تحدثت بي بي سي إلى امرأة في كابول ظلّت تعمل قرابة عامين مع الحكومة الأفغانية حتى الأسبوع الماضي.

سمعنا عن التجربة التي مرّت بها يوم استولت حركة طالبان على المدينة، وعن مخاوفها من المستقبل.

"كان يوم الأحد (15 أغسطس/آب) أفظع يوم شهدته طيلة حياتي.

ذهبتُ إلى مكتبي صباح ذاك اليوم. المرأة الوحيدة التي رأيتها كانت حارسة أمن تقف عند البوابة. كان عدد الناس قليلا جدا - لم يكن الوضع طبيعيا.

كان أعضاء طالبان على مشارف المدينة، وانتاب الذعر كثيرين، لكنني لم أصدق فكرة أن المسلحين سيستطيعون الدخول.

غادرت المكتب قرابة الظهيرة. أخذت معي شاحن هاتفي المحمول وبعض المستندات الشخصية، ثم ذهبتُ إلى البنك لسحب بعض المال؛ كان الجميع يحاول سحب أكبر قدر ممكن من المال المودع. لكن طابور الانتظار كانت طويلا جدا. وكان الوضع متوترا جدا.

عندما دخلت المصرف، انتبهت إلى أن والدتي وأختي وأخي كانوا قد حاولوا الاتصال بي. أخافني ذلك وخشيت أن يكون أمرا سيئا قد وقع.

اتصلت بوالدتي التي سألتني بقلق شديد أين كنت وماذا كنت أفعل، وطلبت مني الإسراع والعودة إلى المنزل لأن أفراد طالبان وصلوا غربي المدينة.

أصبت بالصدمة والرعب.

"أنا أفغانية. وأريد البقاء في بلدي"

طالبان تتعهد بحماية حقوق المرأة والإعلام والناتو يحذرها من إعطاء موطئ قدم للإرهابيين

كان الكل يركض. أصحاب المتاجر يغلقون أبواب محالهم، والكل يحاول العودة إلى المنزل.

اتصل أخي ليقول إنه سيأتي لاصطحابي لكن السيارات كانت تنتظر في طوابير بعد أن توقفت حركة المرور لشدة الازدحام.

أخذت بالمشي، وحاولت العثور على سيارة أجرة. وفي الطريق رأيت عددا هائلا من الناس يركضون. كنت أخشى أن تقبض عليّ طالبان وأنا في الطريق، لأنهم كانوا سيقتلونني لأنني كنت أرتدي ملابس العمل.

وبعد ساعتين تقريبا، وصلت أخيرا إلى منزلي. كنت مصدومة لدرجة شديدة حتى أني لم أستطع التحدث مع أفراد عائلتي. كان يوما لن أنساه أبدا. أمضيت الليل كله والمخاوف تدور في ذهني واعتقدت أن أحدا سيطرق بابنا.

منذ ذلك الحين والكل يبحث عن مخبأ.

أردت الهرب والاختبار في منزل أحد أقاربي، لكنني لم أجرؤ لأني خشيت أن يقبض علي في الطريق.

أشعر الآن بالأمان وأنا في المنزل. إذا جاءوا إلى بيتنا، فلن يعرف أحد أنني عملت لدى الحكومة. وقالت طالبان إن مقاتليها لن يدخلوا بيوت الناس. لكن لا يمكن لنا الوثوق بهم. أشعر بالخوف عندما أراهم على شاشات التلفاز - يشعرني ذلك بالحزن الشديد.

رأينا فظاعاتهم ، فكيف لنا أن نثق بهم؟ لم يعد يمكنني النوم ليلا بسبب الخوف.

أنا في انتظار تأشيرة لمغادرة البلاد لكن هذا الأمر غير مؤكد. إذا بقيت في أفغانستان، هل سيسمحون لي بالعمل؟ لا أعتقد ذلك. لا أرى مستقبلا آمنا لي في أفغانستان. أعتقد أن كل شيء انتهى بالنسبة لنا.

فقدت الأمل في المستقبل.