل على تدريب في كيفية التعامل مع ذلك. قد يأتي اتحاد الكرة ذات يوم ويقول ماذا نرتدي عند الظهور على وسائل التواصل، مع حديث عن عدم الرهان على كرة القدم وأشياء من هذا القبيل. ربما عند تلك النقطة، ينبغي عليهم أن يخبرونا كيف نتعامل مع التعليقات وردود الفعل".

وتضيف: "مسؤولو الصحة النفسية والأخصائيون النفسيون في فِرَق كرة القدم النسائية يمكنهم أيضا أن يفعلوا شيئا لمساعدتنا في التعامل مع تلك الأمور".