إيلاف من الرباط: تحت شعار: "تربية الخيول في المغرب، الابتكار والتحدي"، تنظم، بالجديدة (جنوب الدار البيضاء)، بداية من الثلاثاء وحتى السادس من أكتوبر المقبل، الدورة الخامسة عشرة لمعرض الفرس.
واكتسب المعرض، على المستوى الدولي، إشعاعاً متميزاً، فأصبح من أشهر معارض الفرس في العالم، وذلك بفضل ثراء برامجه وفرص اللقاءات المهنية التي يوفرها.
وكتب الشريف مولاي عبد الله العلوي، رئيس جمعية معرض الفرس، إن المعرض، الذي ينظم منذ 2008، أصبح حدثاً رئيسياً للفروسية يساهم في النهوض بهذا القطاع في المغرب، وملتقى متميزاً للاحتفاء بالتراث الثقافي الغني المرتبط بالفرس.
وأضاف الشريف مولاي عبد الله العلوي أن برنامج دورة هذه السنة غني ومتنوع، ويُسلط الضوء على الاستعمالات الترفيهية والثقافية والفنية والرياضية للفرس. فيما يعد المعرض، بالنسبة للمهنيين، منصة أساسية للقاءات وتبادل الخبرات بين مختلف الجهات الفاعلة في قطاع الخيول.
وكتب الحبيب مرزاق، مندوب المعرض، أن الجمهور سيكون على موعد مع المباريات التي ساهمت في إشعاع المعرض، على غرار كأس الأبطال للخيول البربرية، وكأس الأبطال للخيول العربية البربرية، والمباراة الدولية صنف "أ" للخيول العربية الأصيلة، وكأس المغرب لمربي الخيول العربية، والجائزة الكبرى للملك محمد السادس في القفز على الحواجز. كما سيستقبل المعرض أفضل "السربات" ("السربة" هي مجموعة الفرسان والخيول، تتكون من 11 إلى 15 فارسا يصطفون على خط انطلاق واحد، ويترأسها "المقدم"، الذي يتخذ مكانه في الوسط وينسق حركات الفرسان والخيول معا) في المملكة، في إطار الجائزة الكبرى للملك محمد السادس للتْبوريدة (تعني الفروسية التقليدية، وهي مشتقة من كلمة "البارود"، وهي فن عريق في عالم الفروسية، يعود إلى القرن 15؛ وتأتي على شكل إعادة تمثيل لهجوم عسكري يشن على الخصوم).
وأشار مرزاق إلى أنه سيتم على مستوى الجوانب الثقافية والعلمية، إبراز الفرس في العديد من المحاضرات، وفي العديد من الألعاب والبرامج المسلية المخصصة للجمهور الناشئ، الذي يحظى باهتمام خاص، بالنظر إلى أن نقل تقاليد الفروسية إلى الأجيال الصاعدة هي إحدى مهام معرض الفرس للجديدة.
وأضاف مرزاق أن هذا الحدث الكبير يعد فرصة سانحة لجهات المغرب للإدلاء بدلوها في الحفاظ وإغناء التراث الثقافي الوطني المرتبط بالفرس.
ولمعرض الفرس للجديدة أهداف متعددة، تشمل البعد الاجتماعي–الاقتصادي، حيث يتم تمثيل جميع المهن المرتبطة بالخيل، والتي تشمل صناعة السروج العصرية والتقليدية، والحدادة العصرية، وتصنيع بنادق التْبوريدة، والشركات المتخصصة في أعلاف الخيول، ومختبرات الأدوية البيطرية، ومهنيو الفروسية السياحية. كما يعمل المعرض، في هذا البعد على دعم وتشجيع الحرفيين المغاربة الذين ورثوا خبرة أصيلة تعود إلى قرون، كما يعمل على جمع وتوحيد كل مكونات قطاع الخيول.
وعلى مستوى البعد الثقافي والعلمي، يحتفل المعرض بتراث الفروسية في بعده الثقافي والتاريخي والعلمي، من خلال عرض اللوحات والأعمال الفنية والمخطوطات، وكذا المحاضرات الموضوعاتية الثقافية والعلمية. فيما يتمثل البعد الرياضي والاحتفالي في تقديم المعرض، للمهنيين والجمهور العريض، برنامجًا غنيًا ومتنوعًا، يتميز بتقديم عروض الفروسية، وتنظيم الأنشطة الترفيهية والمسابقات الرياضية، والتْبوريدة.
ويحظى الفرس عند المغاربة بمكانة خاصة، حيث تتلخص فيه معاني النخوة والشهامة والكبرياء. وتتعدد احتفالات المغاربة بفن "التْبوريدة"، في المناسبات الخاصة والعامة، وترتبط، أساساً، بالأعراس والأعياد ومواسم الحصاد، كما صارت تخصص له مواسم، في مختلف مناطق وجهات البلاد.
ولوحظ، في السنوات الأخيرة، اهتمام متزايد بفن الفروسية التقليدية، سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، حيث صارت تبرمج مسابقات يحصل خلالها الفائزون على جوائز مهمة، تزيد صاحبها فخراً يضاف إلى الفخر الذي يشعر به وهو يمتلك فرسا بين أفراد القبيلة، كما لوحظ حرص متزايد من طرف الجنس اللطيف على تعلم "التْبوريدة" وركوب الخيل، حتى صارت تخصص مسابقات للفارسات، أسوة بمسابقات الفرسان.
التعليقات