إيلاف من بيروت: قام الفنان السعودي حمود العطاوي بتحويل عدد كبير من الحواجز الخرسانية كانت تستخدم في صد الهجمات الإرهابية التي شهدتها السعودية سابقاً، إلى لوحة فنية كبيرة بعنوان بإحدى ساحات العاصمة السعودية.

العمل الذي أقيم على مساحة 900 متر مربع، على شكل غرف متجاورة ومتقابلة تقود كل منها لأخرى، سمي بـ"متاهة الضلال" وهي التي يصعب الخروج منها، إضافة إلى أنها محاطة بسور مربع الشكل بالصبات الخرسانية.
يقول العطاوي عن إختياره لهذه التسمية: "إن اللحظات الفريدة والمهمة التي نعيشها الآن من الأمن العالي من كل المخاوف، استدعت ضرورة تكوين حكاية الانتهاء من الإرهاب والانتصار عليه. هذه المتاهة والتي تبدو لغزا ومحاولة تعقيد، هي محاولة لتبسيط الكثير من المتغيرات الاجتماعية التي مرت بالمجتمع في المملكة. إذ يفسر مفهوم إزالة الحواجز الخرسانية من المدينة، أنه إزالة كل الأفكار الضالة وبداية عهد جديد".

استغرق العمل على مشروع "متاهة الضلال" 3 أسابيع، وتبلغ عدد الصبات الخرسانية أكثر من 800 صبة، بالتعاون مع أمانة مدينة الرياض التي وفرت الكمية المطلوبة من الصبات المزالة مؤخراً.

اختار العطاوي الصبات القديمة بطبيعتها كما هي، بكسورها وخدوشها، وكأنها آلة تسجيل تحمل آثار الزمن الطويل الذي كان فيه المجتمع على حد الخطر.

"متاهة الضلال" ليست العمل الأول للعطاوي، حيث عرض خلال الأعوام الماضية بعض الأعمال منها "اتصال" وهو تشكيل بآلة التسبيح، وعمل "بصمة الإقط" وهي منحوتة صنعت من الحليب المجفف الذي تصنعه المرأة السعودية، وكذلك عمل "حرب الخليج" وعمل "شعار الصرخة".