لمن يريد اعتلاء صهوة جواد يخبّ ويقفز فوق الحواجز، عليه أن يتميّز من الفرسان والفارسات بالإقدام والتصميم، وبرصيد مصرفي عامر بالنقود. فهذه رياضة مكلفة حقًا.

إيلاف من دبي: "حوافر رشيقة، لجامٌ لامع، ورائحة عرَق الجياد المميزة، والجلود والأموال الطائلة؛ والجهات الراعية للمنافسات منها رولكس وهرمس وغوتشي ولونجين؛ وحلبات أنيقة في الهواء الطلق عند أسفل برج إيفل، وفي ميامي بيتش ومونتي كارلو؛ وجوائز نقدية تصل قيمتها في المنافسة الواحدة إلى 1.2 مليون يورو". هذه ليست مقدمة موضوع رئيسيّ في مجلة How To Spend It Arabic فحسب، إنما هي أيضًا صورة وافية لرياضة الفروسية والقفز فوق الحواجز في العالم، وهي الرياضة التي يقول جايمي ريد، كاتب التقرير، إنها تعيش "عصراً غير مسبوق من الازدهار والوجاهة، منتشيةً بمكانةٍ تجعل منها رياضةً أنيقة وآسرة، تزاوج بين الشجاعة الرياضية والمهارة في تحدي المخاطر العالية".

وجوه مشهورة
لهذه الرياضة وجوه مشهورة جدًا، خصوصًا وجوه نساء وفتيات تألقن فاحتللن الصدارة في هذا العالم الراقي، منهن جيسيكا سبرينغستين، ابنة المغنّي الأميركي بروس سبرينغستين؛ وجنيفر غايتس، ابنة بيل ومليندا غايتس؛ وجورجينا بلومبرغ، ابنة عمدة مدينة نيويورك السابق؛ وإيف جوبز، ابنة ستيف جوبز، وأثينا أوناسيس، حفيدة أرسطو أوناسيس؛ وصوفيا أبراموفيتش، ابنة رومان أبراموفيتش، وشارلوت كاسيراغي، ابنة كارولين أميرة موناكو، وماتيلد بينو ابنة فرنسوا - هنري بينو، وزارا تيندال حفيدة الملكة إليزابيث، والشيخة لطيفة آل مكتوم، ابنة الشيخ أحمد بن جمعة آل مكتوم والشيخة حصة بنت راشد آل مكتوم من الأسرة الحاكمة في دبي؛ وإدي كامبل وبيلا حديد وماري - كايت أولسن.

يقول كاتب التقرير ريد: "إذا كان عشق الجياد والشغف بالفروسية يحفّزان هؤلاء الفارسات، فانتماء العدد الأكبر منهن إلى أسرٍ ثريّة مؤشرٌ أيضاً على الكلفة الباهظة لهذه الرياضة. فخيول ’الدم الحار‘ كما تُسمّى، وهي أقل اهتياجاً ومزاجية من الخيول الأصيلة ولذلك يلقى اقتناؤها إقبالاً واسعاً، تُباع ابتداءً من 40 ألف جنيه استرليني، وهذا ثمن مهرٍ صغير يحتاج إلى تدريب، وصولاً إلى ملايين الجنيهات أو أكثر مقابل جواد أصيل له سجلٌ مثبت. ويجب أن يكون المالك مستعداً لإنفاق مبلغ شهري يصل إلى 15 ألف جنيه استرليني لتغطية تكاليف العناية بالإسطبل، والتدريب، وتغطية فواتير الزيارات إلى العيادة البيطرية، وتكاليف السفر. ويُشار في هذا السياق إلى أن ثمن سرجٍ من هرمس مفصل بحسب الطلب ومصنوع يدوياً في مشغل باريس يبلغ 5,740 جنيه استرليني".

ينافس الألماني ماركوس إينينج وحصانه كورنادو إن آر دبليو في النسخة الخامسة من العرض الدولي للقفز Saut Hermes في Grand Palais في باريس

رياضة مكلفة
تأكيدًا على ارتفاع تكلفة هذه الرياضة، يورد ريد في التقرير أرقامًا تبدو خيالية. فقد وصل مجموع الجوائز النقدية في جولات بطولة لونجين العالمية في عام 2021 إلى 25 مليون يورو، ووصلت قيمة الجائزة التي دفعها جان توبس للجواد "يالوبيه دالونغ" المصنَّف في أعلى المراتب في رياضة القفز فوق الحواجز في عام 2014 إلى 15 مليون دولار. وبحسب ريد، تبلغ الكلفة التقريبية لاستئجار إسطبل طوال 13 أسبوعًا خلال مهرجان الفروسية الشتوي (Winter Equestrian Festival) 3,750 دولارًا، فيما تصل تكلفة طاولة كبار الشخصيات في المهرجان نفسه طوال 13 أسبوعًا أيضًا إلى 75 ألف دولار. وتصل إلى 26 ألف دولار تكلفة عضوية سنوية كاملة في نادي فروسية ولينغتون الدولي. إلى ذلك، قيل إن بيل غايتس دفع 59 مليون دولار لابتياع سلسلة من العقارات تضم ما بات يُعرَف الآن بإسطبلات "إيفرغايتس".

يرد ريد جزءاً كبيراً من الجاذبية المعاصرة التي تتسم بها هذه الرياضة بين المشاهير الدوليين على المستوى التنافسي إلى جولات بطولة لونجين العالمية التي أطلقها جان توبس، الفارس الهولندي الفائز بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية، في عام 2006، وتُنظَّم جميعها في مضمارات خلاّبة في الهواء الطلق في المواقع العالمية التي يرتادها الأثرياء والمشاهير، منها بالم بيتش وموناكو وإستوريل ومدينة كانّ. وارتفعت قيمة جوائزها النقدية، في غضون ثمانية أعوام، إلى 9 ملايين يورو.

للموضة دورها
يضيف ريد: "ارتفع منسوب الإثارة والزخم في عام 2014 حين أُعلِن أن توبس باع 50 في المئة من مؤسسة ’جولات بطولة لونجين العالمية‘ إلى فرانك ماكورت، وهو قطب أيرلندي أميركي في قطاع العقارات والبناء، اشترى نادي لوس أنجلس دودجرز للبيسبول من شركة نيوز كورب التي يملكها روبرت مردوخ مقابل 430 مليون دولار في عام 2004، ليعود فيبيعه بمليارَي دولار بعد ثمانية أعوام".

من المنافسات المهمة في مضمار الفروسية والقفز فوق الحواجز، بحسب ريد، هي منافسة Concours Hippique International Officiel التي تنظّم في مدينة آخن الألمانية كل صيف أمام 40,000 متفرّج، يصفهم ريد بأنهم "من الأشد أناقةً والأكثر رخاءً في أوروبا". تُتوَّج هذه المنافسة بجائزة "كبرى" برعاية رولكس التي تبلغ قيمتها 330 ألف يورو. وأطلقت دار هرمس، التي ارتبط اسمها ارتباطاً وثيقاً بالفروسية منذ تأسيسها في عام 1837، عرضاً سنوياً داخل القاعات الفسيحة لقصر "غران باليه" في باريس. وأصبح عرض Saut Hermès للخيول هو الأبرز في أوروبا حتى أوقفته جائحة "كوفيد-19"، وهو يلقى إقبالاً شديداً من الفرسان الذين يهوون الظهور فيه.

يربط ريد الفروسة هذه بالموضة. يقول: "مؤكدٌ أن السراويل البيضاء الأنيقة والجزمات الجلدية السوداء تشكّل زياً باهراً. ترتدي جيسيكا سبرينغستين قمصاناً وسراويل صُنِعت لدى ’كافاليريا توسكانا‘، وتنتعل جزمات يخصّها بها صانع الأحذية الإيطالي ’بارلانتي‘، وهي مزوّدة بشريحة ممغنطة مثبّتة في أسفلها تلتصق برِكاب السرج ’كي لا أخسر رِكاباً حين أمتطي الجواد في الحلبة‘. وقد أطلّت كل من ماتيلد بينو وفلور جيرو التي تختار معدّاتها ’من أجل الرياضة، ولمراعاة معايير الأناقة أيضاً‘، في عروض أزياء لصالح دار ’مياسوكي‘ المتخصصة بموضة الفروسية، وجيرو هي أيضاً سفيرةٌ للعلامة التجارية ’ريتشارد ميلي‘".

لقراءة التحقيق منشوراً في How To Spend It Arabic اضغط على هذا الرابط