سحر بهاتي صاحبة الفكرة ومؤسسة علامة الحقائب النسائية العملية
"لاوفل لندن"

إيلاف: تمّ إنشاء ماركة لاوفل لندن سنة 2019 عندما لاحظت المحاميّة سحر بهاتي وجود حاجة مُلحّة لتوفير حقائب نسائيّة لا تتميّزُ بناحيتها الجماليّة فحسب، بل تُبرز أيضا نسق الحياة السريع الذي تعيشُه المرأة العصريّة حاليًّا. إذ تعاونت سحر مع مُصمّم بريطاني مشهور سبق له العمل مع شركة رالف لورين وهاوس أوف فريزر و تيد بيكر، من أجل خلق علامة تجاريّة تعكس رؤيتها الخاصّة.
إيلاف التقت المؤسسة وصاحبة الفكرة وكان لنا معها هذا الحوار:

حدثينا عن نفسكِ وعن نشأتكِ؟

نشأت في كنف أسرة مستقرة ومتواضعة، حيث عمل والدي بجهدٍ كبير لإعالتي أنا وأخي. كان مهندس وأمي ممرضة- لقد عمل كلاهما بجد بلا كلل ولا ملل منذ أنّ كنتُ صغيرةً كما حرص كلاهما على غرس أخلاقيات العمل القوية في منزلنا. أما على الصعيد الشخصي، أنا شخصية طموحة وحازمة ومتفائلة للغاية وأشعر أنّ هذه الصفات التي اكتسبتها كانت إلى حدّ كبير نتاجًا لطفولتي وتربيتي، حيث تلقيت دائمًا الدعم لتحقيق أيّ أمر أطمح إلى تحقيقه في هذه الحياة.

درستِ القانون، ما الذي دفعكِ إلى عالم الحقائب النسائية؟

درست الاقتصاد والسياسة ومن ثمّ درست القانون في وقتٍ لاحق، وتأهلت للعمل كمحامٍ في المملكة المتحدة.
بعد الإنتهاء من الدراسة، عملت في مكتب محاماة في لندن، عندها اكتشفت وجود فجوة في السوق تتمثل في الحاجة المُلحّة لتوفير حقائب الحاسوب المحمول التي تجمع بين الطابع العملي والطابع الأنيق بأسعارٍ معقولة - تستهدف في الغالب الشابات العاملات.
وبعد مواجهة الصعوبات في محاولة العثور على حقيبة حاسوب محمول أنيقة وعملية لتلبية احتياجات العمل الخاصة بي، عملت على استكشاف الفكرة على نطاق أوسع وأجريت دراسة مكثفة في السوق قبل أنّ أطلق مشروعي الأول، "لاوفل لندن".

لماذا أسميتها "لاوفل لندن"؟

أردت أنّ أطلق على علامتي التجارية اسمًا يتماشى مع المنتجات وخلفيتي والتأثيرات الكامنة وراء إطلاق العلامة التجارية. نظرًا لأنّ مفهوم العلامة التجارية نشأ من الصعوبات التي واجهتها عند البحث عن حقيبة حاسوب محمول صغيرة عندما كنت أعمل كمحامية، فقد أردت تضمين هذا التأثير في الاسم. إلى جانب أخلاقيات العلامة التجارية وحقيقة أنّ المنتجات نفسها تمّ إنتاجها بشكلٍ أخلاقي (نباتية وغير مجربة على الحيوانات بتاتاً)، قررت تسمية العلامة التجارية "لاوفل لندن".

متى أطلقتها؟

بدأت العمل على مفهوم "لاوفل لندن" اعتبارًا من سبتمبر 2018 وركزت على مرحلة التصنيع/أخذ العينات وإنشاء المحتوى وبناء العلامة التجارية وتصميم موقع الويب في الأشهر الإثني عشر التالية. أطلقت بعد ذلك العلامة التجارية عبر الإنترنت في سبتمبر 2019 في المملكة المتحدة، قبل توسيع الموقع إلى الاتحاد الأوروبي وسويسرا. ومنذ ذلك الحين، توسعت إلى الشرق الأوسط وأقوم بالبيع إلى الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت والمملكة العربية السعودية على موقعنا الإلكتروني المحلي.

كيف تختلف حقائبك عن تلك الموجودة في السوق؟

تعتبر حقائب "لاوفل لندن" أكثر من مجرد إكسسوارات يومية. تمّ تصميم كلّ حقيبة بعناية فائقة مع أخذ احتياجات المرأة العاملة بعين الاعتبار. تمزج الحقائب بين التصميم الداخلي العملي والمظهر الخارجي الأنيق والسرمدي ومصنوعة من جلد نباتي غير مجرب على الحيوانات بتاتاً لتجسد بالفعل فلسفة العلامة التجارية المتمثلة في توفير حقائب تجمع بين "الأناقة والعملية" من جميع النواحي.

وهذا يشمل الناحية الجمالية والعملية والأخلاقية من خلال تصميم المنتجات مع مراعاة الأناقة والغرض والاستدامة. غالبًا ما تفتقر الحقائب الحالية المتوفرة في السوق إلى التصميم العملي وتركز بشكلٍ أساسي على اتجاهات الموضة، في حين أنّ المنتجات التي تتميز بالطابع العملي غالبًا ما تأتي في شكل حقائب ظهر ضخمة أو حقائب يد باهظة الثمن. إبتكرت "لاوفل لندن" إكسسوارات تمزج بين الطابع العملي والتصميم الأنيق والمبادئ الأخلاقية بأسعارٍ معقولة.

بصفتكِ محاميةً، يعتبر من السهل عليكِ الاهتمام بأمور العمل من الجانب القانوني، ولكن من ساعدكِ في الجانب الإبداعي؟

أعمل مع مجموعة رائعة من المبدعين، بدءً من مصممي حقائب اليد وفريق التسويق وصولاً إلى منشئي المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي للمساعدة في إنشاء العلامة التجارية وبنائها. أنا في الواقع صاحبةً رؤية لكنني لستُ شخصاً مبدعاً، لذلك من أجل تحقيق رؤيتي وتنفيذها بالطريقة التي أتخيلها للعلامة التجارية، أحتاج إلى دعم المبدعين الموهوبين الذين يجلبون أيضًا أفكارًا خلاقة وديناميكية جديدة للعلامة التجارية.

لماذا حرصتِ على إختيار مواد مستدامة لتصميم حقائب اليد الخاصة بكِ؟

كنتُ أرغب في إنشاء منتجات يتم إنتاجها بطريقةٍ أفضل من تلك المتوفرة حاليًا في السوق، ولهذا السبب اخترت أقمشة متينة ومستدامة وغير مجربة على الحيوانات بتاتاً والتي تُسبّب أضراراً بيئية أقل من الأقمشة الأخرى مثل أقمشة الفينيل المطلي بالبلاستيك (PVC). إنّ نسبة كبيرة من سوق الإكسسوارات مصنوعة من الجلد لكنّ ثمّة تركيز متزايد على إنشاء منتجات بطريقة أكثر أخلاقية وصديقة للبيئة مما أثر على الشركات من جميع الأنواع بما في ذلك ماركات المصممين لتقديم المنتجات التي يتم تصنيعها بشكلٍ مستدام من خلال ممارسات مثل استخدام المواد المعاد تدويرها (الحد من الأضرار البيئية) أو إطلاق منتجات خالية من القسوة أو إدخال بدائل خالية من البلاستيك في المنتجات والتعبئة والتغليف.

هل استخدام المواد المستدامة في التصنيع يؤدي إلى تكلفة إضافية، أم أنّها اقتصادية أكثر أم لا فرق؟

يعد استخدام الأقمشة المستدامة أكثر تكلفة حيث يصعب الوصول إليها في كثير من الأحيان. إلى جانب الطلب المتزايد على المنتجات المستدامة، فإنّ تكلفة الإنتاج آخذة في الارتفاع ومن المرجح أنّ تستمر، مما يجعل من الصعب على الشركات الناشئة اتباع المسار المستدام بسبب الإيرادات المحدودة في المراحل الأولى.

كيف تصنفين علامتك التجارية في السوق؟ بمعنى هل الحقائب مناسبة ويمكن لأيّ إمرأة عاملة شرائها أم أنّها حقائب فاخرة مُصنّفة على أنهّا باهظة الثمن ومُخصّصة للأثرياء؟

تمّ وضع "لاوفل لندن" عن قصد في السوق كعلامة تجارية تناسب الطبقة الوسطى. تستهدف المرأة العاملة العادية التي تبحث عن حقيبة كمبيوتر محمول عصرية وعملية ومصنوعة بدقةٍ عالية وجودة ممتازة ومرضية من الناحية الجمالية ولكنّها متوفرة بسعر يسهل الوصول إليه.
لا تُعد "لاوفل لندن" علامة تجارية شهيرة أو علامة تجارية للمصممين، بدلاً من ذلك، يتمّ وضعها بدقة في المنتصف حيث نرى الفجوة في السوق لتوفير علامة التجارية مع هذا العرض.

ما هي أبرز التحديات التي واجهتها عند إطلاق العلامة التجارية لأول مرة؟

تتمثل التحديات الأساسية التي واجهتها عندما بدأت العمل على إطلاق علامتي التجارية في التصميم والتصنيع. لقد وجدت صعوبة في العثور على شركة مُصنّعة يمكنها إنتاج المنتجات بمعايير عالية وبطريقة تتوافق مع وثائق التصميم الخاصة بنا. نظرًا لوجود العديد من مصنعي الإكسسوارات على مستوى العالم، كان العثور على الشركة المُصنّعة المناسبة التي تلبي المعايير التي طلبناها بسعر مناسب أمرًا صعبًا للغاية.

كيف أثر الوباء على عملكِ؟ وعلى عادات الشراء لدى المستهلك؟

قدم الوباء فرصة كبيرة للعلامة التجارية بسبب زيادة التسوق عبر الإنترنت والرقمنة السريعة والتحول في تركيز المستهلك إلى شراء قطع أكثر استدامة وديمومة. نظرًا لأنّ "لاوفل لندن" هي علامة تجارية للتجارة الإلكترونية ملتزمة بتوفير إكسسوارات كلاسيكية غير موسمية مناسبة لجميع المواسم، فقد شهدنا زيادة تدريجية في المبيعات أثناء الوباء استعدادًا لوقت عودة المستهلكين إلى العمل لاحقًا.

هل ستستمرين في العمل في مجال الحقائب المُخصّصة للنساء العاملات فقط أم أنّ هناك نية للتوسع أكثر في مجال تصميم مجموعة متنوعة من الحقائب؟

نفكر في توسيع نطاق عملنا ليشمل أكثر من مجرد اكسسوارات العمل. نحن نستكشف فكرة إنشاء حقائب مماثلة للأمهات العاملات اللاتي يحتجن إلى حقائب تلبي احتياجات الأطفال والعمل على حدٍ سواء. بصفتي أماً عاملة، لقد عانيت أيضًا من العثور على حقيبة أطفال عملية وبسيطة وبأسعارِ معقولة يمكنني أيضًا استخدامها لوضع جهاز الكمبيوتر المحمول أثناء الذهاب إلى العمل، لذلك نتطلع إلى تقديم فكرة مثيرة للإهتمام في هذا المجال.

ماذا عن الأحذية؟

لا نتطلع حاليًا إلى التوسع إلى مجال صناعة الأحذية - فنحن نركز فقط على حقائب اليد وإنشاء نطاق أوسع لتغطية جمهور أوسع والمزيد من الأجهزة. قد نستكشف إكسسوارات أخرى مثل الأحذية في المستقبل ولكن في الوقت الحالي، سنبقى علامة تجارية لحقائب اليد.

هل أثر ذوقكِ الشخصي على تصاميم حقائب اليد الخاصة بك؟

نعم بالتأكيد، أنا شخصياً من عشاق الحقائب الكلاسيكية والأنيقة ذات الطراز البسيط وقد أثر ذلك بالتأكيد على التصاميم واتجاه العلامة التجارية حيث حاولت دائمًا الحفاظ على الطابع الأنيق والطابع العملي من خلال التصاميم البسيطة والمعاصرة.

من يُنافسكِ في هذا المجال حالياً؟

تشير أبحاث السوق التي أجريناها مؤخرًا إلى أنّ "مايكل كورس" و"كوتش" و"كيت سبيد" و"كونومو" هم منافسونا لأنّهم من العلامات التجارية التي من المرجح أنّ ينظر إليها عملاؤنا كبدائل عند البحث عن حقيبة عمل ذات نمط مماثل.

كم بلغ معدل النمو منذ إطلاق العلامة التجارية حتى الآن؟

حقّقت العلامة التجارية نمواً بشكلٍ ملحوظ منذ إطلاقها في سبتمبر 2019 حيث بلغ معدل النمو السنوي لإيرادات الشركة 256٪ من العام الأول إلى العام الثاني و 113٪ من العام الثاني حتى الآن، بمتوسط معدل نمو سنوي للمبيعات يبلغ 184.88٪.

هل تعتقدين أنك تنفقين الكثير من المال عندما يتعلق الأمر بالموضة والتسوق؟

كلا، لا أتسوق كثيرًا وعندما أقوم بذلك، غالبًا ما أشتري قطعًا أساسية تدوم طويلاً. عند شراء منتجات لمصممين عالميين، قد يكون الأمر مكلفًا للغاية ولكنه نادر الحدوث لأنني أفضل الآن شراء الليغينغ والأحذية الرياضية المريحة، فأنا أم (لا شيء يبقى نظيفًا!).

ما هو أكثر شيء تنفقين المال عليه؟

ترميم وصيانة منزل العائلة.

ما هي ماركة الملابس المفضلة لديك؟

"زارا" و "ريس"

ماذا عن الأحذية والحقائب؟

أنا من عشاق الإكسسوارات الكلاسيكية، لذلك أحب أنّ أشتري الأحذية من "مانولو بلانيك" و"شانيل" وحقائبي المفضلة من "إيف سان لوران"- أجد أنّهم يصنعون دائمًا القطع الأكثر أناقة وعصرية التي تتناسب مع الكثير من الأزياء.

من أين تشترين مجوهراتك وساعاتك؟

في الواقع، أنا لست من عشاق الحُلي والزينة- أجد المجوهرات والساعات مزعجة للغاية، لذلك فأنا لا أمتلك في الواقع أيّ مجوهرات أو ساعات إلى جانب خاتم خطوبتي وزواجي.

ما هو عطرك المفضل؟

"ديلينا إكسكلوسيف" من "بارفيومز دي مارلي"

ما هي خططك المستقبلية؟

تتضمن الخطط المستقبلية توسيع "لاوفل لندن" إلى الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأقصى حتى نتمكن من تلبية الطلبات محليًا في هذه المناطق بأسعارٍ معقولة. ونتطلع أيضًا إلى توسيع نطاق المنتجات وتقديم الحقائب المصممة لأجهزة الحاسوب المحمولة الأكبر حجمًا أو لأجهزة أصغر حجماً مثل أجهزة آيباد/ الأجهزة اللوحية بالإضافة إلى إمكانية استكشاف سوق الأمهات.