سيسمّي الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، امرأة من سكان أمريكا الأصليين لتكون وزيرة للشؤون الداخلية، وبالتالي ستقود إدارة الأراضي العامة، وفقا لما تداوله الإعلام الأمريكي.

وإن تأكد الأمر، ستكون عضوة الكونغرس، ديب هالاند، أول شخص من السكان الأصليين في الولايات المتحدة يتولى قيادة هذه الوزارة، التي تلعب دورا رئيسا في الأمور التي تتعلق بشؤون السكان الأصليين.

كما أنها ستكون أول من يتولى حقيبة وزارية من السكان الأصليين.

كامالا هاريس: صانعة التاريخ ذات الهويات المتعددة

من هي المرأة التي تقف وراء أكبر مفاجآت فوز بايدن؟

وكانت مجموعات حقوقية وأعضاء تقدميون من الحزب الديمقراطي قد دفعوا خلال الأسابيع الماضية باتجاه تسمية النائبة عن ولاية نيو مكسيكو.

وقالت ديب هالاند في بيان نشرت نيويورك تايمز مقتطفات منه: "شرف لي أن أدفع بأجندة بايدن-هاريس المتعلقة بالمناخ نحو الأمام، وأساعد في إصلاح علاقة الحكومة بالقبائل التي كانت إدارة ترامب قد دمرتها، وأخدم البلد كأول وزيرة من السكان الأصليين في تاريخ أمتنا".

تنتمي ديب هالاند، ذات الستين عاما، لقبيلة لاغونا بويبلو وكانت قد دخلت التاريخ عام 2018 عندما كانت واحدة من بين امرأتين من السكان الأصليين انتخبتا لعضوية الكونغرس.

ووصفت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي المنتمية للحزب الديمقراطي، ديب هالند بأنها واحدة من أكثر الأعضاء احتراما في الكونغرس.

من هي "ذات الرداء الأحمر" التي أعلنت إحالة الرئيس ترامب للمحاكمة؟

أصغر عضوة في الكونغرس الأمريكي تكشف علاقة أحمر الشفاه بالفعل السياسي

كما أثنت زميلتها في الحزب وعضوة الكونغرس، ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، على هذه التسمية واعتبرتها خطوة "تاريخية على عدة أصعدة".

وتوضّح رأيها، قائلة: "ستجلب معها التزاما بقضايا المناخ والعدالة، كما ستكون الأهمية التاريخية (لهذا التعيين) عظيمة لكونها امرأة من السكان الأصليين وتقدميّة ومسؤولة عن الأراضي الفدرالية".

وكوزيرة للشؤون الداخلية، ستؤدي هالاند دورا أساسيا في تنفيذ السياسيات البيئية للإدارة الجديدة. وتتضمن هذه السياسيات وعدا بتوقف الحكومة الفدرالية عن استخدام الوقود الأحفوري. كما أن ولاية نيو مكسيكو تعد جزءا من تحالف المناخ في الولايات المتحدة الذي وضع أهدافا جريئة تتعلق بالمناخ.

وكانت هالاند قد عملت مدة عامين في لجنة الموارد الطبيعية. أما في عملها الجديد، فستكون مسؤولة عن الإشراف على 500 مليون فدان في الأراضي الفدرالية؛ و62 حديقة عامة والعمل مع 1.9 مليونا من السكان الأصليين المنتميين لـ574 قبلية معترف بها.

كما أنها ستدير مكتب إدارة الصناديق الائتمانية التي تتولى تمويل السكان الأصليين والمكتب المسؤول عن شؤون تعليمهم.

وستكون لتعيينها أهمية ثقافية حقيقية، لأن تاريخ وزارة الداخلية مليء بصدامات مع جماعات السكان الأصليين. فعلى سبيل المثال، اقتطعت الحكومة الأمريكية كثيرا من الحدائق العامة، مثل يلوستون، من أراضي السكان الأصليين.

ووقع أكثر من 120 زعيما من زعماء القبائل على عريضة لدعم هالاند، كما أن مشاهير ونشطاء بيئيين قد طالبوا الرئيس المنتخب باختيارها.

وحتى يوم الخميس، 17 ديسمبر، وقع نحو 40 ألف شخصا على عريضة بهذا الخصوص على موقع Change.org .

سألنا سكانا أصليين في الولايات المتحدة عن آرائهم بخصوص هذه التسمية التاريخية.

_______________________________________________________________________

"أرى نفسي عندما أنظر إلها"

Dr Twyla Baker
BBC

تقول د.تويلا بيكر، 44 عاما، من نورث داكوتا، إنها ترى نفسها عندما تنظر لديب هالاند. "الأمور المهمة بالنسبة لي كجامعات القبائل، وتعليم أبناء القبائل وما إلى ذلك، كلها أمور مهمة لها أيضا. ورأيتها تثبت ذلك من خلال الحديث عن هذه القضايا ومناصرتها. إنه لأمر رائع. لا أزال غير مصدقة".

وتضيف: "لدى ثلاث قبائل قضية في المحكمة ضد وزارة الداخلية الحالية للدفاع عن حقوقنا في الأراضي. لذا فإن تعيينها كوزيرة خبر مرحب به وآمل أن نسمع صوت العقل وأن نسترد حقنا بأراضينا".

"لقد خسرنا الكثير من الأراضي وتراجعنا مع الإدارات السابقة بخصوص حماية أراضينا ومواردنا الطبيعية. لذا فإن حدوث مثل هذا الاختراق هو أمر مهم جدا. سيكون من الرائع أن ترى بناتي - وابني - أشخاصا مثل ديب في مثل هذا المنصب".

Jordan Daniel
BBC

جوردان دانييل، شابة عمرها 32 من ساوث داكوتا، وهي ناشطة مقيمة في لوس أنجلس ومهتمة بإعلاء أصوات السكان الأصليين.

"الأمر يعني لي الكثير ولغيري من السكان الأصليين - فقط انظر إلى ردة الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي. الأشخاص الذين لا ينتمون للسكان الأصليين سيكونون قادرين على رؤية عدد من الصعوبات التي تواجهنا والتي علينا التعامل معها، وأيضا سيرون صمودنا".

وتضيف: "علينا الاعتراف بدور المنظمين. لقد أثبتنا وجودنا وقلنا إن الأمر زاد عن حده وأننا نستحق أفضل من واقعنا الحالي".

"علينا دائما الحديث علنا عن الظلم الذي تواجهه مجتمعاتنا باستمرار. وبتعيين هالاند أصبح لنا مقعد على الطاولة - للتأكد من أن حقوق السكان الأصليين ذات قيمة، وللتعريف بشكل سيادة السكان الأصليين ولبناء مستقبل أفضل لنا. لقد حرصت هالاند على التأكد من أن السكان الأصليين سيحصلون على حصتهم من رزم المساعدات الإغاثية بسبب كوفيد19. لذا فإن الحصول على صوتها ونفوذها على المستوى الوطني سيفيد مجتمعاتنا كثيرا وأيضا الأجيال القادمة".

المراسل: سام كابرال.